رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
معرفش ايه حكاية ضهرك دي يا قمر ما تروحي تكشفي و تتعالجي.
واصلت حديثها الواهن منا حجزت عند دكتور بكرة وامي رايحة معايا حتي كنت هقولك اني عايزة ألف جنيه معايا بكرة.
_ نعم ليه ألف جنيه يا قمر
_ يا حبيبي ده دكتور كبير وكشفه 500 جنيه والباقي يدوب للعلاج والمواصلات واذا فاض حاجة هعرفك.
أومأ لها بقلة حيلة قبل ان يتسائل طب أنا جعان اوي يا قمر مفيش غدا
رمقها بنظرة غير راضية عن كسلها المستحدث مؤخرا بصنع طعامه وسائر شئون منزلهما يحاول التحلي بالكثير من الصبر عليها لعله يجد نهاية لتلك المهزلة.
اخبرتها برقم جعل والدتها تصيح بفخر الله أكبر جدعة وبنت أمك صحيح أوعي يابت رفعت يشوف الفلوس دي معاكي.
_ لا طبعا ياما ده انا شايلاهم في مكان محدش يقدر يوصله.
_ طب ماتجيبي اشيلهم معايا.
صاحت بفظاظة يا سلام عشان المحروس ابنك الكبير ياخدهم منك من غير ما تعرفي ويسكر بيهم لا طبعا أنا فلوسي معايا متفارقنيش.
_ متزعليش مني ياما مش قصدي والله بس انتي عارفة انا بجمعهم بالعافية دلوقت.
أومأت متغاضية عن غلطها قائلة بعد تنهيدة
مش عارفة أعمل ايه مع اخوكي حاله مش عاجبني خالص.
_ اجوزه ازاي وهو مش شايل البت طليقته من دماغه الواد وهو مش في وعيه بيفضل يخرف ويقول كلام عبيط كأنه ندمان عليها وعايزها ترجعله.
_ معقول ياما لسه بيحبها مصېبة لو فعلا حاول يرجعها تاني.
هتفت بشراسة يرجع مين!
ده انا كنت أكسز الدنيا علي دماغه ودماغها.
_ أمال هتعملي ايه عشان حال أخويا يتعدل
شخصت عيناها هامسة معرفش بس أكيد مش هسكت إن مخليته يشوفها شيطانة ويكره حتي يسمع سيرتها وأسمها مبقاش أنا.
أخذ عطلة اليوم من عمله شاعرا بحاجته الماسة للاختلاء بنفسه والهدوء قليلا ليأخذ قراره معتمدا علي من يدير مطعمه بدلا منه.
سوف يجرب أن يكف عن انتظارها كل صباح.
وألا يضعف ويذهب ليراها مثل مراهقا يتلصص علي صغيرته لينال نظرة رضا سوف يمارس أشياء أخري اليوم ربما عليه الاهتمام أكثر بصغاره واللعب معهم ربما يأخذهم في نزهة قصيرة تبدد كآبته وتشتت تفكيره الدائم في أشرقت.
_ اتبسطوا يا حبايبي
رحمة الأكبر عمرا اتبسطنا خالص خالص.
ليتبعها الصغير مازن هتخرجنا تاني وتجبلنا حاجات حلوة
منحه ابتسامة حانية وهو يربت علي رأسه طبعا يا ميزو الاسبوع الجاي هاخد يوم أجازة برضو واخرجكم.
ما أن اغلق باب شقته حتى وجد من يطرقه فعاد ليتبين الطارق الذي كان جاره الحاج حافظ وجهه الشاحب اقلق رضا الذي تسائل سريعا خير يا عم حافظ مالك عندك مشكلة
كشف الرجل عن سبب قلقه الحاجة تعبانة شوية يا ابني العيا شادد عليها ومش قادرة تروح الصيدلية تاخد الحقنة اللي بتسكن الألم ماتعرفش حد يساعدنا ويجي البيت يديها الحقنة
نكس رضا رأسه برهة ولم يأتي علي باله سوى أشرقت وزميلتها بإمكان إحداهما مساعدة العمة في هذا الأمر لكن هل يضحي بعزوفه الذي مارسه طيلة اليوم و يذهب إليها يستدعيها بنفسه ألم يكن يجرب ألا يراها
ما له قدره يعانده هكذا ويجعلها جزءا من يومه
_ لو تعرف حد يا ابني روح هاته وأنا هفضل مع الحاجة لحد ما تيجي.
لم يجد مفرا من الذهاب واستعدائها هي أو رفيقتها هو أمر أنساني بطبيعة الحال سوف ينقضي سريعا وتذهب من تأتي منهما لحالها ليت رفيقتها هي من تأتي.
ليعانده قلبه بهمسه الخفي ويقر بأمنيته الحقيقية
بل ليت هي من تأتي معه
_ السلام عليكم.
ألقي سلامه ليجيبه الشاب الذي كان مشغولا أمام جهاز الكمبيوتر لدرج الأدوية التي تم بيعها اليوم.
_ وعليكم السلام تحت أمرك.
رضا وعيناه تبحث عنها بنظرة سريعة في المكان دون أن يجدها انا جارتي ست كبيرة وتعبانة جدا ومش قادرة تيجي تاخد الحقنة اللي بتريحها ممكن حضرتك تخلي حد يساعدها من البنات هنا ويجي معايا يديها الحقنة.
الشاب وهو يعدل نظارته فوق أنفه والله مفيش مشكلة عندي ثواني أنادي علي اللي موجودة فيهم.
_ أشرقت.
بعد لحظات وجدها تغادر زاوية متوارية بالصيدلية كانت محجوبة عن عين رضا وهي تنفض عن ملابسها بعض الغبار. مجيبة نعم يا دكتور فارس.
_ معلش الأستاذ بيقول في ست كبيرة تعبانة ومحتاجة تاخد حقنة ضروري تروحي معاه
هنا توجهت انظار أشرقت