رواية جسار وشمس بقلم ډفنا عمر الجزء الثالث
كده أكدت لك ان مشاعري ناحية جسار فعلا أخوية.. وإلا كان رد فعلي اختلف تماما لو كنت بحبه.. بالعكس انا حقيقي فرحت عشانكم جدا وفوق ما تتخيلي.
بشك لا تملك إخراس صوته بشكل قاطع يعني بجد ياسارة مفيش حاجة جواكي ناحيته
بحسم أجابتها نهائي.. وبعدين يابنتي انا قلبي مشغول بأبو الهول.
_ أبو الهول
_ أيوة.. سي آدم اللي مش عايز ينطق ويريحنا..
_ وليه لأ ياشمس مشاعري وغيرتي عليه مالهاش غير تفسير واحد.. اني بحبه وعايزاه ليا انا وبس..ده يمكن انا كده من البداية بس مكنتش فاهمة ياريته بس يثق في نفسه أكتر من كده ويصارحني بحبه..
غمرتها شمس بعناق حاني أنا مبسوطة اوي لأنك أخيرا رسيتي علي بر يا سارة وفهمتي عايزة ايه..
تنهدت وهي تقول بحيرة أنا متلخبطة ومتاخدة من المفاجأة..بحاول اجمع نفسي واهدي عشان افكر.
_ بس انتي بتحبيه صح
نهضت لتقف أمام نافذتها متطلعة للافق بشخوص أكدب لو نكرت ان فعلا فى حاجة قوية جوايا بتتحرك ناحيته يا سارة بس خاېفة
_ من ايه
_ وليه يكون كده ايه يجبره يتقدملك لو مش عايزك
_ ان ضياعه يخليه زي الغريب اللي بيدور علي مركب والسلام يبحر بيها لأي شط..خاېفة يكتشف انه كان عايز وطن تاني واني مش السكن اللي هيرتاح فيه.
شعرت بغموض بحديثها وكأنها تقول طلاسم لتغمغم ايه الكلام الغريب اللي بتقوليه ده وطن ايه ومركب ايه هو طالبك تروحي معاه مصيف ده عايز يتجوزك يعني اكيد بيحبك انتي بالذات.. يابنتي جسار حواليه بنات زي الرز يعني لو مش شايفك افضلهم واقربهم مش كان اختارك.. صدقيني جسار بيحبك..عيونه بقيت ڤاضحاه وهو بيتابعك في كل مكان..
_ بجد يا سارة عيونه ڤاضحاه..
_ أه والله دي مفيهاش أي شك.. ومع كده صلي استخارة وربنا أكيد هيوجه قلبك للخير والصح ان شاء الله..
تنهدت وهزت رأسها بعين غائمة ده اللي هيحصل يا سارة وربنا يعملي الخير..
________________
ياصباح القلب الطيب ياجدي
ضوي وجه وهي يستقبل صوت جسار هاتفيا بترحيب حاني حبيب جدك الغالي..مفيش أحلي من صباحك عندي.. عامل ايه يا حبيبي
_ ولو مش فاضي افضالك..عايزني امتى
_ ممكن بالليل بعد ما اخلص شغلي.. الساعة تمانية كويس
_ ممتاز بس صوتك بيقول انك عايزني في حاجة تفرح.. صح ولا انا غلطان
_ هو انت تغلط ابدا يا دكتور نادر فعلا تقدر تقول خبر هيفرحك إن شاء الله بس هتعرفه لما نتقابل.. أسيبك بقا لشغلك هنتظر تليفونك..
__________
في مقهى راقية التقي جسار بجده وبعد تبادل عبارت الاطمئنان والود بينهما.. بادر الأول بطرح ما لديه
_ ايه أكتر حاجة بتتمناها ليا دلوقت يا جدي
رد علي الفور إنك تتجوز واشوف ولادك..
ابتسم ملثما كفه بمحبة وقال يبقي آن الآوان تفرح يا جدي.. ده بالظبط اللي جيت اكلمك فيه..
رفع حاجبيه بدهشة ممزوجة بحنانه وهو يهتف هتتجوز بتتكلم جد يا جسار يعني لقيت العروسة
_ أيوة يا جدي وكلمتها كمان ومنتظر رأيها..وقلت لازم تعرف طبعا لأن لو وافقت بإذن الله حضرتك اللي هتخطبهالي من أهلها..
ربت علي وجنته والفرحة لا تساعه بس كده أنا جاهز من دلوقت وبعدين ايه لو وافقت دي وهي تلاقي زيك فين حليوة وشعرك مسبسب..
قهقهة جسار لإطراء الجد القرد في عين جده..
_ بس يا ولد ماتقولش كده على نفسك..انت سيد الشباب كلها ومحدش زيك.
للحظات صامتة تضافرت نظراتهما باتصال غير مرئي والجد يحمد الله داخله أن العلاقة بينه وبين جسار عادت لعهدها القديم..بينما الأخير يشكر الله ان له رجل وقور مثل جده يشرفه ويكون كبيره أمام عائلة شمس هو ليس وحده تماما الحياة لم تجرده من كل شيء.
_ كبرت وهتتجوز وتعمل عيلة هتكبر في يوم من الأيام يا حبيبي.. قالها الجد وعيناه تبرق بحنان ليجيبه
لولاك بعد ربنا ماكانش بقي في أنسان أسمه جسار يا جدي.
_ ماتقولش كده.. انت اللي عيشتني اجمل أحاسيس كنت محتاجها معاك ضحكت من قلبي ونسيت سني وانا بلاعبك واجري وراك وقلبي بيسبقني ويرعاك ابني