رواية وقعت في فخ الظلام بقلن منى ابو اليزيد
من الأسئلة حقا متزوج من هي زوجته أين هما لم تجد أي إجابة اضطرت أن تعود للواقع مع نظرة أخيرة على صورة وهي تتنهد وجدت أصيل بفرحة ظاهرة على ملامحه انتشلت من أمام الصورة بدأت في ترتيب الأشياء بعد فترة من الوقت انتهت جابت عينيها سماعة الأذن معقدة حاولت حلها لكنه انقطعت منها زادت ضربات قلبها تجمدت الډماء في عروقها لا تعرف كيف تتصرف اكتفت بالهبوط للأسفل لتخبر الخادم بانتهائها صعد لأعلى لكي يتأكد أن كل شيء تمام ولج خلفه أصيل فقال متسائلا
أجاب عليه بوهن خوفا من بطشه بتركه الحجرة لجوهرة
جوهرة هي اللي عملتها أصل كنت تعبان
حفرت ملامح الشيطانية على وجهه بعد رؤيته لسماعة الهاتف المحمول مقطوع على الطاولة ملامحه تنبض بالتساؤل قبل لسانه وهو يتحدث مع الخادم
أنت اللي قطعت الهاند فري
صمت ولم يعقب على حديثه اكتفي بالنظر للأسفل بخجل فهم ما حدث بالضبط انزلقت حروفه الشرسة من شفتيه بشړ يستطيع أن يدمر الكون
ألقي النداء عليها مرات عديدة بصوت قوي يبرزه خشونته الرجولية لم يجد أي رد اندفع عند المطبخ كالثور الهائج بحث عنها في كل مكان المكان خالي حقا غرق في شتي الأسئلة أين هي كيف اختفت
كانت تنظر من جانب الطاولة وتختفي مرة أخرى عن عينيه ببطء دست نفسها تحت الطاولة الخشبية پخوف يسيطر على كيانها أطرافها ترتعد دون قصد أخرجت منها الحازوقة ما يطلق عليها بالعامية زغطة
بتعملي إيه هنا
بلعت ريقها بتوتر شديد كانت كالريشة الضعيفة أرادت أن تشق الأرض وتبلعها حاولت أن تنهض من مكانها ارتطمت بالطاولة لمست رأسها بعد أن نهضت لتقلل الألم فصاحت عاليا
كور قبضة يده ليقلل الڠضب الذي يسيطر عليه بعد حديثها الأذع شبه تعود على أسلوبها وطريقتها فقال بحذر ممزوج بصړيخ
جوهرة
فزع قلبها بشدة تراجعت للخلف تلقائيا حركت يدها بعدم رضا قائلة بحدة
حد يفزع حد كده
كاد أن يقترب منها ليمسكها يفعل بها ما يخلصه من غضبه لكنه تذكر كلامها السابق عن البعد فرك على جبينه بغيظ نابع من داخله حدث نفسه
رفعت يديها لأعلى قائلة باندفاع
إيه اللي ضايقك بس
أظهر سماعة الهاتف المحمول قال بغيظ واضح
دي
بلت شفتيها بلسانها أظهرت اللامبالاة في حديثها عكس ما تبدو عليه داخليا من قلق وتوتر
فدايا
لم يفعل شيء اكتفي بنظرات يكسوها الاڼتقام ليهب داخلها ضعف عقدت مرفقيها أمام صدرها لتخفي ضعفها طالعته بتكبر قائلة
رفع يده لأعلى لكنه تراجع فكور قبضة يده بقوة ليقلل غضبه الچارح ضغط على شفتيه وهو يتمتم بكلمات
ماشي يا جوهرة حسابك معايا هردهالك
لكل هدف وسيلة والوسائل أنواع منهم الشريفة والغير شريفة الوسيلة الغير شريفة هي التي لجأت لها مرام نفذت الخطة المتفقة عليها مع سنان عدلت خصلات شعرها بفخر دون اهتمام أن الحجاب فريضة فرضها الله لتحفظ المرأة وتزداد جمالا فوق جمالها
دخلت في حرب مع شفتيها لتكون ابتسامة مزيفة قبل أن تقرع جرس الباب حين رأتها أمامها هتفت بسعادة متصنعة
surprise مفاجأة
جابتها جوهرة من رأسها حتى قدميها عقلها مشتت في تفسير هذا الموقف وتصرفاتها فقالت بعدم تصديق
معقول أنت هنا بس على فكرة خطيبك في شغله
أومأت رأسها بالتأكيد اندفعت للداخل بنشاط زائد
عارفة أنا جيالك أنت
أشارت إلي نفسها ڠرقت في بحر الحيرة قائلة بشك
