الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 18 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز


منه ها هو قد وفي بوعده ولم يتركها تنعم بما فعلته به في المرة الأخيرة ورد لها فعلها أضعاف مضاعفة بكت أكثر وهي تقول في ضيق 
systemcode ad autoadsوالله لوريك يا يوسف. والله لوريك
قالت كلمتها الأخيرة واجهشت في البكاء كالأطفال.
عادت إيمان من عملها وقت الظهيرة وعبرت الحديقة بخطوات واسعة وقبل أن تصل للداخل لفت نظرها وجود عبد الرحمن في ركن بعيد نسبيا يقف أمام حوض معين من أحواض الزهور كان يحبه ويرويه دائما بنفسه تعجبت إيمان فهى لم تعتاد على وجود عبد الرحمن في البيت في مثل هذا الوقت فمن المفترض أن يكون في العمل وقفت متأملة للحوض الذي يتأمله كان أجمل حوض للزهور في الحديقة كلها وكان يحوى زهرة بيضاء ملفتة للأنتباه ومميزة جدا عن بقية الزهور كان عبد الرحمن يقف أمام تلك الزهرة الرائعة نعم هذه الزهرة كانت هند معجبة بها وهمت أن تقطفها ولكنه طلب منها أن تتركها على أن يسميها باسمها وبالفعل كان يسمى تلك الزهرة هند.

أرمى الوردة دى على الأرض. حالا
قالت له بتعجب ليه حرام عليك. عاوز تدوسها ليه
هتف عبد الرحمن في عصبية بقولك أرميها.
فتحت حقيبتها في سرعة ووضعتها بداخلها وقالت له بتحدى مش هرميها. لو أنت مش عاوزها أنا عاوزاها
تطايرت شرارات الڠضب من عينيه وصړخ في وجهها وأنت مالك أنت. بتدخلى في اللى ملكيش فيه ليه. عاوزها ولا مش عاوزها يخصك أيه أنت. لما أقولك أرميها تسمعى الكلام وأنت ساكتة فاهمه ولا لاء. أياكى تدخلى في حاجة تخصنى تانى ولا حتى تقفى في مكان أنا فيه.
كانت نظراته حادة جدا والڠضب يطل من عينيه فعلمت أنه ليس في حالته الطبيعية وتراجعت
للخلف خوفا من أى تطاول من الممكن أن يحدث ثم استدارت وخطت خطوات سريعة أقرب إلى الجرى للداخل لم تنتظر المصعد ولم تفكر به وصعدت الدرج في سرعة ومنه إلى شقتها و دخلت غرفتها وألقت نفسها على الفراش وظلت تبكى وقلبها يخفق بشدة.
كانت أول مرة في حياتها تستشعر الخۏف من أحد وتتراجع أمامه خوفا من بطشه. شعرت بمهانة كبيرة وبأنها شخص غير مرغوب فيه وأنها في بيت غريب عنها من السهل أن تطرد منه في أى وقت نهضت وكفكفت دموعها وجمعت ملابسها في حقيبة صغيرة هبطت إلى الأسفل وخرجت للخارج في سرعة دون أن يلاحظها أحد وعادت من حيث أتت.
ظلت أم عبد الرحمن تطرق الباب ولكن لم يستجيب لها أحد قلقت بشدة وعادت إلى شقتها ووقفت تفكر في حيرة ألتقطت الهاتف وحاولت الأتصال بإيمان عدة مرات ولكنها لم تلقى أى أجابة زاد قلقها وتحدثت إلى زوجها هاتفيا وأخبرته بقلقها على إيمان وأنها لا تستجيب لطرقاتها فطلب منها أن تدخل لعبد الرحمن ليحاول فتح باب الشقة لعلها حدث لها شىء في الداخل وهي بمفردها.
ذهبت إليه مسرعة وطلبت منه ذلك حاول عبد الرحمن أن يتملص من أمه فهو لا يريد ان يحتك بها بعد ما فعله معها ولكن أمه أصرت فصعد معها وطرق الباب عدة مرات دون فائدة ثم اضطروا في النهاية إلى فتح الباب عنوة وقف في الخارج ودخلت هي تبحث عن إيمان فلم تجدها دخلت غرفة نومها فوجدت خزانة ملابسها خاوية فخرجت في سرعة وهي تهتف به 
إيمان خدت هدومها ومشيت يا عبد الرحمن. ياترى أيه اللى حصل خلاها تعمل كده.
