رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الرابع
اشوف اخوك!
_ تسلمي يا أمي.. خلاص روحي وسلمي عليه وانا هكلمه بعد شوية
__________________________
وجدته جالس بهدوء حزين متأملا محيطه بشرود فاقتربت ووضعت كاسة العصير فوق الطاولة القريبة وهتفت
_ عملتلك العصير الفريش يا رائد.. اتفضل!
تمتم شكرا.. تعبني نفسك!
مازحته إيه الرسمية اللي بتكلمني بيها دي.. أنا رودي جارتك وصديقة طفولتك مش غريبة عنك.. وواصلت بحماس أيه رأيك نخرج نتمشى شوية الجو حلو جدا
_ليه بس.. الجو فعلا يشجع.. تعالى بس ومش هنتأخر
ماهو مش معقول تفضل حابس نفسك بين اربع جدران كده.. بلاش تعقد الدنيا يا رائد.. انت وسط أهلك ومسيرك هتفتكر وكلنا جمبك وبنساعدك.. ليه مستسلم كده لحزنك ومعيش نفسك في كآبة
تلون وجهه ببوادر عاصفة وشيكة
أما تبقي مكاني وتاريخ حياتك اللي فات كله اتمسح من دماغك ومش فاكرة حتى اللي بيقولوا انهم أهلك ولا فاكرة اصحاب ولا مواقف.. ولا شكل علاقتك بالناس كانت ازاي.. وإيه وصلك لحاډث يفقدك الذاكرة.. ابقي تعالي ساعتها كلميني عن البساطة!
ومش عايز عصير..!
تركها مغادرا محيطها بزوبعة فظلت تتابعه بعيناها التي اغتامت بسحابة دموع..سقط أخيرا حزنا على حال رفيق طفولتها.. الذي عادت تراه بعد أن كان بعيد بملكوته العابث.. كانت تدري علاقاته ملتزمة الصمت تراقبه بحسرة.. ومشاعرها تنمو تجاهه بصمت دون علم أحد.. والآن أتتها الفرصة لتكون جواره مرة أخرى