رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني عشر
مجبرة انفذ أمرك مادام انا مش شايفة في نفسي حاجة زيادة.. بص للكل هتلاقيني زيي زيهم!
_ جوري مش حاطة زيك!
تدرك ان داخلها تعمد مضايقته وهي تضع تلك الأصباغ..أليست مثل شقيقته فليدعها وشأنها إذا..!
_ جوري حرة وانا كمان حرة وعن إذنك هروح اسلم على أمونة واحمد!
عاق طريقها قبل أن تغادر..واقحمها جبرا لتدلف لدورة المياة من حسن حظه انها خلت من فتايات أخريين..فتح صنبور المياة تحت أنظارها الذاهلة وراح يقذف وجهها بالماء مرات متتالية دون لمسها فشهقت وهي تحاول الاعتراض ولم تجد الفرصة وهو يعاجلها بدفعات الماء حتى تبلل صدر فستانها بالكامل!
أما هي فظلت على ذهولها مما فعل ثم بصرت وجهها الذي تلطخت ألوانه وردائها وحجابها المبتل فبكت پقهر لفعلته بعد أن افسد هيئتها بالكامل..! فالتفتت لتهدرت لتصب عليه ڠضبها
_ انت ازاي تتعامل معايا بالشكل ده.. مين سمحلك تشدني كده زي البقرة وراك وتغرقني بالمية..هجيب منين فستان تاني دلوقت ووشي اللي اتبهدل ومكياجي اللي باظ.. حرام عليك اللي بتعمله فيا ده.. انت عايز مني ايه ماتسيبني في حالي أنا خلاص تعبت منك!
حدجته بنظرة مقهورة ثم شرعت بتنظف وجهها بمحرمة ورقية وما أن انتهت حتى غادرت محيطه وتجنبته باقي الحفل وكلما سألها أحدها عن ما حدث وبلل ردائها تعللت ان صنبور المياة فسد وأغرقها.. وبعد قليل هاجمتها نوبة عطس شديدة فعلى ما يبدو أصابتها البرد..وهذا متوقع بعد حماقة من أسمته لوح الثلح معها..!
برقت عيناها بفرحة فاقت لمعة الشبكة الذهبية الذي قدمها لها أحمد.. أناملها ترتجف وهي تستقبل خاتمه الرقيق.. عنقها ينادي طوقه مرحبا بقيده طوال العمر.. صدح تصفيق الجميع حولهما بحماس جعلها تخجل..ولم تكن تلك نهاية ما في جعبة حبيبها.. الأضواء انحسرت بغتة إلا من بقعة دائرية تحوطه.. جذبها برفق لتجلس أمامه على الدرج المزين بأضاءة ملونة في القاعة.. نفسك في ايه!
في شنطتي.. هنتكلم ربع ساعة بس ونرجع للقاعة..يلا انجزي
_ لا وانتي الصادقة أنا اللي هطير من جمبك.. سلام!
وبسرعة البرق وجدت جوري تغادر ويزيد يحتل مقعد القيادة
والسيارة تتحرك وتبتعد بهما تحت ذهولها التام وهي تطالعه ببلاهة ثم تستدير خلفها لترى تلك الماكرة تلوح لها بابتسامة استفزازية عائدة للقاعة من جديد..!
رفع أكتافه ببرود وقال وبصره مصوب على الطريق وانا مالي.. واحد راكب عربيته وبيسوقها..وانتي اللي ركبتي عربيتي بإرادتك..فين لعب العيال هنا
ضاقت عيناها وصاحت بغيظ نزلني يا يزيد!
_ أسف مش هنزل حد!
_ بقولك نزلني احسلك بدال ما انط من العربية وهي ماشية
واصل استفزازه براحتك مش همنعك!
حاولت بالفعل الفرار فوجدت باب السيارة موصد فرمقته پغضب وظلت صامتة تنظر خارج النافذة بجبين مقطوب.. ثم فاجأتها عطسة فرمقها بقلق اختلط بتأنيب ضميره حين ايقن انه تسبب بإعيائها بنوبة برد ناولها محرمة ورقية فآبت ان تلتقطها منه.. تفهم رفضها وبعد وقت قصير وصل لمكان هاديء يطل على النيل فقال انزلي ياعطر عايز اتكلم معاكي شوية!
وغادر بالفعل مبتعدا.. فلبثت دقائق داخل السيارة تعاند الذهاب إليه ثم شعرت بالضجر فنزلت واقتربت منه وصاحت
ممكن افهم انت عايز مني ايه بالظبط مش ارتاحت لما خليتني فرجة للناس وانا ماشية وسطيهم بفستان وحجاب مبلول و...
_ أسف!
قاطعها بأسفه الصادق فلم يشفع له عندها وواصلت بجمود لو جايبني هنا عشان تعتذر.. من فضلك رجعني.. قبلت اعتذارك او لأ مش هيفرق معاك!
_ لو زعلك مش فارق معايا ياعطر.. ايه تاني هيفرق
رمقته بنظرة عاتبة فاستطرد بنبرة أرق كنتي جميلة اوي.. جمالك طير عقلي..!
رمشت عيناها بارتباك لا تصدق..لتزداد وتيرة دهشتها مع اعترافه عشان كده غيرت عليكي وخليتك تمسحي مكياجك.. بس بردو فضلتي زي ما انتي..جميلة!
عيناها تنظر له بذهول فواصل بقول أخر ما توقعته
_ أنا بحبك ياعطر..!
توقف بصرها مصوبا عليه دون إراده..عيناه التي ترى بها اشياء لم تبصرها من قبل.. يحب من هي هي عطر
تلفتت حولها بتيه علها تكتشف أنها تحيا حلما.. علها تفيق الآن وتدرك انها لا ترى وقعا.. لكنه اكمل اعترافه بذات النبرة الخطېرة بحبك من زمان.. بحبك وماكنتش فاهم نفسي..