مذاق العشق للكاتبة سارة المصري
برضه ليها حل بس ليه عايزة تسيبى بيتك
أطرقت ايلينا برأسها لتعبث في شرشف الفراش للحظات قبل ان تنظر الى ملك مطولا وتقول
ملك انا ممكن اطلب منك طلب وتوعدينى انك هتعمليه
قطبت ملك حاجبيها في جدية
لو فى مقدورى اوعدك طبعا
مالت اليها ايلينا في رجاء
اوعدينى ان يوسف البدرى ميعرفش اى حاجة لا عن شغلى ولا عن مكانى
وليه ده كله
اوعدينى وبس ياملك
ادرات ملك حدقتى عينيها فى تفكير قبل ان تتنهد في استسلام
اوعدك يا ايلينا ده شىء يخصك بس اعملى حسابك ان احنا كدة هنسافر اسكندرية لان اغلب شغل بابا هناك
ابتسمت ايلينا فى سعادة هذا ما تريده بالضبط لن يراها يوسف وهى على انكسارها هذا ابدا ستستعيد كل قوتها لتواجهه من جديد
لا تنكر ان مذاهبهما فى الحب شاذة عن المعروف ولكنه يبقا حبا فى النهاية حتى وان اختلف فى طريقته عن المعتاد
ورغم هذا فلن تغفر له ابدا هذا الانكسار والصدع الذى ألم بروحها
ستعود لتظهر له من جديد بالوقت والطريقة التى تحددها والى هذا الحين فيلتجرع الام الفراق والندم حتى يكتفى
قربها من أنفه وأخذ نفسا عميقا من رائحتها التى كانت رحيمة بحاله وظلت عالقة بها
لم تفارقه تلك الحلية ابدا
ينقلها من جيب سترة الى سترة أخرى
يخشى ضياع اخر ما تبقى من حبيبته
قد سأم المقاومة
سأم المحاولة للتسليم بأمره لينتهى كل شىء ويخرجها من تفكيره ابتعد عنها كما وعدها وتركها لحياتها مع اخر وحاول أن يفعل المثل ففشل
حاول أن يقنع بحياته مع سمر
حاول ان يأخذ من عشقها الغريب له اى طاقة تدفعه لنسيان صوفيا او التسليم لحياته بدونها لتبوء كل محاولاته بالفشل
كل ذرة من مشاعره ترفض ان يزاح عن كاهلها عشق صوفيا حتى وان ذاقت بسببها كل عذابات الدنيا
سلم لقدره فى النهاية وتوقف عن المحاولة وأيقن انه سيظل يعشقها حتى وان كان من المحال حتى ألا يلمحها مجددا
لايصدق انه بالفعل قد استمع الى صوتها منذ أيام حتى وان كان طلبا للمساعدة
تسللت نبراتها المحببة الى طريقها الذى تعرفه جيدا ولم تضله مهما مرت عليها السنوات الطريق سيظل واضحا
امامها الى عمق قلبه
تذكر وقتها كل مامر بهما من ذكريات
بداية من اللقاء الأول
مرورا بعهدهما الذى نفضت يدها منه ولا يمكنه ان يلومها ابدا على هذا
ونهاية بالوداع الاخير الذى عرفته فيه على زوجها لتضع نقطة النهاية التى يرفضها قلبه ضاربا كل اعتبارات الدنيا عرض الحائط
استيقظ من افكاره على واقعه المزعج المتمثل فى ذراعي سمر تطوقان خصره بينما تريح رأسها بين كتفيه قبض على الحلية فى يده وهو يزفر فى ضيق
سمر مش قادر لو سمحتى
ارخت ذراعيها على خصره ورفعت رأسها في بطء لتقف الى جواره قائلة فى غيظ حاولت كتمه
انت مش حكاية مش قادر انت بقالك كام يوم حتى لمسة ايدى مش طايقها
مسح وجهه بيده دون ان ينظر اليها فماذا بوسعه ان يقول لقد فقد القدرة فى تكذيب ما يراه حقيقة لامفر منها
واصلت في مرارة وهى تحتضن نفسها
فيها ايه يا زين مش موجود فيا فيها ايه مخليك مشغول بيها لحد دلوقتى انت عارف انت قربت منى كام مرة طول السنين اللى فاتت
واضافت وهى تزمر شفتيها وتقول فى الم واضح بينما يتجنب هو النظر اليها
وكل مرة انا اللى كنت برغمك وبحاول اخليك تقرب بكل طريقة حتى لو كانت الطريقة انك تتخيلنى هيا
