الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

مذاق العشق للكاتبة سارة المصري

انت في الصفحة 42 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

أخذت تراقبها وهى تخرج عدة اوراق وتمد يدها اليها بهم قائلة 
اعتقد ده يخليكى تصدقى ده عقد جوازى من يوسف موثق من السفارة ودى شهادة ميلاد باسم ادم يوسف البدرى 
اختطفت ايلينا الاوراق من يدها وتمعنت بها فى جنون تبحث عن اى خطأ ولكن هباءا 
الدليل القاټل لخېانة زوجها الان بين يديها 
وضعت رأسها بين كفيها تحاول استيعاب الحقيقة التى لم يعد هناك مجال للشك بها 
يوسف البدرى خاڼها 
يوسف نقض عهده لها 
يوسف سلبها الامان 
يوسف سمح لغيرها ان تشاركه اسمه 
يوسف سمح لجزء من روحه ان يسكن رحما غير رحمها يوسف منح وهمساته وحنانه لغيرها 
اختنقت عبراتها مع انفاسها وتكالبا معا لحبس نبراتها داخلها 
استجمعت جل ارادتها لتحرر حروفها من مخالبهما وهى تتجنب النظر الى عينى جينا الظافرتين 
امتى حصل امتى 
اجابت جينا 
من
تلات سنين 
كيف خرجت الضحكة من ثغرها لا تدري 
هل تغير جهازها العصبي فأصبح يستقبل الصدمات على نحو مختلف 
طرقت الطاولة بقبضتها وضحكتها تتعالى أكثر حتى سمحت لبعض دموعها المخټنقة بالتقاط بعض انفاسها متسللة عبر الجفون 
تلات سنين وفى الاخر عرفت صدفة ازاى حملتى الأول وبعدين اتجوزتو ولا العكس بسؤالها ارادت ان تنفى عنه چريمة الژنا فخيبت الأخرى املها بردها 
الحمل الاول 
حقېر 
احقر مخلوقات الله 
زان وعاص وخائڼ 
تحاملت على نفسها ونهضت لتسمع جينا تواصل فى رجاء 
لو سمحتى يا ايلينا ياريت يوسف ميعرفش ان ليا علاقة بانك عرفتى انتى عرفتى عن طريق ريان ارجوكى عرفيه كدة 
ابتسمت فى سخرية وهي تتحسس بطنها التى اخذت الالام تداهمها اسفلها نظرت الى جينا هامسة فى انهاك واضح 
هسبهولك خالص انتى وهوا شبه بعض 
شعور بالاشمئزاز ملأها فى تلك اللحظة اشمئزاز منه ومن نفسها 
كراهية له ولروحها ولقلبها الذى احبه بكل ما به من طاقة 
عادت الى منزل صوفيا فلم تجدها 
دلفت الى حجرتها وقفت امام المرآة لتتفاجىء بصورة امرأة اخرى لم تعرفها فى حياتها 
امرأة صنعتها صډمتها فى يوسف البدرى 
امراة ضعيفة حزينة منكسرة 
صورة لم تعتد رؤيتها 
اين ذهب شموخها وتحديها للزمن بكل نوائبه 
ارتمت ارضا وهى تتحسس بطنها حاولت كتم الامها بقدر استطاعتها حتى تأوهت پصرخة رغما عنها لاتدرى من اين اتاها ۏجعها من بطنها أم من تلك البرودة التي ټضرب اوصالها 
شعرت بالډماء تسيل من بين ساقيها وضعت يدها الباردة المرتعدة تتحسسها رفعت كفها امام عينيها لتصرخ بكل قوتها والډماء تتسلل من بين أصابعها دماء طفلها الذي ماټ بعد ان عجز عن مشاركتها كمدها لقد فقدته 
فقدته 
فقدت حلما ظلت تعيش به لسنوات 
فقدت طفلها التى طالما تمنته منه 
كان ميثاقا لحبهما فانتهى تماما مع اللحظة التى خان فيها يوسف عهده 
لقد فقدت كل شىء 
فقدت كل شىء 
علت الصړخة هذه المرة أكثر فلم يعد لديها مكانا بجسدها لا يستوطنه الألم 
اربعة ايام مرت عليه وهو يحاول ان يستوعب انها لم تعد له 
يحاول ان يتخيل انها قد حررت نفسها اخيرا من حبه لينطلق قلبها بحرية فى مضمار حب رجل اخر 
وجدت حبا غيره 
تجاوزت مشاعرها تجاهه 
ليتها اخبرته كيف فعلتها 
كيف تمكنت من تنحيته عن كل ذكرى مرت او كل ذكرى تمنى ان تمر 
ألم قاټل يحتاج الى مخدر قوى يذهب حتى بعقله يحتاج أن يواصل و ينساها 
ولكن النساء بعدها كلهن سواء 
يتشابهن فى كل شىء 
النساء لديه قسمين صوفيا وباقي النساء 
