مذاق العشق للكاتبة سارة المصري
اليه بعدم اكتراث وبدأ فى خلع سترته قائلا
خير يا بابا
رد محمود وهو يقف فى مواجهته
لسة بتفكر فيها يا زين
توقف عن فك ازرار قميصه وابتسم ابتسامة قصيرة ليجيب ابيه بما لا يريح احدهما
وهتفرق معاك فى ايه ما دام اللى عاوزه حصل ..هيفرق معاك فى ايه اذا كان ابنك سعيد او حزين ..عايز تريح ضميرك واقولك ان المستحيل حصل وان ممكن خلاص اعتبر سمر مراتي واحبها ونعيش حياتنا وننسى اللى فات
لا يا بابا للاسف مش هيحصل ... وهقولهالك تانى وتالت ومليون ..انا مبطلتش احبها ..اتوجعت فى السنين اللى فاتت دي ومت فى اليوم مليون مرة محاولتش ولا هحاول ولا هقدر من اصله اني انساها
رفع محمود رأسه اليه فى تساؤل واضح
طب وسمر
نظر زين الى الاعلى ليتنفس فى عمق للحظات
اقترب محمود خطوتين يسأله فى ترقب
قصدك انك خلاص هتطلقها
مرر زين يده فى شعره وتهكم بابتسامة صغيرة
هوا حضرتك كنت متوقع ان جوازى منها هيكمل ..انا بقيت عليها الفترة اللى فاتت عشان شكلنا قدام الناس وعشان اخد وقتى انا كمان واقدر استرد نفسى اللى انت دمرتها وافتكر اني خلاص قربت
استأذن زين فى الدخول الى المرحاض وحمل منشفته وملابسه وحين هم محمود بالخروج اصطدم بسمر عند الباب وهى تهم بدخول الغرفة ...
نظر خلفه وامسك بذراعها ليخرجها بعيدا الى حيث يطمئن ان صوتهما لا يمكن ان يصل الى زين تماما قالت سمر فى ترقب
نظر الى اليمين واليسار وهمس في حذر
حاولى تحافظى على جوزك يا سمر بلاش استسلامك اللى هيضيعو منك ده
واضاف وهو يقترب منها
هوا لسة معرفش
أخفضت رأسها وهزتها لتنفي بقوة
مش قادرة اقول كل ما أحاول لساني يتعقد
زفر في ضيق لايريد أن يتحدث بصراحة ولكنها تجبره بحماقتها تلك
احمر وجهها خجلا فلم يعبأ بها وهو يواصل في صرامة اسمعي يا سمر أنا عملت اللى عليا وجوزتهولك وانتي وقتها قلتي انك كفيلة بالباقي ...دى مسئوليتك انتى دلوقتي...حافظى عليه لأني مش هقدر اجبره من تاني
واضاف وهو يميل مشيرا بسبابته
تركها عمها وذهب ...
لقد حاولت وحاولت دون جدوى لم تكن دميمة ابدا بل كانت فاتنة بكل ما تحمله الكلمة من معنى جسدها ممشوق ومنحوت يضج انوثة واڠراء ..
حاولت استخدام كل ذلك دون جدوى ..
حاولت حتى ان تتقمص دور الغوانى معه فقط لاغوائه فلم يعرها اهتماما حتى جعلها تشك فى كونها انثى من الأساس ..
لم تحصل منه وهى فى قمة اغرائها الا على ابتسامة عابثة او نظرة ساخطة كأنه يخبرها ان سلعتها لا تلاقى استحسانه...
كأنه يخبرها انه محصن بتعويذه عشق خاصة تعميه عن رؤية اى انثى سوى حوريته ...
يأوى الى نومه فى ملحق صغير بجناحه لم يجمعه بها فراش واحد طيلة الثلاث سنوات الماضية وليس فقط الفراش هو ما رفض ان يجمعهما فلم تجمعهما ابتسامة او حتى حوار قصير او اى مناسبة او ذكرى ماذا بامكانها ان تفعل ..
تعيد محاولاتها كل يوم ويعيد هو رفضه .. ولكن بعد ما اخبرها به عمها ليس لديها بديل سوى ان تخوض تجربتها معه هذه المرة بكل القوى المتاحة لديها فقد اصبحت معركة حياة او مۏت وربما استسلم هذه المرة..
تنهدت ايتن فى تعب وهى تدلك رقبتها فى ارهاق وتنظر الى التاريخ فى هاتفها لترى كم تبقى على تلك المهلة السخيفة ...
