رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الرابع
على فكره.. ابتسامتك واندماجك مع الأغنية دي.. محسسني أنك رجعت مراهق بتسمع صوت حبيبتك في التليفون!
اتسعت ابتسامته بحب الأغنية دي أوي يا عبير..رغم حزنها بس بشم فيها ريحة مصر .. اما سافرت سمعتها وانا حزين.. لكن دلوقت بسمعها وانا فرحان زي العيل الصغير.. بسترجع كل ذكراياتي مع والدي ووالدتي واخواتي لعبنا وهزارنا وحتى خناقنا على حاجات تافهة.. بفتكر كل حاجة كأني ماغبتش يوم واحد عن بلدي.. الحمد لله إني راجع بعد ما حققت كتير من اللي اتمنيته..راجع اقول لأخواتي اخوكم الصغير درس واتفوق واشتغل واتجوز وعمل عيلة حلوة.. وراجع بيها ليكم!
ثم تغيرت نبرتها وهتفت بتمني عقبال مايرجع اخويا من غربته هو كمان عشان تكمل راحتي! أنت عارف ماليش غيره..بعد والدي ووالدتي الله يرحمهم!
ابتسمت متداركة قولها قصدي من أهلي يعني!
شدد على كفها أهلي هما أهلك ياعبير.. بكرة تندمجي مع درة وكريمة هتحبيهم جدا..واخواتي اخواتك!
حلو حديث الذكرايات واللمة ده يادكتور
الټفت محمد ناظرا خلفه حيث تجلس زمزم حاملة صغيرها مهند ذو العام وأشهر قليلة وبجوارها محمود الذي يضع سماعات الأذن هو الأخر غارقا بعالمه فتبسم لها لسه الأحاديث الحلوة هتسمعيها من عمك عاصم وأدهم..!
ناولته أياه برفق متمتمة هو نايم خد بالك.. لو صحي السارينة هتتفتح خلينا نوصل من غير فضايح يا بابا.. ضحك هو وعبير التي أردفت وهي تطالع الصغير بحنان مټخافيش مجرد ما باباكي هيسكت.. ماهو حضرته واخد الجو مننا..!
داعب محمد فم الصغير برفق شديد وتمعن ملامحه بحنان روح جدو.. أكيد هيحب عمامه وولادهم كمان.. هنشوف مين فيهم هينافسني!
هتف لأبيه أنا خلاص جاهز يا بابا.. يلا بينا..!
............ ..
أمام بوابة المطار وافقا عابد وأبيه يمعنون النظر بالوجوه مترقبين زحام القادمين وأياديهم تسوق عربات حقائبهم يبحثون مثلهم عن زويهم مما يقفون خلف السياج بشوق وحنين مماثل! وأخيرا ظهر غائبهم محمد المحتضن لحفيده مهند يجاوره زوجته عبير وبالجهة الأخرى ابنته الكبرى زمزم ومحمود الأصغر!
وافقه عابد بإيماءة شوفتهم يا بابا.. عمي محمد لسه وسيم ورياضي زي ماهو وكأنه ماكبرش..!
_ محمد طول عمره بياخد باله من نفسه وماتنساش العيشة هناك مختلفة.. المهم انه بخير أنا مش مصدق اني شايفه ياعابد!
هتفت الأخيرة بابتسامة رقيقة شوفتهم يا بابا.. عمو أدهم زي ما في الصورة وأحلى..!
شاركتهم عبير وعابد ما شاء الله كبر وبقى طول بعرض ربنا يبارك فيه! ثم الټفت لمحمود شوفت عمك وابن عمك.. اتبسط اديك هتهيص وسطيهم!
أومأ برأسه ده ان هنطلق أنا وعابد.. هزور مصر كلها واعمل فيها سايح أوكراني.
نكزته زمزم بجانب رأسه سايح في عينك إياك توريهم جنانك من أولها خلينا كيوت وحلوين لحد ما يستوعبوا ان ابن اخوهم دماغه لاسعة!
_ لاسعة! ماشي ياعاقلة!
...............
مجرد أن تقلصت المسافات بينهم ألتحم جسد الأخوين بعناق حار وكلاهما يستنشق عبق الأخر متبادلين عبارت شوق وترحيب دافيء!
_ يااااه يامحمد.. أخير شوفتك كل دي غيبة عننا
_ ڠصب عني والله.. الأيام خدتني هناك ومقدرتش انزل غير دلوقت.. بس خلاص أديني جيت وبأذن الله مافيش فراق تاني! طمني عليك يا أدهم وفين عاصم اخويا انتوا وحشتوني أوي!
_ كلنا بخير مادام شوفناك وعاصم مستنيك في البيت مقدرش يجي..!
عابد بعد أن تبادل السلام والترحيب بزوجة العم ومحمود وزمزم إيه يا بابا مش هتخليني اسلم على عمي ولا أيه
تلقفته ذراع محمد وعانفه بحنان يا حبيب عمك!
وحشتني أوي.. كبرت يا واد وبقيت عضلات أهو!
ضحك عابد طالع لعمي.. الله أكبر انت صغرت يا راجل.
قهقة محمد