الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثامن

انت في الصفحة 12 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

الخير ياحبيبتي..نمتي كويس
ابتسمت مجيبة_ الحمد لله يا ماما
اقتربت ومسحت برقة على وجنتها وهتفت_ هتفطري معانا بابا مستنيكي تحت!
احتضنت بكفها كف والدتها الذي يحيط وجنتها وهتفت بخفوت وهي تطالعها بحب_ تعرفي يا ماما انك وحشتيني اوي..حاسة اني بقالي كتير بعيدة عنك..وحشني واقولك العبيي في شعري..وحشني كلامنا سوا بالليل واحنا بنستنى بابا يرجع من برة عشان نتعشى سوا ..وحشنى سهرنا على فيلم اجنبي واحنا بناكل اللب الأبيض وانتي تزعقى عشان بهدلنا الأرض بالقشر..وحشنى نقار بابا معاكي لما بتتفرجي على فيلم هندي وهو يفضل يتريق وانا اضحك على جدالكم..!
صمتت تلتقط أنفاسها ووجه والدتها غارق بالعبرات تأثرا بما تقول وواصلت بلقيس بنبرة المتشبعة بحنينها لوالديها_ أنا عمري ما كدبت عليكي يا ماما..دايما كنتي سري..بس المرة الوحيدة اللي كدبت فيها كنت هضيع..عارفة ايه نجاني يا امي لم تعد دره قادرة على السيطرة على بكائها وبلقيس تستأنف في عز الضيق اللي كنت فيه افتكرت ربنا ودعاكي اللي كنتي دايما تردديه..فضلت اقوله في سري وانا ببكي لحد ما ربنا ألهمني بالخلاص..أنا وثقة ان ربنا ساعدني عشان انتي داعيتيلي يا ماما..!
أنهار تماسك دره التي اڼفجرت ببكائها وضمتها بشدة وكأنها تتيقن من وجودها سالمة..ابنتها عادت تثرثر مما كانت وعيناها تبرق فيها الحياة بكل صفائها وجمالها..لم تعد تلك الصامتة الغائب ادراكها..تعافت وردت بوالديها الروح بعودتها..!
بعد أن فرغت بعض مشاعرها بالبكاء والعناق هتفت دره وهي تحيط وجهها براحتيها_
_انسي كل اللي فات يانور عيني..كانت تجربة قاسېة عليكي وعلينا واختبار عدينا منه وآن الآوان تعوضي اللي فات من عمرك..ابني نفسك من جديد يا بلقيس أنا عارفة انك هترجعي اصلب من الأول..اختلطي بالناس ووريهم ازاي هتكوني ناجحة ومميزة مش بس في جمالك..لأ في إرادتك القوية وعزيمتك..فرحي ابوكي بيكي يا بلقيس وحققي حلمه انك تشتغلي معاه ابني كيانك وخلى كل الناس تلتفت لنجاحك قبل جمالك..!
ثم استطردت حديثها برجاء موجع لضمير بلقيس الذي يبحث عن الاڼتقام _ أوعديني انك مش هتعملي حاجة تبعدك عننا تاني او توجع قلبنا عليكي يا بنتي..أما وابوكي مش هنتحمل حاجة تحصلك تاني ..عاهديني انى هكون سرك وعمرك ماهتخبي عنى شيء أوعديني انك هتبتدي حياتك ومش هتضيعي لحظة واحدة بعد كدة..توعديني
لبثت تطالعها وحدقتاها جامدة..هل هي قادرة على إطلاق هذا الوعد هل ستفي به
_سكتي ليه يابنتي
تساؤل دره القلق جعلها تعتزم قرار رغم صعوبته لكنه الأفضل لأحبائها..الطبيب كان صائب..ستكون أنانية أن فكرت برغباتها متناسية تبعات قرارها على الأخرين..سترمي أنتقام وراء ظهرها..يتوكل خالقها بهم هو حسبها وناصرها وعليه القصاص!
_أوعدك ياماما..مش هسمح لحاجة توجع قلوبكم عليا تاني ابدا..وعد!
___________________
يوتوبيا!
تسائلت وحدقتاها تطوف على الغلاف بسعادة غير مصدقة أنها اقتنت كتاب كاتبها المفضل وستقضي سهرتها بين سطوره راحت تفر صفحاته سريعا بينما هو يتأملها بحنان ورضا انه أهداها شيئا أسعدها لهذا الحد..!
_ شكرا يا عابد..انا كنت ناوية اشتريه في أقرب وقت ماتتصورش ازاي بحب الكاتب ده..!
_ الله يرحمه الحقيقة أحمد خالد توفيق كان علامة مميزة في الوسط الأدبي.. السهل الممتنع زي ما بيقولوا وكتاباته كانت خير صديق لجيلنا اللي اتربى عليها..!
_ عندك حق.. أنت قرأت يوتوبيا 
_ أيوة.. وبدون حړق أحداث الكاتب عرض تصور مستقبلي متشائم شوية لحال مصر بعد كده وللأسف معاه حق.. لأن استنتاجاته انبثقت من معطايات واقعنا الحالي..!
تمتمت وعيناها مسلطة على الكتاب_  كلامك حمسنى اتابعه عموما هسهر عليه ونبقى نتناقش فيه لما اخلصه!
_وانا منتظر.. واستطرد_ هو محمود عامل ايه دلوقت
_الحمد لله رجله بقيت احسن كتير..وهو وماما بيتمشوا ومعاهم مهند!
أومأ لها ثم غمغم بدفء_ كل سنة وانت طيبة..رمضان قرب وحاسس انه السنادي هيكون مختلف بوجودك!
وتدارك أمره سريعا وأعاد صياغة كلمته العفوية_ قصدي بيكم كلكم..انتي ومهند ومحمود وعمي وطنط عبير..رمضان دايما بتحليه اللمة الحلوة!
استنار وجهها وقالت_ وأنا فرحانة اوي ياعابد اني اخيرا هنحضر رمضان في مصر..تعرف واحنا في أوكرانيا كانت ماما تعملنا زينا بإيدها من الورق عشان تحسسنا بيه..وانا ومحمود كنا بنتنافس مين الزينة بتاعته احلى..وبابا كان بيشاركنا ويعلقها بنفسه.. منظر زينة رمضان اكتر حاجة بتفرحني!
همس بحنان_ تحبي تعملي زينة رمضان معانا
صاحت بلهفة_ انتوا بتعملوا زينة بإيديكم
_يوووة ده احنا بنخربها انا وجوري وياسين وعطر..وبيبقي تنافس شرس يابنتي..بس بصراحة وماتقوليش لحد على السر ده..الزئردة وعطر كانت زينتهم أحلى مني انا وياسين!
ضحكت بمرح_ هقولهم على سرك
رفع حاحبيه بتوعد_ طب اياكي وإلا....!
كټفت ساعديها بتحدي_وإلا ايه
_هخطف ابنك!
ضحكت فاهتزت أوتار قلبه لصوت ضحكتها الذي أرجفه..وقالت_ اخطفه هو اساسا معاك طول اليوم!
صحيح ايه اخبار الشجرة بتاعته..ابتديت تنبت
_ايوة طلعت براعم صغيرة..بس ابنك اخر مرة غرقها مية..متهيئلي الزرعة لو فيها روح وبتنطق كانت فضلت تكح وتقوله حرام عليك ھټموټني!
ضحكت مرة أخرى مغمغمة_ معلش اتحمل بقي الواد لحد مايتعلم!
تمتم وكلماته بدت أعمق من ظاهرها_ 
أوعدك عمري ما هتعب وأنا بربيه..قصدي وانا بعلمه..!
___________________
يحتار بأمرها منذ أيام..لا تحدثه ك السابق..نظراتها له تحوي عتاب لا يفهمه كما يستشعر بها حزن عميق..ماذا
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 18 صفحات