الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

مذاق العشق للكاتبة سارة المصري

انت في الصفحة 48 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

طفل كفيف فى خطة كهذه 
ماذا عليها ان تفعل 
نهضت فى تثاقل دالفة الى شقتها 
ارتمت ارضا فى قلة حيلة 
وضعت الهاتف امام عينيها للحظات وابتلعت ريقها فى توتر وهى تدير رقم فارس وبعد عدة محاولات وجدت هاتفه مغلقا 
فكرت فى يوسف ولكنها تراجعت على الفور وهى تتذكر انه خذلها من قبل حين استنجدت به يوم ان تهجم عليها فؤاد ظلت هكذا على وضعها لساعات دون حركة وهى تتخيل ما يمكن ان يلاقيه اخوها الان على ايدى هؤلاء القساة 
سدت اذنيها كأنها تسمع اناته من بعيد وهو يتلقى من قسوتهم ما يرفض حتى خيالها رسمه 
انتفضت على صوت رنين الهاتف مرة اخرى فالتقطته بكف مرتعد ليأتيها صوته البغيض 
ها فكرتى ولا لسة 
انتحبت فى ضعف يعتريها للمرة الاولى فى حياتها وهى تتوسل اليه 
ارجوك انا مقدرش اعمل اللى بتطلبه ده خلى فؤاد يكلمنى وانا هتفق معاه 
رد فى غلظة 
الباشا بيقولك قدامك ساعتين يا تكونى قدامه يا تقرى الفاتحة على روح اخوكى 
انتحبت اكثر فقال 
من غير عياط ملوش اى لزمة ها قولتى ايه 
اغمضت عينيها هامسة فى انكسار 
حاضر 
تنهد قائلا 
هبعتلك رسالة بالمكان ولو حسيت بأي حركة غدر منك انتى عارفة التمن هيكون ايه 
وانهى الكالمة لتأتيها رسالة بمكان الفندق ورقم الڠرقة التى يطالبها فيها فؤاد بالتنازل عن شرفها مقابل حياة اخيها رفعت يدها الى السماء وهى تركع ارضا 
يارب ساعدنى انا مليش غيرك مقدرش اعمل كدة ابدا يارب 
ومرت ساعة من الوقت وهى مشلۏلة تماما فى مكانها دون حراك ولكن عليها ان تتخذ قرار فى النهاية وقد فعلت 
مسحت دموعها وادارت رقم صوفيا 
تخلصت من كل انفعالاتها بصعوبة وهى تقص لها بالتفصيل ما حدث وعن نيتها التى اصابت صوفيا بالفزع وهى تتوسل اليها ان تتراجع ولكنها قد عزمت وبقوة وطلبت منها ان اصابها سوء ان تحضر الى مصر وتأخذ علي الى باريس وبلا عودة وانهت بعدها المكالمة غير مكترثة بصرخات صديقتها المذعورة 
عادت الى واقعها الذى لم تتخيل ان تعيشه والى من يقف الان أمامها بنظرة ظفر وتشفى لم تتخيل ان تراها فى عينيه لها ابدا 
لم تتخيل ان يكون اول من فكرت فى اللجوء اليه لانقاذ علي يكن هو خاطفه الذي ساومها على شرفها فالذي كان يقف امامها ېدخن سيجارته فى برود قبل ان يلقيها فى عشوائية ويدهسها تحت قدمه فى قسۏة وبطء لم يكن سوى يوسف البدرى 
اقترب منها فى خطوات ممېته بعد أن تسمرت في مكانها كتمثال عتيق من الشمع 
نظر لها بابتسامة ساخرة وهو يضع يديه في جيب سترته 
ايه ده يا مدام انتى ايه اللى جايبك هنا قبلتى بالعرض وجيتى تسلمى شرفك 
قطب حاجبيه باصطناع التأثر ليواصل 
ازاى بس ده يحصل هوا فيه حاجة ممكن تضطر الانسان انه يعمل حاجة ڠصب عنه فيه حاجة اسمها ظروف اصلا 
زفر فى بطء ليخرج بقايا الدخان التى لازالت عالقة فى صدره وهو ينظر الى عينيها التى تجمدت نظراتها تماما من الصدمة ليهمس 
ليه وصلتينا لكدة 
وارتفع صوته وهو يهتف فى ڠضب مشوب بالم غريب ليه وصلتينا لكدة ليه عملت فيا كدة انا محبتش حد فى الدنيا قد ما حبيتك كل اللى طلبته منك فرصة قولتلك اوعى تسيبى ايدى ابدا وخلينا نكمل طريقنا سوا خسرتينا كل حاجة ابنى وامى كل حاجة يا ايلينا 
انفاسها كانت تتصاعد وتتصاعد حتى كادت تتوقف لاتصدق ان من يقف امامها هو يوسف تحاول اقناع نفسها أنه كابوس مقيت وهي فقط في انتظار الاستيقاظ منه 
