رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني عشر
صدقيني ياعطر.. أنا بجد بحبك.!
لم تعد تراه.. دموعها تتكاثف بمقلتيها وتحجب كدبتيني هفضل احاول.. هفهمك بكل الطرق اني بحبك وانك حبيبتي..حقي فيكي مش هسيبه ولا هنساه..كل اما هتعاندي هتمسك بيكي اكتر.. قولي عني أناني.. قولي مغرور.. بس انتي ليا وحبيبتي مهما رفضتي تصدقي! ما تحاوليش تبعدي لأنك هتلاقي قلبي مقيدك جواه.. كل محاولاتك هتفشل.. وفري عليا وعليكي الوقت وآمني في اللحظة دي اني فعلا بحبك!
اغلق مع شقيقته ونظر لشرفتها عله بلمح طيفها قبل أن يمضي.. لم يحظى به.. فغادر وداخله أطلق لنفسه الوعود.. قريبا لن يفصله عنها حدود أو جدران!
كلما كتبت جملة تعود وتمحوها وتغلق المحادثة.. ثم يساورها القلق ويحرضها ان ترسلها له.. مجرد سؤال انساني عن حالة والده..بعد أن سمعت قدرا من ياسين أن عامر لم يحضر الحفل لمرضه المفاجيء..ها هي تعود لتمحي ما كتبت.. أغلقت الهاتف.. تركته جانبها.. تحاول أن تغفو وتفشل.. ماذا فيها إن أرسلتها له..فلترسلها وتغلق هاتفها ولا ترد إن حدثها..وبعد تردد طال دقائق أخرى فعلتها.. ارسلت له دعوة صادقة بسرعة تعافى والده ..شعرت بخجل شديد بعدها وكأنها كانت مخدرة برغبتها.. لكن ماذا تفعل والحزن الإحباط سيطر عليها بعد أن تمنت داخلها ان تراه اليوم بخفل خطوبة أمونة.. بعد انقطاعه التام عن مراسلتها كما وعد..وفاءه بالبعد حتى تحين اللحظة المناسبة رفع قدره بعيناها.. الرجل كلمة.. إن قال.. فعل..وهو نفذ ما قاله!
_ لا يا ماما ارتاحي انتي انا مش تعبان!
سحبت يده ووجهته لباب الغرفة برفق
اسمع الكلام يا حبيبي انت مانمتش من امبارح انت واخوك روح أودتك ارتاح ومتخافش حالته خلاص استقرت كتير عن الأول وأنا اهو جمبه ماتقلقش!
عقله يرفض ان يترك أبيه لكن جسده يهفو لبعض الراحة والنوم ولو ساعة تركها وولچ غرفته وارتمى على فراشه مسدلا جفنيه بإرهاق وصداع شديد يفتك برأسه..تذكر هاتفه
قبل صورتها التي عينها خلفية لرقم هاتفها وتذكر وعده انه لن يحادثها إلا وهو له حق بها..ووفى بوعده هذا بشق الأنفس وهو يجاهد رغبته أن يرسل لها كلماته.. وجد من الذوق أن يرد على دعوتها بالمثل فكتب لها رسالتك الرقيقة ودعوتك الحنينة عاملة زي النسمة اللي رفرفت على قلبي وهونت عليا حزني وتعبي.. ربنا مايحرمني منك.. شكرا يا ملاكي....انتظر وهو يطالع هاتفه علها تجيب لكنها لم ترد.. واكتفى هو بما منحته أياه.. ترك الهاتف وأرخى جسده وعلى قسماته طغت ابسيامة هائمة بتواصلها القصير.. وعزم بأول فرصة بعد تعافي والده سيزور والدها ويطلب يدها كما وعد..!
تظاهرت بالنوم لوالدتها التي غادرت غرفتها بالفعل اعتدلت لتجلس نصف جلسه ونظراتها شاردة..مازالت تشعر بتخبط.. بعثرها يزيد باعترافه..لا تصدق إلى الآن ما حدث معها .. نزعت الغطاء عنها واتجهت لتقف أمام المرآة تتأمل وجهها..هل قال لها احبك قالها أم تتوهم
ولو قالها هل هي ساذجة لتصدقه يحبها كيف ومتى!.. قلبه لم يسع يوما غير ابنة عمه الجميلة..اما هي.. لا تمتلك داخله غير الشفقة..ربما وشت جوري بحبها له سرا..ربما كشفها هو وأراد ان يعطف عليها ويمنحها اعتراف حب كاذب جبرا لخاطرها ربما وضع علاقته بها بميزان العقل فقط ووجدها فتاة مناسبة وأراد بذلك تحقيق رغبة والدته ليتزوج فاختارها گ ابنة خالته لا أكثر..والساذجة ستصدق وتوافق!
أغمضت عينيها تستعيد وجهه وهو يصارحها بحبه المزعوم ودموعها بدأت تسيل على جانبي وجهها مغمغمة لذاتها بخفوت ليه يا يزيد.. ليه بتشفق عليا.. شفقتك ډبحتني..مستحيل اصدق كلامك.. مستحيل تكون بتحبني!
عطر طمنيني عليكي!
ومض هاتفها برسالته طالعتها بسكون وواصل هو سيل كلماته عارف انك مش مستوعبة.. وانك بتكدبيني.. أنا فاهم حالتك كويس ومقدرها لأني فكرت في الخطوة دي كتير وحسمتها جوايا..مهما رفضتي تصدقي مش هيأس معاكي..انتي اللي ادخرت عمري عشانها ياعطر..و سعادة أيامي الجاية