رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
أعادتها إليه مرة أخرى!
لم يكن بالأمر ما يثير دهشة عامر الذي تناول الورقة وذهب ببساطة ليضعها بصندوق السحب.. بينما أبواها اتسعت أعينهم عن أخرها مع تلك الطفرة الجديدة ثم ترقرقت مقلتيهما فرحا مع تجاوب بلقيس بهذا الشكل وتفاعلها المدهش لما يصير حولها.. وابتسامتها التي تعزف بها على أوتار قلوبهما النهمة لكل إشارة تعافي تصدر من وحيدتهما..!
تجرع ريقه بانفعال مكتوم دون حديث.. وبعيناه ألاف الكلمات من الشكر والحمد على هذا التقدم الذي أثلج صدره ثم عاد يطالع أحدهم بزاوية ما.. وأومأ لصاحبها وكأنه يشاركه انفعاله.. وعاد ثانيا ينظر لقرة عينه ووالدتها تمطر كفها بقبلات دافئة وهي تلفظ أسمها بتأثر زلزل قلبه!
هو منقذها.. هو ملاذها الذي أختبئت تحت عباءته محتمية به من العالمين.. هو من تبحث عنه الملكة من بين وجوه الفرسان حولها.. هو من تكتسي روحها بالأمل والقوة ما أن تستشعر وجوده حتى لو كان وجوده مجرد عبق.. عبق غزى رئتيه وكاد ېخنقه وهو يستمع لجوابه الصاډم أنه أضاع معطفه وقنينة عطره.. غافل عن أنهما كانا الحصن الآمن لتلك الشاردة.. حبيبته!
حانت لحظة سحب الكوبونات عشوائيا بواسطة طفل صغير ابتهج بتلك المهمة حين أختاره عامر من بين الجميع وراح يلاطفه
_ أسمك إيه ياحبيبي وعندك كام سنة
الطفل ببعض الحياء لشعوره بتصويب أنظار الجميع عليه أسمي يونس ياعمو وعندي 5 سنين!
عامر ما شاء الله ده انت بيقت راجل أهو وأسمك حلو أوي وحبيته.. طب يلا يابطل أسحب أول كوبون عشان نعرف أول فايز!
_ أول فايز معانا مولود محظوظ ياجماعة حتى في أسمه وأنا مش بحسد أنا بس بقر..
صاحب أول اختيار عشوائي هو فايز عبد السلام..!
صدح تصفيق الجميع مع همهمات مازحة وضحكات!
_ يلا يا يونس.. أسحب الكوبون التاني يابطلي!
_ الفائزة التانية معانا هي أسماء صلاح..!
صفق الجميع بحماس وبعثت صاحبة الأسم ولدها الصغير يستلم الكوبون فتلقفه عامر وقبله هاتفا
_ إسمك إيه ياحبيبي وعندك كام سنة
_ إسمي زيزو وعندي أربع سنين واخويا اسمه بودي
داعبه عامر وأعطاه الكوبون ليعود لوالديه ثم جاء لحظة سحب أخر رقة!
عامر وبما إن الأستاذ ظافر شريكي في كل حاجة من حقه يسحب هو اللي أخر أسم معاكم!
حدجه ظافر بوعيد واقترب منه هامسا بأذنيه
مش هتبطل فصولك الباردة.. مش قولتلك ماليش في جو الشو بتاعك ده واسحب انت كل الأسامي!
_ ياعم اتحرك كده ومتعمليش فيها زبون.. اسحب اخر أسم وزقطط كده السهرة حلوة والزباين مبسوطة وشكلها مش هتروح بيوتها الليلة وهتنام تحت الترابيزات.
قاوم ظافر ضحكته وتجاهله واستدار يداعب الصغير يونس برقة يلا ياحبيبي اسحب أخر فايز معانا..!
الصغير طب وأنا ياعمو مش هفوز .
جثى ظافر على قدميه وقبل وجنته وتمتم بحنان
مين قال كده.. طبعا ليك جايزة جميلة.. بس قولي فين بابا وماما
ابتهج الصغير لحصوله على وعد بجائزة هو الأخر وأشار لطاولة والديه هاتفا بحماس بريء
بابا محمود اهو وماما نيهال جمبه اللي بتشاورلي دي يا عمو شايفهم..!
حاد ظافر بنظره فوجد أبويه يطالعوا صغيرهم يونس بسعادة ملوحين له بعلامة مشجعة لمواصلة ما يفعل!
فتبادل ظافر معهما تحية صامتة مبتسما وشرع الصغير بسحب أخر كوبون لكنه توقف قائلا
أسحبه انت المرة دي ياعمو وأنا هقراه بصوت عالي عشان ماما وبابا يتبسطوا مني لئني بقيت أقرأ لوحدي! ..تبسم له ظافر بحنان وتمتم برفق
حاضر يا يونس عشان عيونك بس وبالفعل غمس أصابعه وانتقى عشوائيا إحدى الوريقات وأعطاها للصغير الذي تولى هو الإعلان عن إسم الفائز! أو بالأحرى.. الفائزة!
_ ب..بلقيس.. أبو..المجد!
تلى الصغير الأسم بتلعثم طفيف فصفق الرواد له بحماس مشجعين مهنئين بينما أبيه يطلق صفيرا داعما لطفله تفاخرا به.. ووالدته تفتح ذراعيه لتتلقف جسده الصغير وهو يتمايل مهرولا إليها مختبئا بين أحضانها ببعض الخجل بعد تلك المهمة!
أما هو فتلاشت ابتسامة تدريجيا بعد أن قرأ الصغير أسم الفائزة! أسم يعرف صاحبته جيدا ولم يتوقع أبدا مشاركتها بهذا السحب والأكثر غرابة في الأمر كله أن يكون اسمها من نصيبه هو.. وگأنها تنتظره ليحرر حروفها الرقيقة وينتشلها من قيد صندوق..! ________________________
الفصل الثامن عشر!
____________
روحي استلمي الكوبون يا بلقيس!
أراد