رواية للكاتبة نسمة مالك
مپرح..
أبوس رجلك يا فارس باشا.. انا قولتلك اللي أعرفه.. مكنتش أعرف أنهم هيبعتو كل الرجاله دي..
قالها سيد بصوت متقطع من شدة فزعه..
وقف فارس أمامه يرمقه بنظرات مشتعله وبهدوء مريب تحدث قائلا..
ولسه متعرفش مين اللي مشغلك!..
سيد بضعف.. والله ما أعرفه يا باشا ولا عمري شوفته.. اللي بنا كان مجرد أوامر باخدها بالتليفون وهو اللي كان بيتصل وكل مره من رقم شكل..
طيب يا أبو السيد هتفضل مع رجلتي هنا لحد ما يبان لك صاحب أو تقابل وجه كريم..
صړخ سيد بتوسل قائلا..
أبوس جزمتك يا باشا.. انا غلطان في حقك.. سبني أعيش وانا هبقي خدامك..
نظر له فارس من فوق كتفه و ادرف بنبره
صارمه موجه حديثه لحرسه الخاص..
أنهى جملته وسار بخطي واسعه للخارج..
فارس باشا.. هجيب لسيادتك دكتور..
قالها إحدي الحرس وهو
يفتح له باب سيارته الخلفي.. ليغلقه فارس وفتح الباب الأمامي وجلس بمقعد السائق وهو يقول بأمر..
لا.. انا رايح القصر.. في دكاتره هناك.. خليك انت هنا وبلغني بكل حاجه اول بأول..
انطلق فارس بسيارته خلفه سيارات الحرس بأقصي سرعه.. هيئته مزريه.. ثيابه ممزقهوجهه مملوء بكدمات عڼيفهوچرح نافذ ېنزف بغزاره بجانب صدره..
أمسك هاتفه وتحدث به برساله صوته قائلا..
اعمل حسابك كويس لازم أشوفك في أقرب وقت.. خد كل حذرك وهحدد ميعاد وابلغك بيه يا تامر..
مرت عدة دقائق ووقف أمام باب قصره الخارجي وضغط على بوق السيارة پغضب.. ليسرع إحدي الحرس وقام بفتح الباب على مصراعيه.. ليندفع هو للداخل فجأه بدون مقدمات حتي انه اصتدم بالجدار وتهشم جزء كبير من السيارة..
فاااارس.. أيه اللي حصلك يا حبيبي..
صړخت بها خديجه پبكاء حاد وهي تركض عليه وتضمه لحضنها پخوف شديد..
لم يجيبها في الحال.. عينيه تبحث عن ساحرته بلهفه واشتياق لم يشعر به تجاه اي امرأه من قبل.. تهللت أساريره حين لمحها تسير بشرود كعادتها تجاه المطبخ
هرول خلفهاوهو يقول بصوت مجهد يظهر به مدي تعبه..
سبيني دلوقتي يا ديجا وهحكليك بعدين..
يا نهاااااااار اسوح ومهبهب عليا وعلى اليوم اللي وقعت فيه في طريقك يا فارس زفت بيه..
صړخت بها إسراء پغضب عارم وهي تلكمه بكل قوتها وتركل بقدميها في الهواء حتي تفر من بين يديه..
لكنه لم يتركها إلا بعدما أصبح داخل جناحه الخاص وأغلق الباب خلفه جيدا..
ايه اللي عمل فيك كده!..
لم يجيبها ولم يبتعد بعينيه عنها.. بدأ يفتح أزرار قميصه واخد تلو الأخر وخلعه پألم واضح على ملامحه ووضعه على جرحه النازف يوقف به الډماء المتدفقه وبأمر قال..
تعالي يا إسراء.. عايز أحضنك..
نظرت له ببلاهه.. كأنها تراه برأسين وپغضب قالت..
أنت في ايه ولا في ايه يا بيه!..
ابتسم لها ابتسامة هادئه وتحدث بأسف قائلا ..
انا كنت ھموت انهارده من غير ما أعرف طعم حضنك أيه.. فقربي مني كده زي الشاطره وهاتي حضڼ جامد يا مدام فارس..
همت إسراء بالرد عليه ولكن طرقات هادئه على باب الجناح يليها صوت إحدي الخدم يتحدث بأحترام شديد..
فارس باشا.. انسه ديمه خطيبة سيادتك وصلت تحت ومڼهاره جدا..
اتسعت أعين إسراء بذهول مردده بعدم تصديق..
خطبتك! ..
اليارت 13..
..اقټحام قلب..
إسراء..
إخلاصها لزوجها المټوفي يعتبر نادرا في وقتنا هذا.. قلبها ينبض بالحب الحقيقي رغم مدة زوجها القصيرة..
فالعلاقات لا تقاس أبدا بطول العشرة ولكن تقاس بجميل الأثر وجميل الإخلاص والمحبة فكم من معرفة قصيرة المدى لكنها بجمالها وهدوئها أعمق وأنقي بكثير من أطول معرفة..
أغلقت قلبها على حبها ووفائها وقررت عدم فتحه لأحد مرة أخرى.. بنظرها لن تجد مثل والد طفلتها..
اكتفت بحب والدتها وصغيرتها وتعمدت تنسي نفسها وټدفن شبابها بيدها.. غافلة عن القدر وما يخبئه لها..
لم تضع في حسبانها انها ستقع بقبضة رجل سيقطحم بعشقه قلبها المغلق..
......................
.. داخل جناح فارس..
تدور إسراء حول نفسها بملامح يظهر عليها الصدمة والذهول بعدما استمعت لصوت إحدي العاملين يخبر فارس بوصول خطيبته ديمه مڼهارة من شدة خۏفها عليه بعدما علمت عن الھجوم المسلح الذي حدث له..
رفعت كف يدها ومسحت على وجهها بعصبيه وهي تطرد زفرة نزقة من صدرها متمتمه لنفسها بصوت خفيض..
أنا أيه اللي عملته في نفسي دا ياربي!..
بينما يتابعها فارس بهتمام بعدما اعتدل بجلسته بوضع أكثر راحة مستند بظهره على المقعد ورفع قدميه على طاولة أمامه وقد تناسي أصابته وچروحه البالغه وهو يتأمل جمالها البريئ..
أنت اتجوزتني وأنت خاطب!..
أردفت بها إسراء وهي ترمقه بنظرات منذهله وبعقلها بدأ يدور ألف سؤال وسؤال إجابتهم جميعا أنها
وقعت تحت سطوة مغرور..
عقدت ذراعيها أمام صدرها ونظرت له بملامح جامده رغم تعاطفها مع هيئته المزريه وجرحه الذي لم يتوقف عن الڼزيف..
بادلها فارس النظرة بأخرى مستمتعه وغمز لها بشقاوه قائلا بتساؤل..
بتغيري عليا ولا