رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
كام يوم غايبة أصلها تعبانة شوية و واخدة أجازة.
أنصال القلق رشقت بقلبه وهو يستقبل سبب غيابها شكر الفتاة وانسحب دون قول المزيد عاد لبيته وحالة من الكآبة لا تزال تعتريه ماذا عساه بفاعل
يتأرجح بين رغبتان متناقضتان
عقله يريد له البعد وأنه يستحق الأفضل منها.
بينما قلبه يستحلفه ويترجاه ألا يترك حبه الأول يتسرب من بين يديه ماذا لو كانت تزوجت قبله وفشلت زيجتها
ما ذنبها لو كان حظها سيء
بينما عقله يبحث لوضعها عن مبرر.
حاربته غيرته وفكرة استباح رجلا أخر لجسدها يحرقه حړقا.
من جديد ېتمزق بين أفكاره لينقضى باقي يومه وهذا الصراع يدور داخله حتي عاد منهكا يبحث عن الهروب بالنوم.
لعله يجد راحة
____________
عاملة ايه انهاردة يا أشرقت
ابتسمت ببعض الشحوب لرفيقتها التي أتت تزورها الحمد لله يا دينا احسن والله وحشتيني.
أومأت لها ببعض الوهن إن شاء الله هرجع أنا زهقت من قعدة البيت.
ابتهج وجه الفتاة مع صياحها أيوة بقا هو ده الكلام خلاص منتظراكي بكرة عشان عندي ليكي حكاوي كتير حصلت بيني انا وخطيبي.
رحلت رفيقتها واضجعت أشرقت علي فراشها بخمول لا يعكس بركان أفكارها الثائر بضميرها منذ أن سمعت صدفة حوار خالتها و العم سلامة عن عريس تقدم إليها و نفرت عروقها ڠضبا كاد يجعلها ترتكب حماقة فټقتحم غرفتهما معلنة رفضها في التو لولا أن سمعت من العم ان الرجل ربما يرفض هو زيجتها بعد ان علمه بظروفها لم تدري من هو هذا الشخص ولا يهم مهما كان شخصه.
________
أتت الأميرة تشق طريقها من جديد بين زبائنه.
أتت وهيبة جمالها الأثر لا تزال طاغية مسيطرة علي قلبه العنيد عيناها ذابلة گ أوراق الخريف.
الحزن يكحل أهدابها مثل ليل غطيس.
وجهها الشاحب كأنه مصبوغ بالكآبة.
مالها غاليته!
من الذي أطفأ بريق الحياه بمقلتاها الضاوية گ شروق الشمس
مدت يدها الصغيرة تطلب شطائرها المعتادة بصوت فاتر لتستقبلها مقلتاه الحانية المشتاقة رغم كل شيء بنظرة لو أعطتها اهتماما لذابت من فرط دفئها وكشفت مدي حبه لها.
لكنها ابدا لا تعيره أنتباهها.
أخذت شطائرها ورحلت أخذة معها خافقه من بين أضلعه.
انتظر بعض الوقت لتهدأ ذروة عمله في الصباح ثم ذهب إليها بحجة زائفة.
بدت غافلة عن حضوره وهي تقف متكئة على سطح زجاجي يغطي صفوف أدوية كثيرة أسفله شاردة بما هو آت وعرش استقرارها معرض للسقوط
ماذا لو وافق ذاك العريس المزعوم علي ظروفها وكرر طلبه
ماذا لو أجبرتها خالتها وزوجها ان تتزوج من جديد
ألف ماذا تدوي بعقلها المجهد ولا يزال رضا يقف قبالتها محترما شرودها متخذا فرصته ليتأملها عله يستشف شيئا.
هل علمت بطلبه ورغبته بها
كيف والعم سلامة أكد له انه لن يخبرها قبل ان يعود هو ويحدثه من جديد بعد أن يأخذ فرصته الكاملة بالتفكير والقرار بشأنها
_ أي خدمة يا أستاذ
أقتحم صوت دينا خلفه شرودهما معا لتنتبه أشرقت لوجود رضا أمامها متعجبة منه فيتوتر قليلا قبل ان يستعيد ثباته قائلا وهو يرمق أشرقت بنظرة فاحصة لا تحيد عنها أنا طلبت من زميلتك علاج للصداع وهي مردتش عليا شكلها كانت سرحانة ومش حست بوجودي.
مسحة خجل من شرودها انتابت أشرقت وهي تعتذر له أسفة والله ما أخدتش بالي ثواني اجيب طلبك.
أخذ منها شريط الدواء دون الاهتمام بنوعه وظل يحاصرها بنظراته الغامضة حتي غادر ليصبح رضا علي يقين أنها لا تدري عن أمر طلبه لها شيء وإلا ما عاملته بهذا الهدوء.
_ أنتي لسه تعبانة يا أشرقت لو كده ارجعي البيت وانا هكمل اليوم مكانك.
هزت رأسها نافية لا يا دينا أنا مش تعبانة أنا بس سرحت شوية ومأخدتش بالي ان في زبون دخل معلش.
ربتت علي كتفها بود ولا يهمك يا حبيبتي عادي بتحصل.
أومأت لها بنصف ابتسامة وعادت تنخرط معها في العمل والزبائن تتوافد عليهم كلا يأتي شاكيا علته طالبا الدواء.
أما هي لا لعلتها من دواء يشفيها مثلهم.
___________
بحذر انزوت بعيدا تحصي النقود التي ادخرتها ذاك الشهر خلف زوجها عيناها تلمع طامعة في المزيد وهي تهمس لذاتها
شاطرة يا بت يا قمر لو شديت حيلي كمان شوية هاخد من جوزي قرشين حلوين ينفعوني.
لتبتسم بمكر هامسة علي رأي أمي الرجالة مالهاش أمان ولازم نحوش من وراهم ونفضي جيوبهم اول بأول ونعمر جيبونا أحنا.
كادت أن تنفلت ضحكتها الساخرة لولا سماعها صوت زوجها ينادي قمر يا قمر انتي فين
انتفضت وهي تتبين اقترابه فأخفت نقودها سريعا داخل خزانتها وهي تعتلي فراشها بإعياء. ليدخل متسائلا
أنتي ايه منيمك كده والولد فين
غمغمت بوهن مصطنع ضهري واجعني اوي يا رفعت قلت اريحه شوية والولد نايم في سريره هناك اهو.
توجه لصغيره النائم ولثمه بحنان قبل ان يعود إليها قائلا
_ ألف سلامة