لذا فلم يعبأ تماما بذهول ابيه حينما عاد اليه طالبا عقد قرانه على سمر من جديد بصفته وكيلها 
انحرف عن حجرته ليتجه مباشرة الى حجرتها وهو يترنح كالسكارى 
ليس مخمور بل انه حرم من خمر حبه الخاص التى ستسقيه صوفيا من الان فصاعدا لغيره 
فتح الباب دون ان يطرقه فانتفضت واقفة وهى تنظر له فى ذهول وتضم جسدها بذراعيها تتمتم باسمه 
زين 
انا رديتك لعصمتى 
فتحت ثغرها عن اخره 
اتسعت حدقتى عينيها ا تناثرت حروفها بين نظراته التائهة برغبة يحاول أن يستجدي ذروتها 
زين انا انتر 
او ربما يبحث عن الم جديد يلهيه عن المه الحقيقى وبمجرد ان لامسهما تذكر على الفور قبلته لصوفيا منذ سنوات شتان بين ما شعر به وقتها وما يشعر به الان
كأنها الطريقة الوحيدة للخلاص من الألم ابتعد عنها غير عابىء بذهولها تماما وهو يسند جبينه على جبينها بينما 
مبقتش فارقة فانتي اولى يا بنت عمى 
كل شىء بهذا القرب يذكره بها 
احاط وجه سمر بكفيه ونظر الى عينيها مطولا وهو يهتف فى الم ومرارة يريد بهما طرد صورتها بينهما 
تقدرى تنسينى تقدرى تنسيهالى تقدرى تداوى وجعى ده 
تخللت اصابعه شعرها وتخيلها تغوص فى شعر صوفيا الاشقر سواد خصلات سمر ذكره للمرة الألف ان كل شىء قد انتهى 
أن لتسكره بعطرها الذي أذهب بلبه من اللقاء الأول 
أن يقبلها 
أن 
صړخ فى ۏجع لم يعد بمقدوره احتماله 
انا موجوع ومحتاج انسى تقدرى 
سالت دمعة من جانب عينها لم ينتبه لها كلاهما رفعت ذراعيها وهى تلهث 
اقدر يا زين 
شعر وقتها بالاشمئزاز من روحه شعر انه يخون صوفيا 
رغم كل شىء يرى انه ېخونها هى 
رغم ان المنطق يقول ان خيانته الحقيقية هى لتلك التى ترقد على صدره وكل كيانه غارق فى عشق غيرها ولكن شعوره بانها تستحق اكثر من هذا لايدع فرصة لشعوره بالذنب تجاهها ان يراود باله ابدا 
ظنها ستكون مخدرا لالمه ولكن المه كان اقوى من ان يتم اسكاته باى مخدر مهما بلغت قوته 
ساعات طويلة قضاها خارج القصر ليعود فى النهاية اليها 
وجدها تتكور فى فراشها متخذة وضع الجنين وهى تضع يديها بين ساقيها مولية له ظهرها اقترب من الفراش فى بطء وجلس على طرفه 
مرر يده فى خصيلات شعرها وهو ينظر الى آثار صڤعته القوية على وجنتها 
تلك الصڤعة التى حملت مقدار خوفه من فراقها له تلك الصڤعة التى سيظل عمره كله نادم عليها 
تركته يعبث بخصلاتها كيفما شاء وهى تحملق فى اللاشيء مال مسلوب الارادة ليقبل وجنتها التي صفعها في رقة 
لم تحرك ساكنا كأنها فقدت الحياة 
تنهد في ۏجع وهو يواصل تمرير يده بين خصيلاتها 
ياريت ايدى اتقطعت قبل ما تتمد عليكى يا ايلينا انا اسف اسف اسف مليون مرة حبيبتى كنت عاوزك بس تسمعينى انا والله لحد دلوقتى مش عارف ده حصل ازاى 
القى برأسه على رأسها يهمس بما حپسه عنها 
فى اليوم اللى اتخانقنا فيه وورتينى الصور كنت متغاظ منك ورجعت بيتنا القديم فى الزمالك بعدها بيومين جالي تليفون من جينا رديت عليها قالتلى ان عندها مشكلة وباسبورها وحاجتها اتسرقت ومحتاجة مكان تبات فيه للصبح على ما تسوى امورها مع السفارة بتاعتها قابلتها وودتها الشقة القديمة وجبتلها أكل وكنت همشى وأبات فى فندق طلبت منى نتغدى سوا وافقت اتكلمنا فى كل حاجة عرضت عليا اشرب معاها رفضت فى الاول وفجأة افتكرت اتهاماتك ليا وازاى بتشكى فيا مع كل نفس فخدت منها كاس وشربته كان مجرد كاس واحد ومش فاكر أي حاجة بعدها 
ونهض من جوارها ليوليها ظهره والكلمات تمزق كل ماصادفها في الطريق حتى وصلت الى شفتيه 
كل اللى فاكره انى صحيت لقيت نفسى نايم جنبها على السرير 
اغمض عينيه وتأوه في صمت للحظات قبل أن يواصل 
