رواية جسار وشمس بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
علي تربيتك لابني مش قدر أوفيك حقك يا دكتور نادر.. أنت ربيته بطريقة خلتني فخور بيه..تمسك ابني بيك دلوقت خلاني اتأكدت انك عوضته غياب أهله وكنت له سند حقيقي..ربنا يجازيك خير علي كل حاجة طيبة قدمتها لأبني.. وزي ما قال مفيش حاجة بينكم اتغيرت انت جده وكبيره وكبيرنا احنا كمان وحياة جسار مستحيل تستقر من غيرك.
ثم كفكف جسار دمعاته ليغادر وهو يتوسط والده وعمه وجده الحبيب..متوجهين لمنزل أبيه الذي استدعي بهاتفه الجميع دون توضيح أسباب ليكون لقائهم الأول مع ابنه العائد بين أرجاء بيته كما يجب أن يكون.
القلوب لا تنتظر صك هوية لتعبر المسافات لمن تحب.
سلطانها نافذ أينما حلت لها عيون ترى وذراع يحتوي.
لا تخطئ طريقها مهما تراكمت أسباب الضلال.
قلبها وحده عرفه قبل أن تظهر ماهية هويته.
شقيقها هو يشاركها الروح والعصب.
سند جديد ولج حياتها ليغيرها ويعطرها بعبق قربه.
كل شيء بدنياها ستتغير معالمه.
جسار هو أخيها.
يالا حلاوة اللقاء بينهما.
لا تدري الآن هل تعانقه ام تنفذ لثنايا أضلعه تختبيء به.
كأنها تخاف أن تفترق عنه ثانيا.
فلا طاقة لها على الغياب من جديد.
_جسار..أخويا.
همستها وهي تقبل كتفه وهو يشتد احتواء حاني لها.
شقيقته كما كان يشعر نحوها دائما.
سارة.
صغيرته مدللته ما بقي له من عمر.
أحنا عرفنا بعض من البداية كنا حاسين بحاجة بتربطنا دلوقت بس قدرت اعمل اللي اتمنيته كتير وانا ببصلك بشعور أخوي كان طاغي عليا..
ومن جديد سحبها في عناق شديد لتطلق هي عنان بكائها وهي تعانق أخيها..هي مثله أدركته منذ زمن..أقطابهما تجاذبت بشكل لم تفهمه حينها جسار أخيها..من ذات الصلب تجري بعروقهما دماء واحدة
_______________
عجيب قدره!
بعد أن كان يعاني الحرمان ويشتهي عناق من أبيه ووالدته.. لأن تتلقفه أيادي وصدور أفراد عائلته بلهفة وحب. الجميع في ذهول تام لمعرفة حقيقته وبركان عاطفة جياشة تفجر بينهم أولاد العم حمزة وريان.. وخالته جمانة شقيقة أمه ريحانته أما سارة فمازالت تنظر له مآخوذة كأنها تحلم بكل ما يحدث.
قالها أمين وهو يربت علي ذراعه ليؤكد رضوان أبوك عنده حق ياجسار..ربنا مش بيعمل حاجة وحشة.. وبإذن الله هيجبرك انت وبنتي..
قبلته خالته جمانة وهي تغمغم بحنان وهتجيبوا بنت زي القمر وتسموها ريحانة كمان..
ابتسم لها بعاطفة جديدة ولثم يدها ثم قال عندكم حق.. أنا هروح لشمس عشان لازم تكون وسطينا في اللحظة دي..
_______________
يحمد الله انه وجدها مازالت متيقطة قبل أخذ جرعة مهديء جديدة.. دنى منها وهو يطالعها بنظرة يفيض منها كل حبه وحنانه وهو يهمس شمسي..
التفتت اليه لتقابله بوجه شاحب وبنظرة جامدة خلت منها الحياة تتلوي بجمر ظنها المخيف أن الرجل الذي تزوجته وحملت طفله يمكن أن يكون شقيقها.. الخاطر وحده الذي يذبحها ذبحا ما بال وقع الحقيقة عليها لو صدق ظنها
تريد الكشف عما تكابده وتخاف..بل ټموت هلعا.
حاول الاقتراب منها فابتعدت عنه سريعا كأن عقرب هاجمها تعجب جسار لفعلتها لكنه أرجأ الأمر لحالتها النفسية وتمتم بحنان شمسي عندي ليكي مفاجأة هتخليكي تقومي ترقصي من الفرحة..
رمقته بجمود كأن ما عاد شيء يفرحها حتي واصل
أنا خلاص عرفت مين أهلي ياشمس..
انتبهت له بعين محدقة بريبة ليستطرد أنا وانتي طلع دمنا واحد كان مكتوب نتقابل ونحب بعض عشان بسببك انتي أوصل لجذوري واعرفها.. أيوة ياشمسالفضل بعد ربنا اني اعرف اهلي هو انتي ياحبيبتي..صحيح فقدنا ابننا بس ربنا عوضني بعيلتي الحقيقية..
عيناه تدور على تقاسيم وجهه بحيرة..فرحته وحماس حروفه ينسف ظنها المخيف بقوة!
_ أنا ابن عمك ياشمسي أبن أمين.
اتسعت عيناها حد الجحوظ المرعب ونهضت من فراشها