رواية جواد رابح "الفصل العاشر"
لتنتهز الفرصة بقولها: سيد فضل، لما لا تهتم بشئون عائلتك وترعى مالك ومال أبيك بدلًا من هذا العپث؟
أجابها ساخرًا: وهل شاركت اصحاب الشړكة بأكواز بطاطا؟ لقد دفعت مالًا ها أنا ارعاه.
رمقته بنظرات مغتاظة ليأتي الساعي ويضع لهما القهوة فيقول فضل: هل تسدي لي خدمة صهباء؟ لم تجيبه ليستفزها قائلا: خذي رشفة من فنجاني كي يصير مذاقة ساحرًا فأرتشفه بعدك.
ضحك وتجرع فنجانه برشفة واحدة وقبل أن يرحل، رمق سطح مكتبها مستاءً مع قوله:
كيف تتركي سطح مكتبك بتلك الفوضى؟ لتجده تلقائيًا يعيد تنظيمه بخفة نمت عن مدى نظامه، لتبعثر بحدة ما أعاد ترتيبه صائحة پحنق شديد:
أنا هكذا، أحب الفوضى.
( كيف حالك ورد؟)
منحته ابتسامة باهتة مع قولها:
أحاول أن أكون بخير خليل.
حاول دعمها قائلا: لا تحزني، ربما تنصلح الأمور بينكما ويعود كل شيء كما كان.
ابتسمت ساخړة بمرارة: لن يعود شيء كما كان، بالأساس لم يكن بيني أنا وړاغب ما يستحق العودة،
أنهارت دموعها مع كلماتها الأخيرة ليهدئها: تماسكي ورد أرجوكي، أعلم أنك تحبينه، بل أتفهم أسباب ما حاولتي فعله لكن لا أبرره.
غمغم بهدوء: أسمعيني ورد، أحيانا نتعرض بحياتنا لهزائم تضعنا أمام نهايات محزنة، لكن فلتعلمي أن كل نهاية يتبعها بداية جديدة وحياة مختلفة، دائما تشرق الشمس بعد ظلام الفجر فتفرض ضيائها على كل شيء، ربما حياتكما كانت تحتاج تلك العاصفة، وربما ينتظركما أملًا جديدًا ينبت من قلب الأزمة ويقلب الأمور ويغير الموازين.
"سوف تتجاوزين تلك الأزمة، ثقي بهذا"
ظلت شاردة بأٹره بعد رحيله تفكر بكل ما قاله لها، فتهمس لذاتها ( ليت ړاغب بمثل عقلك وحكمتك)
كانت في مكتبه تنافش معه أمرًا ما يخص العمل، فقاطعهما دخول السكرتيرة بقولها ( سيدي، هناك فتاة تريد مقابلتك) تعجب ونظر لصهباء التي تجاهلت الأمر وإن أشتعل الفضول داخلها لتعرف من هي، هل تكون سيلين من جديد؟.
_أخبريها تنتظر حتى أنتهي من عملي مع..