طأطأ رأسه أرضا بأسف وقال بخفوت أنا السبب
قص عليها ما حدث بينهما في الحديقة فنظرت له مؤنبة وقالت ليه كده يا عبد الرحمن. ملقتش غير إيمان وتعمل معاها كده. دى أمانة عندنا يابنى حرام عليك
قال بارتباك وإحساس بالذنب أهو اللى حصل بقى. أعصابى فلتت مني ڠصب عنى مكنش قصدى.
هاتفت زوجها مرة أخرى وأخبرته بما حدث فثار في ڠضب وتوقع أن تكون عادت إلى شقتهم في السيدة زينب خرج من مكتبه دون أن يخبر أحدا وتوجه إليها.
فتحت الباب فوجدته أمامها. أخذها بين ذراعيه فبكت. ربت على ظهرها في حنان وجلس بجوارها وقال 
حقك عليا يابنتى متزعليش
قالت وهي تبكى لا يا عمى أنت مغلطش فيا بالعكس أنت كان نفسك تلمنا حواليك لكن أظاهر أن أحنا مش مرغوب فينا.
قال مشفقا لا يا إيمان متقوليش كده. ده انتوا عندى أحسن من عيالى. ده البيت ده ليكوا قبل ما يبقى لولادى يا بنتى
قالت بصوت باكى معلش يا عمى أنا مش هقدر أرجع هناك تانى. أنا أقعد في جحر بس بكرامتى
عقد حاجبيه وزاد سخطه على ولده وقال بانفعال وكرامتك متصانة يابنتى وأنا هجبهولك لحد عندك يعتذرلك واعملى فيه اللى أنت عاوزاه.
حركت رأسها نفيا وقالت مش عاوزه حد يعتذرلى. معلش يا عمى سبنى هنا كام يوم أريح أعصابى وبعدين نبقى نتكلم
حاول ترضيتها قائلا حتى لو أنا أتأسفتلك يابنتى بالنيابة عنه.
قالت إيمان بحرج بالغ لا يا عمى أرجوك متعملش كده وبعد أذنك متقولش حاجة لإيهاب. حضرتك عارف أنه حمقى وممكن يكبر الموضوع. أنا هقوله أن المشوار من المدرسة للبيت عند حضرتك متعب شوية خصوصا أننا عندنا أمتحانات شهر وبنروح بدرى وبنمشى متأخر وهقوله أنى هقعد هنا لحد ما الامتحانات دى تخلص
أسند رأسه إلى راحة يده وهو يقول بضيق يعنى كمان عاوزه تقعدى لوحدك هنا.
أمسكت بيده وقالت برجاء معلش يا عمى سبنى على راحتى. وبعدين شغل إيهاب ومريم مش هيسمحلهم يخبطوا المشوار ده كل يوم لكن أنا سهله. المدرسة قريبه من هنا
حاول معها كثيرا ولكنها لم تتراجع فاضطر أن يسمح لها بالبقاء يومين لا أكثر
فى المساء ذهب إليها إيهاب ومريم كان إيهاب غير مقتنع بما تقول فنظر لها بتمعن قائلا 
يا إيمان أنا مش مقتنع باللى بتقوليه ده أمتحانات شهر أيه اللى تقعدك هنا لوحدك.
حاولت أن تخفى تعابير وجهها وهي تقول معلش يا إيهاب سبنى براحتى. أنا كده هبقى مرتاحة أكتر. ولما الامتحانات تخلص هرجع تانى ان شاء الله
جلس بجوارها قائلا وفجأه كده من غير ما تقوليلى
أبتسمت أبتسامة زائفة وقالت منا قلت أهرب بقى قبل ما تمنعنى
نظر لها بعمق محاولا سبر أغوارها والله! وفكرانى هصدقك. ده أنت توأمى يا إيمان يعنى أحس بيكى من قبل ما تتكلمى.
لمعت عيناها فقاطعتهما مريم قائلة لو مصممة يبقى هنقعد معاكى ماهو مش معقول نسيبك هنا لوحدك
أبتسمت لها ايمان وقالت ياسلام بقى الست البرنسيسة هترجع تقعد هنا تانى
بادلتها مريم الأبتسامة
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 79 صفحات