رواية جسار وشمس بقلم ډفنا عمر الجزء السادس
هيحصل..أنا مؤمن بقضاء ربنا.
طالعته بحب يسيل من عيناها ثم مالت تقبل موضع قلبه مع همستها بحبك.
ابتسم
هرد عليكي بطريقتي لتبتسم و هي تتلقي سيل عاطفته وارتشفته قطرة قطرة وداخلها تحمد الله انه تمسك بها ولن يتخلي عنها و اخيرا تخلصت من أكبر كوابيسها أن يتركها يوما.
بعد مرور قرابة الأربع سنوات..
صاحت سارة وهي تركض وراء طفلها الأول لاهثة ليأتي أدم من خلفها بالراحة يا سارة ازاي تجري كده انتي ناسية انك حامل في الشهر الخامس
تذمرت بضيق أعمل ايه يا أدم ابنك شقي اوي إن ماكنتش اجري وراه عشان ياكل مش بياكل خالص.
غمغم بربتة حانية طب هاتي وانا هخليه ياكل وانتي ارتاحي..ثم صاح علي طفله ديمو..تعالى لبابا حبيبك ولا مش عايز تروح لجدو وتيتة بكره..
ابتسمت وهي تطالعه مستكين علي قدم أبيه هاتفة شوفت الندالة بيسمع كلامك وأنا لأ كاني شفافة.
شاكسها ده من الهيبة حبيبتي.
رفعت حاجبيها بعدوانية قصدك ايه شايفني تافهة
قهقة ولكز وجنتها ماتزعليش انتي عسل.
_ في أخويا جسار وشمس صعبانين عليا اوي يا أدم تلات مرات تحمل من أول جوازها وينزل الجنين مشوه أخرهم من سنة أنل قلبي بيتقطع عشانهم.
تنهد مشاركا إياها مشاعر الحزنوالله انا كمان بزعل عشانهم بس هنقول ايه ده نصيب ومكتوب يا سارة ولازم يرضوا بقضاءه.
_ والله ما بعيد علي ربنا.. انتي ادعيلهم..
_ مش ببطل دعاء يا أدم ربنا عالم.
ربت على كتفها وتمتم يبقي تفائلي خير ياحبيبتي..
ثم لثم خد ابنه بحنان مع قوله شايفة ديمو شطور ازاي خلص طبقه كله وجدو أمين هيتبسط منه خالص.
ابتسمت وجذبته إليها لتعانقه مين حبيب ماما
_ طب ليه بتتعبني أنا والنونو..
نقل بصره بين أمه وبطنها وقال نونو هنا
_ أيوة بس لسه هيكبر.
شرد الصغير يفكر بعمق ليغمغم أدم الذي يراقبه باستمتاع أكيد بيتخيل البيبي في بطنك دلوقت.. فكرني بمشهد فيلم الحفيد عارفاه
ضحكت قائلة طبعا فيلم الحفيد كله علامة ماتتنسيش في طفولتنا كلنا..
_ لا ياحبيبي سلامتك ماتتأخرش بالليل.
_ حاضر يا قلبي.. سلام.
في إحدي دور الأيتام!
_ بابا جسار جه.. بابا جسار جه.
هكذا تقافزوا الصغار وهم يهرولون نحوه وقد أتاهم محملا بالهدايا گعادته متلقفهم بذراعيه ليصيح أولهم ابن الستة أعوام فين ماما شمس مش جت معاك ليه
أخبره بعد أن طبع قبلة على رأسهمعلش ياحبيبي ماما شمس تعبانة شوية وكان صعب تيجي معايا.
فصاح طفل أخر ذو تسعة أعوام يتباهي أمامه بما أنجزه أنا حفظت جزء عم يا بابا جسار..
هتف بنبرة حانية ونظرة فخر منحها لصغيره ماشاء الله ياشيخ هادي.. خلاص تاخدوا الهدايا الأول وبعدين تسمعني القرآن بصوتك الجميل.
بدأ جسار يوزع عليهم هداياه ثم لاحظ غياب إحدى أطفاله فقال أمال فين اختكم دارين
نكسوا رؤسهم بحزن فانقبض قلبه قائلا ايه يا ولاد مالكم هي دارين تعبانة
قال أحدهم وأكبرهم عمرا لا يا بابا بس في ناس جم أخدوها من تيتة صفاء وقالوا هتعيش معاهم على طول وتبقي بنتهم.
تجهم وجه جسار بحزن وهو يفقد أحد أبناؤه كما يعتبرهم وسريعا ما غادرهم متوجها لغرفة مديرة الدار