الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس

انت في الصفحة 12 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

تقولي فيه عايز اخطبها.. بس انت عمر ماحسيت منك انك بتحبها أكتر من صديقة مفضلة وجارة الطفولة.. فكنت بسكت واقول لو ليهم. نصيب في بعض محدش هيمنعهم.. وسبحان الله حصل اللي حصل ولقيتها أول واحدة جمبي.. بتسأل يوميا وبتهتم بيك وزعلت عشانك.. عشان كده اختارتها ليك يا رائد.. حسيت ان هي دي اللي هتنفعك وتساعدك وتخرجك من ازمتك!
وملست على جانب وجه وكان عندي حق.. حبها قدر يخترق عزلتك ويشدك ليها.. ولسه ياحبيبي اما ربنا يرزقكم بولاد هترتبط بيها وتستقر أكتر.. ووقتها هتنسي انت كنت إيه قبلها.. ذكرياتك وتاريخك هيتكتب سطر سطر معاها.. عشان كده بوصيك يا ابني.. خد بالك منها أوعي تزعلها ولا تبعدها عنك.. ساعدها زي ما بتساعدك انكم تكونوا مبسوطين.. عيش حياتك من غير ما تفكر تاني في الماضي اللي اتنسى بخيره وشره.. ماتدورش عليه تاني مهما كنت فيه طيب ولا شرير خلاص مش هتفرق.. ابدأ من جديد وارسم حياتك زي ما بتتمنى.. دي فرصة من. ربنا أكيد وراها أسباب هو وحده يعلمها.. توعدني يا رائد تعمل بوصيتي دي
انقبض قلبه لحديثها.. وجثم على صدره شعور ثقيل انه سيفقدها.. فاحتضن كفها وتمتم بحب ربما يظهره للمرة الأولى منذ مرضه
أوعدك اعمل اي حاجة تطلبيها.. بس اوعديني انتي كمان تكوني جمبي دايما وتفضلي ماسكة ايدي!
أثلح صدرها لهفته وخوفه عليها.. وكأنه ما عاد إليها إلا الآن.. فضمته بشدة فوق صدرها بجوار القلب المتربع داخله وأردفت پبكاء أنا معاك يا ابني سواء عشت ولا مۏت روحي ودعواتي وقلبي هيكونوا محاوطينك يا نور عيني!
ضمھا أكثر..فضمته هي الأخرى دون حديث.. لترتوي منه قبل أن. تحين لحظة رحيلها التي تشم رائحته وتشعر بقربه.. لكنها تنهدت براحة واطمئنان لا تعرف لما غزى روحها بتلك القوة.. ابعدته عن حضنها وقالت أنا هروح أصلي وارتاح شوية.. وانت روح لمراتك.. انا عارفة. انها قاصدة تسبنا لوحدنا ومش هتيجي إلا أما حد فينا يروح يناديها.. ارتاحوا في أوضتكم وأنا كمان هنام.. محتاجة أنام دلوقت!
تمنى أن يظل متشبث بها كطفل ېخاف فراق والدته.. وانقباض قلبه يزداد.. لكنه طمأن نفسه انه مجرد شعور زائف.. والدته ستغفو قليلا.. ما الداعي للقلق! 
فقط ستغفو ويراها في المساء ويحتسي جوارها فنجان قهوته.. هذه المرة سيطلب منها إعداد قهوتهما يشتهي تذوقها بنكهتها..ويعلم أن هذا الأمر سيسعدها كثيرا..سيقترب منها أكثر لن يضيع الوقت بأفكاره السوداء بعد الآن.. سينعم بدف زوجته ووالدته ويكتفي بهما.. لن يسعى بتذكر الماضي والنبش به.. فلا يريده بعد الآن..!
وقبل أن يغادر تلقفته بضمة أخيرة وتشممته بشراهة وكأنها تعبيء رئتيها بعبقه.. ثم ودعته بابتسامة بشوشة..ود أن يجلس معها والخۏف لفراقها يملاءه.. ولأنها على موعد لا تستطع مخالفته.. طالبته بالرحيل لزوجته.. لتستعد هي للقاء أخر..! 
.................. ..
سجدة تليها سجدة.. والعين تدمع.. والقلب يدعو.. والشفاة ترتجف بدعوات ملحة لخالقها.. أن يكون بعون أبنائها وخاصتا رائد.. دعت كثيرا أن ينير قلبه ويهديه لطريق السعادة وراحة البال وأن يغفر له ذنوب خفيت عنها ولا يتذكرها هو.. دعت له أن يشمله برحمته ويرعاه ويخفف عنه رحيلها الذي أوشك.. ربما بقيت دقائق أو ساعات..لا تدري..لكنها ستظل فوق سجادة صلاتها تصلي وتسجد وتدعوا..لعل الله يحقق لها أخر أمانيها الخفية.. أن ټموت وهي ساجدة!
وقد نالت ما تمنت.. رحلت والدة رائد وجبهتها تتوسد سجادتها.. المبتلة بدموعها.. گ أخر قطرات لها فوق تلك الأرض! وبين. حنبات هذا العالم.. لتذهب لعالم أخر.. وتحيا حياة أخرى!
_____________________
طافر إيه الأخبار ياعامر.. في اي حاجة ناقصة
_ لا كله تمام ماتقلقش والزباين ابتدوا يجوا.. والشيفات شغالين والدنيا زي الفل!
_ الحمد لله!
لاحظ عامر توتره ومراقبته لموضع دلوف الرواد فتسائل بس انت مالك في حاجة
_ لا خالص كله تمام
_ امال كأنك مستني حاجة أو حد.. شايفك متوتر
هو بالفعل كذلك ينتظر الفتاة ولا يعرف لما يترقب وصولها.. ولما تزور مخيلته كثيرا..وهو يربط بينها وبين أشياء بعيدة.. لكنه تظاهر بالهدوء مجيبا رفيقه
_ بيتهيألك.. توتري عشان عايز اليوم يمشي زي ما احنا راسمينه
عامر لا من الناحية دي اطمن خالص.. بأمر الله هيكون يوم جميل!

وقعت عين ظافر عليها وهي تتوسطهم والديها گعادتها متعلقة اناملها بهما..تمرر عيناها على الوجوه مثلما فعلت بالمرة الماضية.. ترى عن ماذا تبحث لمح يزيد يتبعهم فغمغم عامر
_ عاصم بيه واسرته وصلوا يا ظافر! 
أومأ لصديقه بشرود طفيف شوفتهم! 
عامر تمام أنا هروح أرحب بيهم..! 
....................
اصبحت تعرف الطريق الذي يوصل إليه..رغم أن والديها لم يتحدثا گعاداتهما عن وجهتهم.. لكن ما ان اقتربت من نفس معالم طريق أدركته المرة الفائتة.. حتى انتعش داخلها الأمل انها ستراه..حتما هو هنا.. تشعر بوجوده بطريقة ما..!
..............
أما يزيد فيحلل كل نظراتها منذ دلفت إلى هنا.. تبحث عن احدهم بين الوجوه التي لم تعد تهابها كثيرا.. وهنا بالأخص! ماذا سيحدث لها حين تأتي هذا المكان تحديدا وگ أنها تنسلخ من رداء خۏفها وحذرها فوق أرض
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 21 صفحات