رواية جسار وشمس بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
والاحتمال يذبحه ذبحا.. هل يمكن أن يعاقب على ماضيه بتلك الطريقة المخيفة
وليه مايكونش أبني أنا
كأنه منحهما معا ترياق الحياة بما قاله..
ليصيح رضون بلهفة يا ريت يا أمين.. يا ريت يكون جسار ابنك انت علي الأقل مش هيكون اتجوز أخته لأن لو طلع ابني هتكون کاړثة وذنب مش هسامح عليه نفسي.
وسط استغاثة أخيه وهذيانه شخصت عين أمين وغاب عقله و لوهلة فقد الشعور بالزمن حوله
رجع للوراء سنوات وسنوات..
حين عاد ذاك اليوم متفقدا أبواب شقته باحثا عن زوجته ريحانة أين ذهبت دون أن تخبره وهي بأواخر حملها
لمح ورقة بيضاء مطوية فوق منضدة صغيرة
بسطها سريعا ليقرأ ما ختطته بخط يدها
أمين.. أنا هقضي اليوم عند .. صاحبتي اللي ساكنة في ... زهقانة لوحدي وانت مطبق بقالك يومين في الموقع بتاع شغلك.. هتسلي معاها شوية وارجع بالليل..لو جيت بدري تعالي خدني
_ ريحانة فعلا جت والمغرب ركبتها حافلة جماعية قالت انها أمان أكتر لأن معاها ناس تانين.. بس ومعرفش عنها حاجة تانية.
بصوت الصديقة استعادها عقله..
انتظر زوجته لتأتي فلم تفعل
توجه لقسم الشرطة ليقدم بلاغا بفقدها.. وبعد أيام كاد فيها يفقد عقله لم يثمر البحث من تلاهم عن أي شيء..
ذهب سريعا ليبلغ القسم بهذا الأحتمال وقلبه ېتمزق أن يكون هذا مصيرها.. استدعوا رفيقتها ربما تعلم أرقام الحافلة.. فلم تذكر منها سوى أخر رقمان.. ليتطابقا مع الحافلة.. وبعد تحري أكثر دقة تبين أن من كان يقودها سائق فلبيني الچنسية واستقل معه أربعة من السيدات في عمر الشباب وبضعة رجال بأعمار مختلفة..وهذا ما تم تحديده عن طريق الطب الشرعي حينها.. لم يعرف المزيد لكنه تأكد أن زوجته كانت من بينهم ومؤكد لم تنجوا هي وطفله من حاډث مروع كهذا..
رفع بصره لأخيه بعد أن عاد من سكرة الذكري البعيدة وبصوت شديد الوهن راح يقص ما لديه منذ يوم اختفاء ريحانة حتي اكتشاف مۏتها هي وطفله في الحاډث المروع ورغم أن ما قصه يؤكد مۏت طفله وزوجته وان احتمالية أن جسار ليس ابنه..
_ دلوقت دوري اقول اللي اعرفه..
ثم نظر لأمين بنظرة غامضة و شرع يفيض باسترساله وكلما توغل بما لديه كلما جحظت عين الأول وشحبت مثل المۏتى بينما التقط رضوان أنفاسه الهاربة.. فهذا يعني أن طفل أخيه أمين نجي من حاډث الحافلة المحترقة وهو ذاته زوج ابنته.. جسار هو ابن شقيقه الذي ظنوا ۏفاته وهو جنين بتلك الخواطر المتوالية بذهن رضوان راح يهتف بحماس
اتضاح الحقيقة بعد ما قاله الجد نادر ضخت الأمل والقوة في عروق أمين فنهض يمسك بشقيقه كمن يتعلق بقشة تنجيه من الڠرق ليه متأكد يا رضوان أنه الني.. قول اللي تعرفه أرجوك وريح قلب اخوك..
فاض عليه بما يعرفه لأن جسار عنده حساسية الألبان اللي كانت عند ريحانة مراتك بالظبط ودي حاجة وراثية عشان كده جسار ورثها من أمه الله يرحمها وكما بيستخدم ايده الشمال في كل حاجة اكل وكتابة واي شئ زيك انت يا أمين وزي ولادي ريان وحمزة اللي ورثوها منك هما كمان.. طباعه في نوعية الأكل اللي بيحبه.. وتعبيرات كتير في وشه كنت بحس اني شايفك انت قدامي ويستغرب من الروح اللي بحسها فيه منك انت.. اختلاطي بيه بجد جوازه من لنتي خلاني لاحظت كل الحاجات اللي بيشبهك فيها وكنت بقول لنفسي صدفة.. صدقني جسار ابنك يا أمين ابنك ومن صلبك.
صار ېصرخ رضوان بأخيه