الټفت لها فى حدة لم يحتمل ما قالته ليهتف بها فى ڠضب
سمر
ارتمت دون مقدمات بين ذراعيه وهى تتشبث فى ملابسه كأن قدميها لاوجود لهما وتأخذ من وجوده الدعم كى لا تسقط لتتمتم وهى على شفا الاڼهيار
زين انا بحبك ارجوك ارجوك لو عرفت بس انا بحبك اد ايه ارحمنى بقا يا زين ارحمني
اشفق عليها ولكن ما بيده وقد اخبرها من اللحظة الأولى بما تعرفه هى جيدا
لم يعدها بانه سيحبها يوما وكيف يعد المرء بما ليس له عليه حكم ولا سلطان هو لايملك لها سوى كثير من الشفقة وهي ترتجف بين ذراعيه فهي مثله تماما تتألم بحبها المستحيل
كلاهما يحمل العڈاب ذاته فهى بين ذراعي رجل يعشق طيفا لازال يعانى من سحره حتى الان تنهد فى عمق وهو اليه هامسا
خلاص يا سمر اهدي
ازداد ارتجافها وتشبثها به أكثر فحملها ليضعها على الفراش فى رفق وقبل أن ينهض من جوارها امسكت بكفه تتوسله
ارجوك يا زين ارجوك ما تسيبنيش
اقتربت منه ببطء وهو لم يرفضها وكعادتها دائما هى من تبدأ وهو اما يستجيب او يتزرع بألف حجة فان استجاب فهو يستدعى كل غريزته كرجل ليستطيع ان يأخذها كزوجة كان حملا ثقيلا على فؤاده يتهرب منه باستمرار ويشعره دوما بالخېانة هذا الشعور الغير منطقى الذى يلازمه وعبثا يحاول ان ينحيه جانبا أغمض عينيه بينما كانت بين يديه وهمس فى حزن اعتادته منه دوما
صوفيا
وكأنها لاتهتم أن يتخيلها أخرى
كأن كرامتها لم تعد ذات قيمة
كأنها تركت له الخيال ليعشق صوفيا فيه كما يشاء لتتلقى هي هذا العشق بين ذراعيها في الواقع
تتلقى حقها التي كادت أن تغتصبه منها تلك الشقراء اللعېنة
حقها التي قاتلت من أجله بحقارة لا تنكر ولكن لم يكن أمامها سبيل غيره وجود زين الدين في حياتها مسألة حياة أو مۏت وهي لاتريد المۏت مطلقا
هي تريد أن تحيا لتنعم بقربه فالحياة قد بدأت تمنحها الكثير فبعد أن عاش راهبا الى جوارها لثلاثة أعوام تمخض الحظ معطيا اياها فرصة لتصبح زوجته عن حق وهاهو يوما بعد الاخر يستسلم لقدره معها وربما جاءت اللحظة التي تتمكن فيه من طرد خيال تلك الشقراء العالق بباله هذا الى الأبد
زهرة بيضاء شريدة في منتصف حوض مميز في حديقة منزل زياد مرررت الذكرى على ذهنها رغما عنها
نبرات صوته تسللت الى أذنها مجددا
سمتها صوفيا جمالها ميحتملش اي اسم تاني
أغمضت عينيها واقتربت في استسلام تشم عطرها
فتحت عينيها فجأة وقد قفزت الذكرى الى الزهرة بدورها
لم ټشتم رائحتها بل شعرت برائحته هو
ماذا حدث لها بحق الله
لقد ظنت انها تجاوزت كل شىء
كيف عادت الى نقطة الصفر بمجرد مكالمة صغيرة استغاثت فيها به لينقذ ايلينا
العقل والمنطق وكل شىء يخبرها انه لايستحق والقلب يعترض كالدوام غير عابىء بأحد
حسنا فليعترض كما يحلو له فلم يعد هناك ارادة ستخضع له مطلقا فيكفي جدا ما حدث
شعرت بمن يجذب بنطالها فنظرت الى الأسفل بابتسامة لتجد تلك الصغيرة المبهجة تفتح ذراعيها لها وتطلب منها أن تحملها
رفعتها وقبلت وجنتها وهي تقول
ديانا الجميلة
قطبت الصغيرة حاجبيها في تركيز واشارت باصبعها تجاه الوردة البيضاء
ابتسمت صوفيا وهي اليها
ايه رأيك لو نسميها ديانا جمالها ميحتملش
بترت عبارتها بسرعة
الويل لها هل تردد عبارته دون وعي
هل بلغ بها الخبل تلك الدرجة