أنا.. معقول
جلست على الأريكة بارتياح أسندت حقيبتها بجوارها فتحت سحاب الحقيبة أخرجت منها علبة قطيفة ذات لون الأحمر طالعتها بنظرات سريعة يكسوها الاحتقار لتثبت عدم رضاها قبل أن تفتح العلبة ثم رددت
إيه رأيك في الخاتم ده
تأملته بلا اهتمام عليها أن تجاملها فهتفت بابتسامة
جميل مبروك عليك
نهضت الأخرى من مكانها تقدمت بعض خطوات بالقرب منها على وجهها ملامح الرفض قالت باعتراض
لا ده مش ليا ده ليك عايزة افتح معاكي صفحة جديدة أنت عارفة إن أختي توفت من كام شهر محتاجه أخت تمدني للأمام أنت متعرفيش هي كانت بالنسبالي إيه
كلماتها صادقة حقا تشعر بها في بعض الأوقات لم تجد قلب حنين سوي سنان لجأت له في البداية سيطر على قلبها ثم علمت عنه كل شيء كان الوقت متأخر أصبح يسيطر عليها من أفعال وحديث فشلت في الهروب وفي أخذ الحق
سيطرة العاطفة التي توجد في قلوب كثيفة من البشر لتجعلهم يغفروا يسامحوا ويضحكوا قالت بابتسامة
من غير حاجة أنا أختك وتحت أمرك في أي وقت
تحمست مرام جدا جاءت لها الفرصة لتعرف عنها ما تريد استخدمت سلاح لين والمحبة قبل أن تتفوه
طيب أحكي لي عن نفسك
ظلت تتحدث عن نفسها بسلامة نية لم تعرف أنها تدخل في لعبة تصلها للشيطان لتبدأ حرب بينهما من يفوز هو بقوته ونفوذه أم هي الضعيفة الوحيدة تحدثت عن مرض والدها فكان هو الطعم الذي سوف تستغله مرام لټطعنه به
دب الفرح داخل قلب جوهرة أصبح يتطاير كالطائر الحر رفرفت السعادة كيانها عندما سمعت كلماتها تقول
بجد أنا أعرف دكتور كويس ممكن يشوفه وبيعمل تخفيض في الكشف والعمليات أيام معينة في السنة زى مثلا افتتاح المستشفي وقرب يوم الذكري على الأسبوع جاي ممكن نروحله ونشوف المطلوب
...........
أمسك أصيل صورة صغيرة تكاد تكون نفس الصورة المعلقة على الحائط في حجرته التي رأتها جوهرة لمعت أهدابه بالعبرات رغما عنه فقدهم منذ بضعة أشهر عاد للبيت ذات مرة وجدهم مقتولين لا يعرف السبب أخذ عهد على نفسه أن يجلب حقهم مازال لم يصل اضطر أن يخطب مرام لتعاونه فهي أخت زوجته توقع أنها تريد نفس الشيء ما لم يكن يعرفه أنها وصلت وذابت في حب الشيطان
انتشل من عالم الذكريات على صوت السكرتيرة تخبره إن معاد الاجتماع بعد ربع ساعة جاء في ذهنه أن يتصل بأحد الضباط المسئولين عن قضية زوجته وأبنه أمسك الهاتف المحمول ضغط على قائمة الأسماء ليبحث عن اسمه كالذي فقد شيء هام فيريده بدأ في التفوه حين سمع صوته
أزيك يا شريف باشا
تمام
وصلت لحاجة
صدقني أنا عذرك بس لسه مش وصلنا لحاجة
طيب أمتي من شهور ومحصلش حاجة
احتمال كبير تتسجل القضية ضد مجهول
رد عليه بنبرة حادة ممزوجة بصړيخ لم يصدق ما سمعه إن المچرم سوف يعيش حياة عادية بينما هو يذوق النيران بسهولة
أنت بتقول إيه وحقهم أنت عارف يعني إيه أرجع الاقي مراتي وأبني مدبحوين
ما أنت مش مساعدني بحاجة ومفيش سړقة أحنا بندور على إبرة في كوم أش
لو أعرف مكنتش بخلت عليك بس أنا معرفش حاجة
ربنا يقدم اللي في الخير
يعلم أنه ليس يحدث بعد طول المدة حاول كثير أن يطول في فتح القضية اقترب موعد النهاية
مازال عند نقطة البداية تمني النهاية لتهدأ نيران قلبه ولو دقيقة واحدة لا يشعر به سوي القليل من يعيش تلك التجربة القاسېة
........
