رواية چريمة من الماضي بقلم ډفنا عمر الفصل الحادي عشر والثاني عشر
مازالت تفكر بعرض زواجه ولم تقرر بعد..وعندما ذهب لها امس بمكان عملها بحجة قربه من موقع وجودها وعرض عليها إيصالها لجلب حاتم من مدرسته ومن ثمة إلى البيت.. فرفضت بحزم وتركته وأوقفت تاكسي ومضت سريعا..!
يضحك بخفوت متعحبا من حالته! هو فارس حلم فتيات كثيرات دون مبالغة شيماء وسارة.. وجيداء وهند ويارا واخرهم ميار..! جميعهن يتمنون منه نظرة.. أما تلك القاسېة جعلته بموقف المنتظر لجودها
..
وبينما هو يتقلب بين رغبته بالمحادثة أو إلغاء الفكرة! تسجد هي برأسها في خنوع وخشوع لله الواحد الأحد.. تستخيره وتسأله في أمر فارس! ومن غيره تلجأ إليه بأمرها هو وليها وسندها الأوحد..!
وقدر لي الخير الذي تعلمه يا علام الغيوب.. واجهله أنا ..! وغاصت بعد دقائق قليلة بغفوتها الهادئة وصدرها منشرح ولسانها يتمتم الأذكار حتى غاب وعيها وسقطت أسيرة لسلطان النوم!
..
مكان عجيب .. وكأني بصحراء معتمة في شتاء قارص..! صوت الرياح يكاد يؤذي أذني وتصفع وجهي هبات الهواء الباردة القوية.. جسدي يرتجف بردا..أسناني تصطك ببعضها.. كما تأن بطني جوعا غريب على معدتي..حالتي يرثى لها.. و محيطي خالي من أشخاص تساعدني.. هل من مجير لم يجيبني سوى صدى صوتي.. والخۏف يتملك فرائصي! أغمضت عيني بقوة وذراعي تحتضن جسدي علني ابث فيه بعض الدفء الوهمي.. ولكن لحظة!
وظل ما اشرف على جسدي الضئيل استشعر حرارته! ورائحة اعرفها تقترب من أنفي.. وشيئا ما بدا ېلمس شفتاي المطبقة! فتحت عيني عنوة لأتبين حقيقة ما أشعر.. فوجدت صحن فخاري صغير يحوي بعص اللبن.. وكفان كبيرتان قويتان تحوط الصحن وتقربه لشفتاي.. كما ادركت على كتفي ذاك المعطف الثقيل الطويل الذي احاط جسدي وبثه الدفء!
هو نفسه ..فارس!
الذي ما أن أبصرته.. حتى تبدلت الصحراء من حولي لخضار مزدهر غطى جميع الأرض تحت اقدامي.. وكأني صرت بجنة تخصني وحدي معه!
فارسي الذي حول بحضوره الصحراء لحديقة خصراء.. وبدل رجفة الخۏف.. للذة أمان سرت بعروقي.. والظلام الذي اندثر وحل مكانه الضياء..!
قامت بغتة من نومتها تنادي عليه دون أدراك أنها كانت تحيا حلما..أو ربما هي رؤيا من خالقها.. لتساعدها على اتخاذ قرار.. قرار يبدو أنها صارت تدركه أخيرا ..وشعور بالراحة والسعادة لم تختبره يوما كما اليوم..!
__________________
بعد عودة مروان من الإسكندرية!
يتمطع بنعاس هاتفا ملك قومي يلا حبيبتي فوقي يامن بيعيط شكله عايز يرضع! كرر ندائه فلم تستجيب نكز وجنتها بأصابعه فبوغت بحرارتها العالية بمجرد لمسها فهتف بجزع ملك.. ملك حبيبتي فوقي أنتي حرارتك مرتفعة جدا!
غمغمت ببعض الكلمات الغير مفهومة وكأنها تهذي وتعاني حمى! فهاتف الطبيب على الفور ثم احضر ماء مثلج وقطعة قطنية وظل يضعها بالتوالي حتى تهدأ حرارة جسدها.. ولام نفسه لعدم اكتراثه لشحوبها أمس عندما عاد من سفره الذي امتد يوما.. ولم يسألها عن صحتها ظنا انه أرهاق طبيعي لسهرها جوار يامن الذي لا يسكن بكاءه إلا معها..!.. وبعد وقت