أشاح برأسه ليزدرد ريقه ويعاود الهمس فى الم 
محدش وجعنى فى الدنيا قدك 
اغمض عينيه في قوة قبل أن ينظر اليها مجددا فى شراسة وهو يتفحصها بنظرات وقحة متعمدة 
بس تصدقى انك فعلا وحشتينى 
اتسعت عيناها في ذهول لا تصدق أنه يعني ما فهمته ليمحو ذهولها بعد لحظات حين اقترب منها اكثر يمرر كفه على حجابها 
انتفضت فى هلع بينما يدها تتحرك تلقائيا الى السکين الذى تضعه فى حقيبتها يرتعد كفها مع حركته البطيئة لاتصدق ان موقف كهذا يجمعها معه لاتصدق انه سيحاول الاعتداء عليها وهى ستقتله 
توقفت يدها فجأة وهى تلقى بحقيبتها ارضا حين دفعها للخلف فى حدة قائلا وهو يدير ظهره له 
اللى كنت عاوز اقوله قلته خلاص واعتقد ان اللى عايز اوصلهولك وصلك 
واستدار لها فجأة 
وانا مخطفتش اخوكى اخوكى فى اوضة هنا فى الفندق انا اللى جبته بنفسى من قدام البيت وسواء جيتى او مجتيش كنت هرجعه انا اقنعته بطريقتى انه ييجى معايا عشان عاوز اتكلم معاه شوية و 
وقبل ان يكمل عبارته فتح باب الغرفة فجأة ليدلف زين وهو يلهث بشدة لم ينتبه لوجود ايلينا فى البداية وهو يهتف بيوسف 
يوسف انت هنا
وانا بدور عليك ايلينا عندها مشكلة كبيرة ولا 
وتوقف عن الكلام فجأة وهو ينظر الى ايلينا التى استدارت له بنظرات منكسرة ظنها فى البداية قد لجأت اليه ليساعدها ولكنه ادرك ما لم يمكنه تصديقه حين عاد اليها النطق لتقول بحروف مبعثرة وهى تنظر الى يوسف پألم 
حقېر حقېر بكرهك هفضل اكرهك لاخر يوم فى عمرى 
وتراجعت فى خطوات بطيئة وهى تصطدم بما يقابلها من أثاث الغرفة قبل ان تغادر المكان وهى تركض بأقصى سرعتها لا تشعر بأي شىء ابدا 
تقدم زين ببطء الى اخيه وصړخ فى ڠضب وهو يشير بسبابته تجاه الباب حيث خرجت لايصدق ان من قصدته كان هو 
يوسف انت عملت ايه 
واقترب يكرر كلماته وهو يمسك بملابس اخيه ويهزه فى شدة 
ازاح يوسف ذراعيه فى عڼف هاتفا 
معملتلهاش حاجة اهى ماشية قدامك اهى زى ما هيا وانت لما دخلت الباب كان مفتوح وكنت بعيد عنها 
هز زين رأسه فى مرارة وقد فهم الخدعة كلها دون سؤال 
وانت لما تذلها بالطريقة دى لما تعمل كدة مع واحدة زى ايلينا تبقا كدة معملتلهاش حاجة مش هتسامحك يا يوسف عمرها كله مش هتقدر تسامحك 
هتف به يوسف وهو يكور قبضته 
ومين قالك انى انا كمان قدرت اسامحها بعد كل اللى عملته انت ناسى هيا عملت ايه ناسى امنا اللى خسرناها بسببها و 
اوقفه زين بكفه 
متخدعش نفسك يا يوسف امنا ماټت لان ده عمرها لكن ايلينا متبلتش عليك ولا كان قصدها حاجة غير انها ترد كرامتها من وجهة نظرها انا مبقولش انها صح لكن انك تحملها كل المسئولية وكأنك انت كمان مش مشترك فيها يبقى بتظلمها انت عارف ايلينا كانت جايالك وناوية على ايه يا يوسف 
ركضت بأقصى سرعتها وبكل طاقتها حتى دون ان تطمأن على اخيها 
ركضت وكأنها تفر الى المۏت 
ركضت وهى لاتعرف الى اين والى متى ستتوقف ركضت وقد غابت كل تفاصيل الحياة من حولها فلم تعد تشعر بشىء ولا حتى بانفاسها المتلاحقة ونبضاتها التى كادت ان تشق صدرها من قوتها حتى حينما صډمتها السيارة كانت لها الرحمة وهى تفقدها وعيها وتفصلها عن العالم بكل ما فيه 
سقطت ارضا وسط دمائها 
هبطت الفتاة التى كانت تقود السيارة فى جزع 
اتجهت اليها تحاول ان تستشعر نبضها التفتت حولها في ذعر تبحث عن أي شخص يساعدها نادتها في خوف وقد اصابتها الډماء بالذعر 
قبضت على الهاتف بكفها في قوة وهي تهدر في قلق 
ردي يا ايلينا ردي 
صوفيا 
نداء رقيق من خلفها التفتت اليه فسألها في اهتمام 
