الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية چريمة من الماضي بقلم ډفنا عمر الفصل الثالث عشر والرابع عشر

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

حاسة إني مش عارفة اتنفس.. أنا عارفة إن غلطتي كبيرة أوي وإنك مصډوم فيا.. بس عشمانة تسامحني مع الوقت.. انا مش هحاول اضايقك لحد ماتهدى وتبقي قادر تسمعني وتغفر جرمي الكبير في حقك.. بس على الأقل اتصل بكريم طمنه عليك.. أرجوك ماتقساش عليه لأنه مالوش ذنب وبيحبك.. خد بالك على نفسك ياحبيبي! 
أهتز هاتفه بالجوار فتفقده وفوجيء برسالة حسناء عبر الواتس آب..تبثه شوقها وندمها.. التهم حروفها بشوق خائڼ ثم ترك هاتفه بعيدا..وراح يسترجع ذكرياته معها وكم أحبها ولا يزال.. ولكن الڠضب والصدمة والحزن يكبلانه! ولا يعرف كيف الخلاص من تلك القيود! أما كريم فاشتاقه بشدة وقاوم مرارا التواصل معه.. ولكن يبدو انه لن يقاوم تلك المرة سيطمئن على الصغير مهما كانت المسافات التي اصبحت بينهما..! 
..
كريم بسعادة طاغية ماما.. يا ماما..!
أتت إليه سريعا في ايه ياكريم!
_ عمو غسان اتصل بيا دلوقت وكلمني.. مبسوط اوي يا ماما قالي هيكلمني دايما كل اما يفضي لأنه عنده شغل كتير!
حسناء بلهفة سألك عني ياكريم
_ لأ يا ماما.. بس انا قلتله هنادي ماما تكلمك لقيت الصوت أختفى. اكيد هيتصل تاني يكلمك!
هزت رأسها بخيبة أمل أه.. أكيد يا حبيبي! 
ثم نفضت ضيقها وقالت له بحنان المهم دلوقت انك مبسوط انه كلمك.. عشان تعرف ان عمو غسان مش بعيد زي بابا شاهين.. واوعدك يا كريم مافيش حاجة هتفرقنا تاني لما ربنا يريد وعمو يرجع..مش هسمح لحاجة تسرق سعادتنا ابدا..!
واحتضنته وقلبها يرقص فرحا رغم كل شيء.. غسان لم يتجاهل طلبها منه بالتواصل مع كريم.. لم يكرهها لهذا الحد.. مازال هناك أمل في عودتهما مرة أخرى.. عليها فقط الصبر كما نصحها العم حسن إلي أن يهدأ غسان! 
______________________________
تلك من شاركتها زوجها اعوام في الخفاء.. من حققت له ما عجزت هي عنه بإرادة الله وليس بذنبها..! وطفله! الآن أدركت لما كانت تتذكر شاهين حين تراه وتتعجب لما كان يخطر في بالها حين ترى كريم! كيف لم تشك وهو يحمل نفس عيناه واستقامة أنفه
وربما اخذ طباعه حين يكبر.. يا حسرتاه!! هل سيكون بنفس السوء! معقول ذاك الصغير الذي أحبته حقا..! ليتها ما اقتربت منه لهذا الحد.. ليتها ما تعرفت عليهم.. ليتها ما وافقت على المكوث بمنزل مروان.. حينها لم تكن لتصادفهم..! لما حدث هذا التقارب! ماهو المغزى!
عقلها مشتت.. ضيقها يزداد ويبدو انها على وشك نوبة اكتئاب أخرى.. بعد أن ظنت أنها لن تصاب به ثانيا..هاهي تعود كمان كانت وحيدة! فلن تذهب لمنزل مروان بوجود حسناء مرة أخرى! كفى فلتبقى بعيدة كما كانت!
__________________
كريم هي طنط ليلى بطلت تيجي ليه يا ماما.. وحشتني اوي وكمان مش بتتصل بيا! بقالها أسبوع غايبة!
حسناء بحزن معلش ياكريم هتلاقيها مشغولة في بيتها ياحبيبي! 
كريم خلاص نروحلها احنا ونعملها مفاجأة يا ماما..!
نظرت له بذهول! كيف لم يأتي بذهنها هذا الحل.. ومن غير كريم يستطع إذابة هذا الجليد الذي کسى سطح علاقتهما! هي واثقة من حب ليلى لكريم ولن. تصمد أمامه.. فلتستغل هذا الأمر جيدا.. والآن وفورا..ستذهب إليها..!
الټفت له هاتفة بحماس يلا ياكيموا اجهز. هنروح لطنط ليلى دلوقت!
هتف بتعجب معقولة يا ماما ده احنا بالليل اوي طب لو خرجنا هنرجع امتى
اجابته وهو تخرج ملابسها هنبات مع طنط ياكيمو!
هلل مصفقا بجد يا ماما.. طب انا هلبس بسرعة! 
ناداته استني ياكيمو هتاخد حمامك الأول وبعدين نستعد سوا..! 
________________________
فراغ شديد يؤرقها.. عادت حياتها فارغة كما كانت.. نفس الروتين اليومي نفس الملل..تذكرت مروان الذي هاتفها كثيرا هو وملك وتحججت لهما انها لديها بعض الأمور تود إنهائها وفيما بعد ستأتي.. معتمدة على عودة حسناء لزوجها قريبا.. فتعود هي للذهاب إليهم..
وبينما تتقلب بأرق على فراشها سمعت رنين الباب فنهضت متعجبة الوقت متأخر ولم يزورها أحد بهذا الوقت.. لا يزورها أحدا بالأساس!
نظرت من العين السحرية التي تتوسط باب منزلها فوجدت كريم يطل عليها فرحت ثم انتابتها الدهشة! كيف اتي ولماذا.. صدح رنين الباب مرة اخرى فاستعدت وفتحت الباب بهدوء ولكن ما أن طالعها كريم حتى قفز يعانقها فلم تتمالك أمام حرارة عناقه تلك إلا أن تبادله أياها بقوة هاتفة وحشتني ياكيمو!
وظلت هكذا وحسناء تقف بعيدا وداخلها منتشي انتصارا فالبداية تبشر بالخير..

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات