الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثامن

انت في الصفحة 10 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

من تلاتة منهم في لحظتها وماتوا
_بس تيماء ورائد عايشين!
_عرفتي منين حسب كلامك رائد كان غرقان في دمه وممكن جدا يكون ماټ هو كمان..!
_ لأ..حاسه انه موجود..هعرف طريقه وطريقها و.......
قاطعها بحدة_ ايه هتقتليهم بعد كل اللي قولتهلا برافو يابلقيس طلعتي بتحبي اهلك فعلا..!
صړخت عليه بثورة_ أنت مش حاسس پالنار اللي جوايا..انا مش عارفة انام.. كل اما افتكر اللي مريت بيه بسببهم احس اني لازم اخنقهم بإيدي واخد حقي!
_وحقك مش هيروح!
_مين هيجيبه!
_ربنا..!
نفذت طاقة جدالها عند قوله فجلست بإعياء مطرقة الرأس تبكي فاستدار حول مكتبه وجلس قبالتها وقال بهدوء لا يخلو من شفقة أبوية لفتاة ضاع من أيامها الكثير ولا يريد لها خسارة البقية_
أسمعيني يا بلقيس..اسمعي من راجل كبير شاف كتير واخد من الحالات اللي عالجها عبر لا تعد ولا تحصى..كلها كان مفادها ان الظالم عمره ما بيعيش مرتاح ابدا..فاتورة جرمه لازم تتسدد دنيا وأخرة إلا إذا لحق نفسه وندم وصلح أخطاءه..اللي ظلموكي هيعاقبهم ربنا بقدرته..عشان تاخدي حقك وتبرد نارك ناجيه واطلبي منه القصاص..زي ما طلبتي منه العون وانتي محپوسة في شنطة عربية لا حول ليكي ولا قوة واستجابلك ونجاكي..بنفس القدرة بردو هيشفي غليلك ويبرد نارك وينتقملك..سيبها عليه وحسبني فيهم ووكلي امرك لله..ومكان ما يكونوا اللي ظلموكي مش هيرتاحوا..!
جسدها ساكن تزرف أمامه العبرات بصمت وكلماته تخمد ثورتها كأنها سحرا شديد التأثير..ومر بعقلها لحظة دعائها بظلمة السيارة وكيف ألهمها خلاصها ونجاها نن براثن خاطفيها..!
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار 
صدق الله العظيم
ختم حديثه بتلك الآية وواصل_ معنديش كلام افضل من كلام ربنا انهي بيه كلامي..بس فاضل شيء أخير عايزك تحطيه في الحسبان وتفكري فيه كويس!
ظافر..!
مستعدة تخسريه لو عرف هو كمان عن رائد مثلا
تفتكري هيسكت الإجابة لأ..خصوصا انه حاول فعلا يعرف مني..ومش تطفل منه..لكن اهتمام بيكي ..انتي عارفة انه لو عرف هينتقملك. واثق انه ده هيكون تفكيره! شوفتي سكة اڼتقامك هتخسرك مين يا بلقيس
مع إن لو سلمتي امرك لله وسبتي عليه القصاص هتحتفظي بكل دول وقبلهم هتحافظي على اللي باقي في شبابك اللي آن الآوان انك تعيشيه..اشتغلى مع  الدك وابني كيانك الخاص..فرحيه بيكي..اتمتعي بحب أهلك اللي منتظرين يحسوا انك رجعتي تاني!
ثم صمت يلتقط أنفاسه وواصل بنبرة هادئة_
الأمر دلوقت في ايدك يا بلقيس..والقرار قرارك في النهاية!..أختاري عايزة مستقبلك يكون ازاي!
