رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
إبراهيم الواد عبد الرحمن فسخ خطوبته ليه
نظر لها إبراهيم في دهشة وقال لحقتى تعرفى يا فاطمة
قالت بثقة طبعا ما أنت عارف عفاف مبتخبيش عليا حاجة
أبتسم في سخرية قائلا ولما هي مبتخبيش عنك حاجة جاية تسألينى ليه
قالت في عتاب كده برضة يا أبو وليد بتتريق عليا. وأنا اللى قلت أنك انت اللى هتقولى المفيد.
زفر في ضيق وقال عاوزه أيه يا فاطمة هاتى من الآخر
نظر لها بضيق قائلا معرفش يا فاطمة كل اللى حسين قاله أنهم مش متفقين. وعبد الرحمن كمان قال نفس الكلام
عاد ليكمل قراءته مرة أخرى وهو يقول في نفسه ده أنت لو آخر واحدة في الدنيا مش ممكن أقولك أبدا همت أن تنهض واقفة ولكنها جلست مرة أخرى ووضعت يدها على الجريدة لتمنعه
بقولك أيه يا ابو وليد المثل بيقول أخطب لبنتك ومتخطبش لأبنك وأنت وأخوك روحكوا في بعض وأكيد مش هيرفضلك طلب
ألتفت إليها بدهشة قائلا قصدك إيه يا فاطمه شكلك اتجننتى على المسا
قالت معترضة ليه بس ياخويا هما لو لفوا البلد كلها هيلاقوا أحلى من بنتى وفاء.
أشار لها محذرا وقال بانفعال شوفى يا فاطمة يلفوا ميلفوش هما حرين لو عاوزين بنتك هما اللى يطلبوها مش أنا اللى أروح أعرضها عليهم وأياكى تفتحى الموضوع ده تانى ولا تلمحى ليه حتى فاهمانى.
أستدارت له إيمان وقالت بجدية هما بجد عاوزنا نرجع يا إيهاب ولا بيجاملونا بس
أشار لها بالنفى وقال لا يا إيمان والله كلهم بيتصلوا بجد كل شوية يسألوا ده حتى عبد الرحمن لسه مكلمنى قبل ما آجى وقالى آجى أخدكوا دلوقتى وكان مصمم أوى قلتله استنى لما اشوف البنات خلصوا اللى وراهم ولا لاء.
ها يا إيمان مردتيش يعنى
أبتسمت وقالت خلاص ماشى نرجع بكره بعد ما إيهاب يرجع من شغله
دخلت مريم غرفتها لترد على هاتفها المحمول أغلقت باب الغرفة خلفها وهي تتحدث إلى والدتها كانت مريم تجيبها بفتور وعدم حماس كعادتها شعرت والدتها أنها ليست على طبيعتها فسألتها مباشرة .
مريم لا يا ماما مفيش حاجة والله بس مرهقة شوية
طب مش هتقوليلى سبتى الشغل ليه
يا ماما المحاضرات. مينفعش أغيب أكتر من كده ده أحنا خلاص على أبواب أمتحانات
قالت احلام بعصبية يابنتى أمتحانات أيه وزفت أيه اللى أنت بتعمليه أهم من مليون شهادة وكلية. ويا ستى لما تبقى تتجوزيه أبقى أرجعى كملى دراستك تانى.
أجابتها مريم بضيق شديد يا ماما من فضلك كفاية بقى الموضوع ده بقى يتعبلى أعصابى. مين ده اللى يتجوزنى ده حتى مش طايق يشوف وشى
قالت أحلام معاتبة ماهو علشان أنت مبتنفذيش اللى بقولك عليه بتتصرفى من دماغك...
هتفت بصوت يشبه البكاء مش عاوزه أنفذ حاجة أرجوكى يا ماما كفاية
صاحت أحلام بشدة أنتى أتجننتى يا بت ولا أيه مش عاوزه ترجعى حقك وحق أخواتك.
أنهارت مريم في البكاء وهي تهتف بوالدتها مش عاوزه حاجة. نفسيتى تعبانة يا ماما أرجوكى كفاية
قطعت الاتصال وجلست على فراشها وهي تبكى بشدة دخلت إيمان الغرفة فوجدتها في هذه الحالة من البكاء المتواصل هرولت إليها في جزع قائلة
مالك يا مريم فيكى أيه. كنتى بتكلمى مين.