تذكرت هذا اليوم حين وقفت بين زميلتييها بعد ان تخطت العديد من الاختبارات للعمل فى شركة حسام الذى نشر اعلانا يطلب فيه عمالة جديدة وارفق بالاعلان الشروط التى يريدها وبالفعل حينما علمت بهذا هرعت لتقدم اوراقها لتلحق بوظيفة لديه وتمنت ان يضعها بمنصب مدير مكتبه فقد علمت ان المنصب فارغ بعد استقالة مدير مكتبه لسفره...
ثلاث سنوات مرت عليها غيرت فيها الكثير وضعت كل تركيزها في دراستها لتحقق نجاحا ملحوظا كما حصلت على العديد من الدورات وتدربت مع يوسف لبعض الوقت ....
وطيلة هذه الفترة كانت تتبع اخبار حسام بسعادة ترى نجاحه وانفراده وتميزه فى مجال الاستيراد والتصدير رغم صغر سنه..تسمع اسمه دوما في قائمة اكثر رجال الاعمال نجاحا ...لذا فقد اقنعت الجميع انها ستتقدم الى الوظيفة ولم تعبأ بدهشة احد ...
لم يمنعها محمود وهو يعرف جيدا مايدور فى عقلها ..ترك لها الفرصة فى ان تحاول ...امها ايضا التى لم تعرف حتى الان بما فعلته فى حسام واخبرها زوجها بأنها انهت الخطبة بناء على رغبتها لم تصدق حينها ولكنها لم تحاول النبش عن الحقيقة...
اما يوسف فثقته بحسام بلا حدود ورأى انها فرصة مناسبة لتأديب اخته المدلله ...فالساذجة لاتعرف حسام فى العمل مطلقا فهو يصبح بشراسة أسد جائع منقض على فريسته حال حدوث اى خطأ حتى ان كان دون قصد ...
وكانت البداية بالفعل حين تلقاهم خالد مساعده يخبرهم بقراره
حسام بيه هيحطكو كلكو تحت التدريب لمدة شهر كامل ..الحضور هيبقا يوميا من سبعة ونص صباحا لخمسة عصرا ..هتمرو على كل الاقسام الدعايا والتسويق والحسابات كل حاجة ..واخر الشهر هبعت تقرير عن كل واحدة فيكو وهوا هيختار
وبقدر ما اغتاظت من حسام لأنه لم يقابلهن ولكن غيظها الأكبر كان على شروطه المجحفة تلك ...
السابعة صباحا !!..
يتبع
الفصل الحادى والعشرين
فتح باب غرفة نومه فى هدوء
أنار المكان ودار ببصره فيه للحظات كأنه يتردد في الدخول
لأول مرة منذ سنوات يدلف هنا دون ان يجدها فى انتظاره
ثلاثة ايام قد مرت على قلبه ثقيلة ومملة
حاول أن يقضى اغلبها بعيدا عن هذا الجناح وبرودته ساعده عمله على هذا فقد كان مشغولا للغاية بالمقر الجديد للمجموعة الذي من المفترض ان يكون افتتاحه باحتفال كبير نظمه مساعدوه وتم دعوة كبار رجال الاعمال والشخصيات اليه ولكنه أرجأ كل ذلك لحين عودة زوجته
سار خطوتين حتى وصل الى الفراش
تمدد عليه فى كسل بينما يخرج هاتفه من جيبه ليتصل بها
لحظات وجاءه صوتها الناعم المحبب الى قلبه فسارع هاتفا في شوق
وحشتييينى وحشتييييينى وحشتينى ارجعى بقا كفاية كدة
ضحكت في رقة
كدة هغيب على طول عشان أحس أنك بتحبنى اوى كدة
وضع كفه تحت رأسه ليتنهد في عمق
انتى عارفة انا بحبك قد ايه ده النفس اللى بيخرج منى بيقولهالك يا ايلينا
صمتت للحظات قبل أن تخبره في حنان
وحشتنى اوى يا يوسف
فرك عينيه فى ارهاق وهو يرفع كتفه ليحجز الهاتف بينه وبين أذنه
مادام وحشتك ارجعى بقا انا مش قادر انام فى الأوضة وانتي مش فيها يرضيكى كدة
ردت فى دلال
لا ميرضنيش انا خلاص هرجع على بعد بكرة بالكتير ان شاء الله اصل فيه دكتور كويس هنا كنت عاوزة اروحله اطمن على الحمل وكدة
ابتسم في رضا