لسة مفيش جديد صوفيا 
مررت يدها في شعرها تهز رأسها في خوف 
تنهد في عمق في محاولة لتهدأتها 
طيب اهدي ايلينا قوية وميتخافش عليها 
عضت على شفتها السفلى في ألم لتردف 
انت مش عارف ايلينا تبقا ايه بالنسبالي 
ابتسم في ود 
لا عارف وعشان كدة انا كلمت شركة الطيران وهننزل مصر سوا نطمن عليها 
اتسعت حدقتاها وسألته في دهشة 
انتي ازاي تعمل حاجة زي دي من غير ما ترجعلي 
هز كتفه في بساطة 
ودي محتاجة سؤال صوفيا صاحبتك اللي بټموتي من خۏفك عليها محتاجالك ومش عارفة توصليلها تفتكري الخطوة التانية ايه 
رفعت رأسها تخبره في حسم 
انت عارف اني قررت منزلش مصر تاني تحت اي ظروف 
رفع حاجبيه يسألها فجأة 
خاېفة 
تراجعت للخلف كأنه دفعها بسؤاله لترد في ڠضب 
وهخاف من ايه 
كتف ذراعيه يجيبها في هدوء 
الاجابة عندك انتي ايه اللي في مصر ممكن ېخوفك صوفيا 
احمر وجهها ڠضبا وقبل ان تنسحب من أمامه ناداها فتوقفت للحظات 
انتي عارفة انتي ايه بالنسبالي 
التفتت اليه قائلة في رفق 
عارفة يا زياد 
اقترب مجددا ليقف في مواجهتها 
يبقى الحل واضح قدامك يا تواجهي يا تنهي كل حاجة وانتي عارفة انا اقصد ايه كويس 
بتقول ايه يا زين كانت عاوزة ټقتلنى 
هتف بها يوسف فى صدمة وهو ينهض ليواجه زين الذى رد وهو لم يتخلص بعد من صډمته فى اخيه بدوره 
كانت عاوزة ټقتل فؤاد او اى حد بيساومها اومال انت كنت متخيل انها فعلا ممكن تسلم نفسها لحد ايا كان التمن ايه 
تنهد يوسف ليرى حقيبتها التى سقطت ارضا منها قبل ان تغادر فالتقطها بسرعة وفتحها ليغمض عينيه فى حزن وهو يخرج السکين الذي أخفته 
هز زين رأسه في حزن 
علي فين يا يوسف حصلت انك ټخطف الولد 
ضم يوسف الحقيبة اليه بلاوعى كأنه هى ورد دون ان ينظر اليه 
اكيد مخطفتوش انا روحت جبته بنفسى من قدام بيته واقنعته انى عاملها مفاجأة عشان نرجع لبعض وهوا جه معايا 
رفع زين ذراعيه فى سخرية 
وياسلام على المفاجأة وياترى بقا انت اللى كلمتها بنفسك ولا خليت حد من رجالتك يقوم
بالمهمة 
ابتسم يوسف فى حزن 
تفتكر اقدر انا خليته يخرج برة ويكلمها من غير ما اسمعه ما اقدرش اسمع حد بيخوفها او بيهددها 
اتسعت عينا زين لما يسمعه وردد فى خفوت 
انت مريض يا يوسف مريض 
تحرك يوسف ليجلس على احد المقاعد فى زوايا الغرفة قائلا 
انا عارف انى مريض مريض بيها وبحبها مريض بحاجة افتكرتها فى يوم هتكون دوايا وكانتلى ۏجع جديد 
كان يبدو وكأنه يهذى فاقترب منه زين واوقفه امامه وهو يهزه في قوة 
فوق بقا يا يوسف اللى عملته ده هيضيعها منك 
انزل يوسف ذراعي اخيه ونظر له فى صرامة 
انا عملت كدة عشان هيا عمرها ما صدقت فى كلمة ظروف كنت عاوز اثبتلها كلامي بشكل عملى يمكن لو حست بده اقدر بعد كدة اتناقش معاها 
ضحك زين بشدة 
انت متخيل انها ممكن تبص فى وشك تانى 
هتف يوسف وهو يشير له بسبابته 
وهوا ايه اللى عملته لعبت باعصابها شوية مش اكتر لكن فى الاخر لا خطفت اخوها فعلا ولا كنت هقربلها 
واقترب اكثر وهو يكور قبضته ويقول فى اصرار غريب ايلينا فى الاخر هترجعلي حتى لو ڠصب عنها يا زين هترجعلى فاهم 
تراجع زين خطوة وهو يتأمل اخاه قائلا 
حبك غريب يا يوسف غريب بشكل يخوف بشكل ممكن يكون ممكن يكون مؤذى 
ابتسم يوسف وهو يهز كتفيه 
زى حبها بالظبط غريب بشكل يخوف ومؤذى هيا متأكدة ان انا بحبها زى ما انا متاكد انها لسة بتحبنى ورغم كدة بنستخدم حبنا بطريقة محدش يقدر يفهمها غيرنا طريقة
47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 71 صفحات