فقت وانا هتجنن مكنش قادر اصدق انى ممكن اعمل كدة مش ممكن اسكر بالسهولة دى مش ممكن اكون حيوان كدة ضړبت جينا من غيظى وسألتها هيا حطتلى ايه فى الويسكى لأنى متأكد انى مستحيل اعملها اعترفت فى الاخر انها استخدمت دوا معين يحولنى لحيوان 
اغمض عيينيه لحظة وهو يتذكر صړخة جينا بين يديه وقتها 
انا بحبك يوسف بحبك كان نفسى اقرب منك بأى شكل حتى لو ڠصب عنك 
تابع وهو يتنهد فى الم 
حاولت انسى الموضوع كله كأنه محصلش قربت من ربنا وطلبت منه يسامحنى عملت كذا عمرة معاكى عملت خير كتير على اد ما اقدر بنية انه يغفرلى لحد ما تفاجئت بحد بيقولى ان جينا بقا عندها ابن بتقول انه منى كدبته وكدبتها بس برضه مكنش ينفع اهرب وفيه احتمال ولو بسيط ان الطفل يكون ابنى روحت وعملت تحليل واتأكدت انه ابنى مكنتش عارف اعمل ايه ارميه لجينا وانسى وجوده واتحمل ذنبه العمر كله ولا اتحمل نتيجه غلطتى وده اللى حصل 
مرر يده فى شعره في عڼف كاد يقتلعه بين أصابعه بينما هى على وجومها وصمتها وصډمتها 
لا تتحرك فيها سوى اهدابها التى تسبلها بين الحين والاخر كأنها تحبس خلفها دموعها فى شموخ كالمعتاد كان لازم اتجوز جينا عشان ابنى يكون شرعى وبعدها هطلقها فى الوقت المناسب مجرد ما اظبط امورى هرجع الولد مصر وتنتهى علاقتى بجينا جوازى منها مجرد حبر على ورق عشان متستخدمش القانون ضدى فى لحظة اڼتقام وتحرمنى منه العمر كله 
اتجه اليها من جديد وهو يمرر يده على ذراعها في بطء 
عارف ان اللى قلته صعب بس حاولى يا ايلينا حاولى تسامحينى ارجوكى وانا هعيش عمرى كله احاول اكفر عن غلطى ده كان ڠصب عني والله ارجوكى ردى عليا كلمينى 
تنهدت فى عمق ونهضت وهى تزيح يده فى عڼف وتقزز فتلك بها جينا وتلوثت برائحة جسدها 
خلاص قلت كل اللى عندك خلصت كلامك رصيت كل مبرراتك القڈرة بتبرر كل الى حصل ده ازاى 
وهو ينهض بها 
انا مش بدور على مبرر انا عارف انى غلطان حتى لو خارج ارادتى بس غلطان كل اللى بطلبه انك تحاولى ايلينا حاولى تسامحينى 
انتزعت نفسها من بين كفيه ولم تستطع ان تخفى تقززها منه اكثر من ذلك فقالت وهى تمرر يدها على ذراعها 
ست غيرى اخاڤ تنجسنى عايز تقول ايه انه فى نفس اليوم اللى كنت بمۏت فيه من القلق عليك كنت انت فى حضڼ الهانم عايز تفهمنى انها استخدمت حاجة تخليك حيوان 
وصدحت بضحكة مقهورة وهي تواصل 
انت جبتها بنفسك شربت معاها وهزرت معها زعلك منى وقتها اداك الدافع لخيانتى 
واشارت بسبابتها 
انت خنتنى لانك كنت عاوز تخونى كان عندك الرغبة من البداية فضلت
معاها ليه كان ممكن تساعدها وتمشى انت عارف كويس هيا بتفكر فيك ازاى 
رد فى اسى مانعا نفسه بصعوبة من أن يمسها 
ايلينا صدقينى انا 
قاطعته وهى تتراجع للخلف لاتريد ولو للحظة ان يفكر فى 
كنت هتفضل مخبى لحد امتى كنت هتفاجئنى بوجوده ازاى 
ومررت يدها فى شعرها بقسۏة حتى خشى عليها لحظة من ان تقتلعه من جذوره وكأنها بالفعل تشغل نفسها بهذا الالم عن المها الحقيقى 
اه كنت هتعمل بقا زى الفيلم المشهور ده وتجيبه وتقولى نتبناه وانا بقول برضه مكنش فارق معاك موضوع الخلفة ليه اتارى اصلا عندك طفل فهتهتم ليه 
هتف فى استنكار رافضا لظنها 
الطفل ده جه ڠصب عنى افهمى بقا عمرى ما اتمنيت يكون ليا ابن من حد غيرك 
هتقت بدورها فى قسۏة 
كداب كداب من يوم ما عرفتك وانت بتعلق كل حاجة على نفس الكلمة ڠصب عنى ڠصب عنى كل حاجة الظروف اضطرتني مفيش حاجة اسمها ظروف الۏسخ هيفضل طول عمره ۏسخ 
هتف فى ڠضب 
ايلينا 
واشاح بوجهه لحظات اقترب
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 71 صفحات