رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثامن
الخير ياحبيبتي..نمتي كويس
ابتسمت مجيبة_ الحمد لله يا ماما
اقتربت ومسحت برقة على وجنتها وهتفت_ هتفطري معانا بابا مستنيكي تحت!
احتضنت بكفها كف والدتها الذي يحيط وجنتها وهتفت بخفوت وهي تطالعها بحب_ تعرفي يا ماما انك وحشتيني اوي..حاسة اني بقالي كتير بعيدة عنك..وحشني واقولك العبيي في شعري..وحشني كلامنا سوا بالليل واحنا بنستنى بابا يرجع من برة عشان نتعشى سوا ..وحشنى سهرنا على فيلم اجنبي واحنا بناكل اللب الأبيض وانتي تزعقى عشان بهدلنا الأرض بالقشر..وحشنى نقار بابا معاكي لما بتتفرجي على فيلم هندي وهو يفضل يتريق وانا اضحك على جدالكم..!
بعد أن فرغت بعض مشاعرها بالبكاء والعناق هتفت دره وهي تحيط وجهها براحتيها_
لبثت تطالعها وحدقتاها جامدة..هل هي قادرة على إطلاق هذا الوعد هل ستفي به
تساؤل دره القلق جعلها تعتزم قرار رغم صعوبته لكنه الأفضل لأحبائها..الطبيب كان صائب..ستكون أنانية أن فكرت برغباتها متناسية تبعات قرارها على الأخرين..سترمي أنتقام وراء ظهرها..يتوكل خالقها بهم هو حسبها وناصرها وعليه القصاص!
_أوعدك ياماما..مش هسمح لحاجة توجع قلوبكم عليا تاني ابدا..وعد!
___________________
تسائلت وحدقتاها تطوف على الغلاف بسعادة غير مصدقة أنها اقتنت كتاب كاتبها المفضل وستقضي سهرتها بين سطوره راحت تفر صفحاته سريعا بينما هو يتأملها بحنان ورضا انه أهداها شيئا أسعدها لهذا الحد..!
_ شكرا يا عابد..انا كنت ناوية اشتريه في أقرب وقت ماتتصورش ازاي بحب الكاتب ده..!
_ الله يرحمه الحقيقة أحمد خالد توفيق كان علامة مميزة في الوسط الأدبي.. السهل الممتنع زي ما بيقولوا وكتاباته كانت خير صديق لجيلنا اللي اتربى عليها..!
_ عندك حق.. أنت قرأت يوتوبيا
_ أيوة.. وبدون حړق أحداث الكاتب عرض تصور مستقبلي متشائم شوية لحال مصر بعد كده وللأسف معاه حق.. لأن استنتاجاته انبثقت من معطايات واقعنا الحالي..!
تمتمت وعيناها مسلطة على الكتاب_ كلامك حمسنى اتابعه عموما هسهر عليه ونبقى نتناقش فيه لما اخلصه!
_وانا منتظر.. واستطرد_ هو محمود عامل ايه دلوقت
_الحمد لله رجله بقيت احسن كتير..وهو وماما بيتمشوا ومعاهم مهند!
أومأ لها ثم غمغم بدفء_ كل سنة وانت طيبة..رمضان قرب وحاسس انه السنادي هيكون مختلف بوجودك!
وتدارك أمره سريعا وأعاد صياغة كلمته العفوية_ قصدي بيكم كلكم..انتي ومهند ومحمود وعمي وطنط عبير..رمضان دايما بتحليه اللمة الحلوة!
استنار وجهها وقالت_ وأنا فرحانة اوي ياعابد اني اخيرا هنحضر رمضان في مصر..تعرف واحنا في أوكرانيا كانت ماما تعملنا زينا بإيدها من الورق عشان تحسسنا بيه..وانا ومحمود كنا بنتنافس مين الزينة بتاعته احلى..وبابا كان بيشاركنا ويعلقها بنفسه.. منظر زينة رمضان اكتر حاجة بتفرحني!
همس بحنان_ تحبي تعملي زينة رمضان معانا
صاحت بلهفة_ انتوا بتعملوا زينة بإيديكم
_يوووة ده احنا بنخربها انا وجوري وياسين وعطر..وبيبقي تنافس شرس يابنتي..بس بصراحة وماتقوليش لحد على السر ده..الزئردة وعطر كانت زينتهم أحلى مني انا وياسين!
ضحكت بمرح_ هقولهم على سرك
رفع حاحبيه بتوعد_ طب اياكي وإلا....!
كټفت ساعديها بتحدي_وإلا ايه
_هخطف ابنك!
ضحكت فاهتزت أوتار قلبه لصوت ضحكتها الذي أرجفه..وقالت_ اخطفه هو اساسا معاك طول اليوم!
صحيح ايه اخبار الشجرة بتاعته..ابتديت تنبت
_ايوة طلعت براعم صغيرة..بس ابنك اخر مرة غرقها مية..متهيئلي الزرعة لو فيها روح وبتنطق كانت فضلت تكح وتقوله حرام عليك ھټموټني!
ضحكت مرة أخرى مغمغمة_ معلش اتحمل بقي الواد لحد مايتعلم!
تمتم وكلماته بدت أعمق من ظاهرها_
أوعدك عمري ما هتعب وأنا بربيه..قصدي وانا بعلمه..!
___________________
يحتار بأمرها منذ أيام..لا تحدثه ك السابق..نظراتها له تحوي عتاب لا يفهمه كما يستشعر بها حزن عميق..ماذا