انتهت جوهرة من تحضير الغداء بسعادة بعد حديثها مع مرام تظن أنها كانت تعاملها بسوء الظن خرجت للخارج تري الأجواء كان أول من شاهدته والدها يخرج من حجرته تلك عادته لا يحب الخروج من حجرته منذ أن أتي للقصر حتى بعد مجيء محمد الشاذلي لا يهتم فهو في الأساس بيس صديقه كل ما جمعهم هي مقابلة ورائها هدف
اقتربت منه ممسكة في ذراعه قائلة بقلق تجمع داخلها
إيه اللي خرجك من الاوضه
أجاب عليها بابتسامة
متقليش أنا كويس قولت أحرك رجلي شوية
صفقت بيديها الاثنان قفزت على الأرضية والفرحة تغمر وجهها وقالت بتأمل
عندي ليك خبر حلو مرام خطيبة اللي بيقول على نفسه المظلم مش عارفة هتتجوزه أزاي المهم قالت لي على دكتور هيكشف عليك ولو محتاج عملية هيعملها بتخفيض ومتحتجش علاج تاني
تقدم بعض خطوات للأمام يفكر في حديثها الأمل يولد من جديد لديه كاد أن يتشبث فيه لكنه تذكر المال على الفور تبدد حاله من حال إلي حال أصبح العبوس مسيطر عليه فقال بتوتر
والفلوس هنعمل فيها إيه ده أنت بتشتغلي في الفصر من فترة قريبة وعلاقتك مش تمام بأصيل بيه علطول قط وفأر يبقي إيه لأزمته نتمسك بالألم
أصبحت حياة البشر وأمل شفائهم من الأمراض متعلق بالمال الفقير لا يعالج لأنه ليس لديه مال حياة لعينة شهوتها المال فقط هذا ما فكرت به جوهرة بعد حديثها مع والدها سرعان ما طردت تلك الأفكار اليائسة التي تجعلها تتراجع للخلف الله موجود برحمته الواسعة التي تتسع العالم كله يستطيع أن يقف بجوارها لذلك هتفت
يا بابا خليك واثق في ربنا ومرام تعرف الدكتور يعني هيعملها خاطر خلي عندك أمل في ربنا مش بيقول يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي تفائل
لا
نفي اعتراض اخترقتا أذنيهم تلك الكلمة التي لها مدلولات كثيرة لقوله تلك الكلمة نظرا لمن تفوه كان محمد الشاذلي لم يترك لهم له فرصة ليتحدث بقوة على الفور
أنا شفتكوا وأنتوا بتكلموا استغربت هي عايزة منك إيه بس دلوقتي عرفت متثقيش فيها أنا مش برتحالها اللي جواها غير اللي براها
عقدت مرفقيها أمام صدرها تزهر تحديها وعدم اقتناعها بحديثه فهو لا يملك أي دليل على حديثه واجهته بحديثها التي قالته لها عن ۏفاة أختها
على فكرة هي حزينة على مۏت أختها محتاجة حد يقف معاها ممكن تكون تصرفاتها راجعة لفقدانها
كان رد عليها سؤال سبب لها الحيرة شل تفكيرها لتعرف إجابته
أنت عارفة مين أختها وتبقي لأصيل إيه أصيل مخطبش مرام مش صدفة
حلت يدها منتظراه أن يكمل قوله بنظرات يكسوها الفضول حطم أمالها لم يكمل فاضطرت تسأله
مين
أصدرت ضحكات عالية يسخر من سؤالها كان رده الأغرب
أمال بدفعي عنها ليه أعرفي بطريقتك مين ما أنت شاطرة وفاهمة الناس
........
جاء ليل ليناسب لونه حياة حنان بعد أن صممت على الطلاق ورفض أهلها العيش معهم كوسيلة للضغط لكي تتراجع عن تلك الخطوة التي في نظرهم أنها حمقاء مددت جسدها للفراش بجوار أبنها الصغير عبثت في شعره ليشعر بالأمان الذي فقده كان يري بعينيه المشاكل التي تحصل بين والديه اضطرت للبعد عنه عندما رن هاتفها المحمول نظرت إلي الشاشة كان صاحب الاتصال حمزة ما عليها إلا الرد ضغطت على زر الإيجاب وهتفت
الو
عامله إيه
الحمد لله
أبنك كويس معرفش اسمه
اسمه يحيي
ربنا يخلهولك أنا حبيت بس أطمن عليه
شكرا على سؤالك
لو لسه تعبان خليك جنبه دي أكتر وقت بيحس الطفل فيه بأمه
لا مفيش داعي هو بقي كويس
ابتسم وهو يقول
مټخافيش مش هخصم منك
بدلاته هي الأخرى الابتسامة