أرتمت مريم في حضڼ أختها في أنهيار شديد وظلت تبكى وهي تقص عليها مادار بينها وبين أمها وماذا كانت تريد منها فعله أتسعت عيني إيمان في ذهول وهي تقول
معقوله يا مريم. معقوله ماما تطلب منك كده.
وتابعت في صدمة معقوله معقوله أم ترمى بنتها في الڼار بأديها بقى بدل ما تقولك خدى بالك من نفسك واتعاملى مع الرجالة بحدود تقوم تقولك علقيه بيكى وخاليه يتجوزك. طب ازاى. ازاى.
حاولت مريم أن تخفف من بكائها وهي تقول هي فاكرة أن مفيش غير الطريقة دى علشان نرجع بيها حقنا من عمامنا
هتفت إيمان حق أيه. ده أحنا لسه مش متأكدين من كلام ماما مش متأكدين لينا حق ولا لا
وحتى لو لينا حق مش دى الطريقة اللى نرجعه بيها. ده ميرضيش ربنا يا مريم.
وضعت إيمان رأسها بين كفيها وقد أغمضت عينيها وهي تشعر بدوار شديد من أثر الصدمة مش قادرة أصدق اللى بسمعه أنت يا مريم تعملى كده وتخبى عليه كل ده
قالت مريم برجاء وهي تمسك بكفى أختها لا يا إيمان أنا معملتش حاجة. أنا أه صحيح حاولت في الأول بس بعد كده لما اتعاملت مع عمى حسين وولاده ومراته بصراحة حبيتهم ونسيت اللى ماما طلبته مني كله وبقيت اتعامل عادى والدليل على كده انى سبت الشغل مع يوسف.
أردفت إيمان بخفوت أنا كمان يا مريم حبيت عمامى أوى ومش عارفة الحقيقة فين دماغى ھتنفجر
يعنى أيه هنفضل كده مش عارفين حاجة والحقيقة ضايعة ما بينهم
لا يا مريم الحقيقة هتبان ومفيش غير طريق واحد بس
ايه هو
قالت ايمان في تصميم مفيش غير المواجهة لما نرجع لازم أقعد مع عمى حسين وأواجهه وأعرف الحقيقة بالظبط مفيش حل غير كده.
فى اليوم التالى عاد إيهاب
من عمله مساءا دخل الشقة فوجد إيمان تتابع برامج أحدى القنوات الأسلامية ومريم تلعب على الحاسوب بلا مبالاة فهتف فيهما
يا صلاة العيد. واحدة بتتفرج على التلفزيون والتانية بتلعب على الكمبيوتر ومفيش حاجة أتلمت. أنتوا مش ناويين تمشوا ولا ايه
قالت إيمان دون أن تلتفت أحضرلك الأكل
بينما قالت مريم ببرود خلاص بقى خاليها بكره.
عقد إيهاب ذراعيه أمام صدره وهو ينظر إليهما بتعجب مالكم في أيه مش متحمسين ولا مكسلين ولا أيه بالظبط
قالت إيمان وهي تقلب في القنوات خلاص يا ايهاب خاليها يوم الجمعة
هتف إيهاب منفعلا واللى جايين في السكة دول أقولهم أيه روحوا وتعالوا يوم الجمعة
أستدارت إيمان بانتباه في حين قالت مريم مين اللى جايين.
رد ايهاب قائلا بحماس عبد الرحمن ويوسف فلقونى اتصالات من الصبح ومسبونيش إلا لما وافقت يجوا ياخدونا بعربياتهم دلوقتى. ده على أساس أن حضارتكم جهزتوا الشنط
ووقف أمام التلفاز وقال لإيمان وهو يغلقه يالا بقى قوموا ألبسوا واجهزوا على ما ادخل آخد دش أحسن مرهق أوى. زمانهم على وصول.
أطفأت مريم الحاسوب ونهضت وهي تنظر إلى إيمان تبادلت معها إيمان نظرات القلق والحيرة نعم مشاعرهما متضاربة ففى القادم مواجهة للماضى بكل آلامه وأحزانه وتاريخه الذي لا يعلمون عنه إلا كلمات أمهم