مادام هتطمني على ولى العهد فخلاص امرى لله استحمل كمان يومين
سمعها تتثاءب فى كسل لتسأله
مش عاوز حاجة اجيبهالك من باريس
نظر الى صورتها على المنضدة أمامه في حب قبل أن يضغط الهاتف بقوة
عاوزك انتى بس خلى بالك من نفسك
همست في سعادة
وانت كمان مع السلامة
لحقها قبل أن تنهي المكالمة واعتدل فجأة
ايلينا
ايوة يا يوسف
بحبك بحبك اوى
سمع صوت تتسلل الى أذنه عبر الهاتف فأغمض عينيه شوقا ا على وجنته فتنهدت في عمق لتخبره وكأنها تشاركه الاحساس ذاته
وأنا كمان تصبح على خير
عاد من عمله فى وقت متأخر
فتح باب غرفته وهو يخلع سترته عنه
تفاجىء بكفيها على كتفه يساعدانه الټفت في بطء ليجدها ترتدى منامة قصيرة للغاية وأقل ما يمكن وصفها به انها ڤاضحة
نظر لها من أعلى الى أسفل وأشاح بوجهه فى سخرية
سمر لن تكف عن محاولاتها ابدا حقا هو لايدرى كيف لاتهتز به شعرة لو قيمها بنظرة ذكورية بحته بعيدة عن المشاعر لوجدها فى قمة الأنوثة والاڠراء انوثة كفيلة بأن تذهب بعقل قديس وتذيب مقاومته فى لحظات أما هو فلا كان دوما يرى صوفيا تقف امامه تطالعه پانكسار وحزن تتهمه بالخېانة فقط لو نظر اليها
كم اشتاق لتلك الحورية التى كانت تفقده لبه بمجرد نظرة
مجرد ابتسامة مجرد
حمد لله ع السلامة
انتبه على صوت سمر فنظر لها فى ترقب لخطوتها التالية كأن تسليته قد أصبحت اكتشاف ما في جعبتها كل يوم لتهدم مقاومته واهمة تماما وهو لن ينكر أنه كثيرا ما يتلذذ باخفاقاتها المتلاحقة
بعذاباتها وهو يكرر رفضه لها مرة بعد مرة
ربما كان هذا قطرة في محيط عقاپ واسع تستحقه
اقتربت منه وهي تشب على أطراف أصابعها محاولة الوصول الى مستواه هامسة في بطء واڠراء
بقولك حمدلله ع السلامة
زمرت شفتيها وتراجعت فى احباط
انا مراتك يا زين مراتك لحد امتى هنفضل كدة
مال اليها يخبرها بابتسامة
متقلقيش الموضوع مش هيطول اكتر من كدة
وقبل ان تبتسم اضاف فى حدة
قريب اوى هنتطلق
تراجعت خطوتين وازدردت ريقها فى ارتباك
نتطلق ليه وازاى
هز كتفيه وهو يلقي بسترته في عشوائية
عشان الوضع اللى احنا فيه لازم ينتهى خلاص كل حاجة خلصت
وعقد ساعديه على صدره مواصلا
انتى عارفة من الأول ظروف جوازنا كانت ايه مهواش جواز اصلا احنا عملنا كدة عشان ننقذ شرف العيلة مش اكتر متخدعيش نفسك احنا مش اتنين بنحب بعض وبينهم مشكله هتاخد وقتها وهتتحل
اسرعت تقف امامه وهي تضم كفيها الى صدرها تترجاه
زين انت ليه مش عايز تصدق انى محبتش فى حياتى غيرك هتفضل لحد امتى تحاسبني على اللى فات
رمقها في تقزز كأنه يكره أن تلوث الحب الذي يعرفه وعاشه بكل تفاصيله بحديثها عنه وفهمها الضيق له
حبتينى ازاى اللى بتحب حد حتى لو من طرف واحد مستحيل تقدر تسلم نفسها لحد تاني وشرد بعينيه وهو يتخيل حوريته أمامه
يسترجع كل لحظة عاشها معه ليعود خواءه من بعدها يؤلمه ويخنق نبرته
الحب حصن عالى بيخليكى تحسى ان كل جزء فيكى مملوك للى بتحبيه ومش من حق اى حد ابدا انه يشاركه فيكى اللى بيحب حد مستحيل يقدر يتخيل نفسه مع غيره
واغمض عينيه فى مرارة ليفتحها من جديد مضيفا في قسۏة اراد بها مداواة وجعه بايلامها هي
مش هيفع نكمل مع بعض مش هينفع يا سمر
مررت يدها فى شعرها بعشوائية
زمرت شفتيها المرتجفتين للحظات في