___________________
غادرته شاردة دموعها تسيل بصمت والذكريات تتدفق بضراوة لعقلها..كل شيء يعاد تجسيده داخلسها..سذاجتها وخبث تيماء..صدق مشاعرها مع رائد وخداعه..كذبها على والديها ثم محنتها تلك الليلة..التفاصيل تتدافع برأسها ولا ترحمها..كيف تهدأ..كيف تحيا وتترك ثأرها منهم..!
الطبيب يحذرها من عواقب خسارتها بعد انتقامها..نعم ستخسر..لكن ستخمد لهيبها المستعر بجوفها..!
ظلت ټصارع الأفكار بعقلها حتى شعرت بالدوار..فجلست على إحدى الأرصف..تريد أن توقف الحړب الناشبة داخلها..مع من تتحدث ظافر
لا..سيشعر بها ويكشف حيرتها وضيقها..لا تريد افزاعه.. وبدون تفكير وجدت أناملها تضغط رقم شخص ما..!
...............
همس بدهشة_بلقيس!
_ايه مالك هو انا عفريت عشان تستغرب كده من صوتي!
_لأ بس..وتردد ثم واصل_
مش متعود تكلميني..حاسس ان بقالك كتير اوي غايبة! طمنيني عليكي يابلقيس..انتي بخير
ابتسمت لحنانه المعهود_ بخير يا يزيد..طول ما حواليا اهلي اللي بيحبوني هكون بخير..
وساد بينهما الصمت ثواني قطعته قائلة_ 
جوري قالتلي انها شغالة معاك..مبسوطة اوي انك حققت حلمك بشركة الانشاءات يا يزيد..فاكر لما كنت بتحكيلي عنها
_طبعا فاكر..مافيش حاجة اتقالت بنا نسيتها..والحمد لله لحد دلوقت الدنيا ماشية بس لسه ما وصلتش للمستوى اللي بحلم بيه!
_هتوصل يا يزيد..انت تستاهل كل خير!
صمت مرة أخرى وازداد شعوره انها ليست بخير صوتها يكشف له حزنها فتسائل_
بلقيس..مش هتقوليلي مالك واوعي تكدبي وتقولي بخير..صوتك مش بيقول كده..!
تجرعت ريقها ورمشت عيناها فانفلت دمعة عالقة بأطرافها وهمست_ انا بحاول ارتب افكاري واعيد حساباتي تاني..محتاجة اخد قرار مهم هيترتب بعده شكل حياتي هيكون ازاي يا يزيد..بس ماتقلقش..اللي بتكلمك مش بلقيس الضعيفة..لأ..انا بقيت مستوعبة كل حاجة..وانا كلمتك عشان بس احس اني لسه محتفظة بود ابن عمي واخويا..مش ده كان كلامنا سوا أخر مرة قبل سفرك القاهرة شوفت ازاي انا فاكرة!
هز رأسه مغمغما_ أيوة..واكيد انتي فاكرة بردو وعدي ومش محتاج اكرره
_عارفة اني لما احتاجك هلاقيك..!
ثم انتصبت على ساقيها وواصلت_ انا راجعة البيت دلوقت..ابقى كلمني دايما..!
_راجعة منين انتي فين اصلا..!
_يعني كنت في مشوار مهم وهاخد تاكس وارجع!
نهض على الفور_ لأ عرفيني انتي فين وانا هاجيلك حالا..!
_لأ يا يزيد مش هينفع..ده اول اختبار لازم اخوضه رغم بساطته..همشي وسط الناس مش هخاف من حد..هوصل لبيتي بأمان لأني اقدر احمي نفسي..مش قولتلك اللي بتكلمك مش بلقيس الضعيفة اطمن ولما اوصل بيتي هبعتلك رسالة!
أعلقت معه رغم إلحاحه أن يأتيها..وصارت بين المارة دون خوف تطالعهم بنظرة قوية واثقة..هامتها مرفوعة بعزة..هي ابنة ابيها..هي من خرجت من بين براثن ذئاب دون ان ينالها احدا..هي بلقيس القوية كما علمتها والدتها..! وكما اخبرها ظافر..قوتها يجب ان تنبع من خالقها أولا ثم من ذاتها..وقد جاء وقت
10  11 

انت في الصفحة 10 من 18 صفحات