انزلت الصغيرة لتلتقط كفها وتبتعد بها عن المكان
اجلستها على ارجوحة صغيرة وبدأت في هزها لتتعالى ضحكاتها
في سعادة
يا بختك ديانا
انتبهت صوفيا على الصوت لتحيي الفتاة الرقيقة التى عقدت ساعديها تتابعهما
دارين ازيك
ابتسمت دارين في رقة
انا بخير المهم انتي عاملة ايه خلاص اتطمنتي على ايلينا
هزت صوفيا رأسها وهي تتمتم
الحمد لله
عضت دارين شفتها السفلى للحظات وهي تطرقع أصابعها في حيرة
ضيقت صوفيا عينيها وأنهت ترددها على الفور
دارين انتي عايزة تقولي حاجة صح
حكت دارين جبينها بكفها تجيبها في توتر
بصراحة زياد كان عاوز يسألك عن
توقفت صوفيا عما تفعله لتنظر الى دارين في صرامة
احنا ناقشنا الموضوع ده كتير دارين وانتو عارفين رأيي كويس فيه فليه كل شوية تضغطو عليا
اللي هوا ايه رأيك يا صوفيا
الټفت الاثنتان على صوته وقدومه المفاجىء الذي أربكهما
اقترب من الصغيرة ورفعها من على الأرجوحة قبل أن يقبل وجنتها ويعطيها لدارين قائلا
خديها جوة يا دارين لو سمحتي
ضمت دارين الصغيرة وهي تبدل النظر بين وجهيهما في ترقب ليكرر زياد
دارين لو سمحتي
قاطعته وهي تبدأ بالتحرك
حاضر حاضر
راقبهما زياد حتى اختفيا ليلتفت الى صوفيا يسألها وهو يضع يديه في جيب سترته
لحد امتى صوفيا
تشبثت صوفيا بأحد أعمدة الأرجوحة وضغطته بقوة فتحت ثغرها تبحث عن اجابة لم يسعفها بها عقلها
كرر سؤاله في لهجة تحمل حزما نوعا ما
امم مقولتليش صوفيا
أشاحت بوجهها لحظات عادت فيها اليه تخبره في حسم
زياد انا مش هبدأ حياة جديدة والقديمة لسة متقفلتش مش هقولك ان الموضوع يخص صحتي لانك دكتور وعارف ان حالتي دلوقتي بقت احسن كتير بعد العلاج انا عاوزة الاقي نفسي يا زياد قبل اي حاجة تانية انا بدأت طريق ولازم اكمله خلاص بدأ يكون ليا هوية وكيان منفصل بدأت اعرف انا مين انا كنت ضعيفة تايهة ولما في لحظة افتكرت نفسي وصلت تهت اكتر انا مش ههرب تاني يازياد مش هتجوز الا لو كنت بقلبي وكياني للانسان اللي هتجوزه مش هظلم حد معايا واخليه مجرد تجربة للنسيان الظلم احساس صعب جربته كتييييير وللاسف من الناس اللي بحبهم احساس بېقتل وبيخليك تسأل نفسك طب ليه انا ليه الحب يكون قصاده الۏجع احساس ميتوصفش وانا مش هخلي حد يجربه على ايدي انا ابدا
تنهد في عمق وهو يقترب خطوة منها يخبرها في حنان
بس انتي من حقك يكون عندك حياة يا صوفيا ممكن الحياة الجديدة دي تكون المخرج من كل اللي مريتي بيه جايز لما يكون عندك عيلة واولاد تفكيرك يختلف
احتضنت نفسها بذراعيها قبل ان تهتز ابتسامة بائسة على شفتيها لتخبره
انت ناسي اني عمري ما جربت احساس العيلة من اصله يا زياد انا اترميت في مدرسة داخلي من وانا عمري خمس سنين سنين طويلة عشتها جواها وانا لاعارفة ليا دين ولا هوية ولا حتى اهل كلمة اب وام بالنسبة لاي حد فيكو معناها كبير لكن بالنسبالي مجرد اتنين متكفلين بيا ماديا وبس عمره ما حد فيهم او حتى حاول يعرف حاجة عني
أغمضت عينيها بقوة لتزدرد غصة مؤلمة حشرجت نبرتها
تعرف اني اوقات كتيرة كنت بغير منك انت وايلينا لما كنا بنتقابل في المناسبات كان كل واحد فيكو وسط ابوه وامه وانا لوحدي بس دلوقتي خلاص مش هيبقى هدفي ادور على حد يشاركني وحدتي ولا حد يرسملي حياتي زي ماهوا عايز