رواية أنت لي بقلم ډفنا عمر الفصل العاشر إلي الثالث عشر
للمحاسبة بإحدى الشركات المعروفة!
جميعنا بحال ميسور وهذا من فضل الله علينا!
والآن بعد أن تعارفنا أعزائي دعوني أذهب لذاك البائس فلن أكون سيف إن لم أبعثر هدؤه وأبدله بصخب زفاف صديقي نعم سأرغمه على حضور زفاف أحدهم!!!!
_ياسيف أبعد عني فرح أيه اللي عايزني أحضره معاك أنا مش معزوم ولا اعرف حد فيه!
بهاء متفوها عبارته بنفاذ صبر بعد إلحاح صديقه سيف لمصاحبته حضور زفاف أحد أصدقائه
بهاء خليني في حالي يا سيف أنا مرتاح كده مش عايز اختلاط بحد!!
زفر بضيق مش ممكن عزلتك اللي فارضها علي نفسك دي يا بهاء ده لو حكم بالسجن كان زمان مدتك خلصت!
بهاء بابتسامة تحمل بطياتها المرارة لا وانت الصادق دين ولازم أدفعه ذنب محتاج أكفر عنه!!
لولا ارتكاب الذنوب ما كان في معنى للتوبة
ومهما كانت الخطايا ربك بيغفرها
بهاء وهو يتأمل انسحاب الشمس من الافق
انت ماتعرفش ايه تاعبنيأنا حاسس بحبل ملفوف على رقبتي بېخنقني الوحيدة اللي تقدر تطلق صراحي وتحرر روحي خلاص مابقيتش موجودة ياسيف!
بس ربنا موجود وتحريرك في قبضته وبرحمته!
ثم واصل تعرف يابهاء إن الألم ده نعمة!!!
أستدار له بهاء بكلتيه منصتا باهتمام فاستطرد سيف حديثه
معظم الأمراض الخبيثة والخطېرة مابتعلنش عن نفسها بالألم لحد ما تتملك وتستوطن خلاياك وفجأة تلاقي نفسك على شفا المۏت بدون أي استعداد لمواجهته
لكن لما بتتألم بتكتشف أنك تعبان ومحتاج علاج!
عشان كده يا بهاء أنت ربنا بيحبك لأنك مافضلتش غافل وعاصي ألمك وندمك معناه إن ربنا بيقولك في عطب صابك لازم تنتبه عشان تقدر تحدد فين وازاي علاج روحك المعذبة ومافيش حاجة تطيب أوجاع أرواحنا زي التوبة والأستغفار دي رسالة لازم تفهمها كويس أفتح قلبك للدنيا وخليك على يقين إن ربنا كتبلك الخير!!
ودلوقتي بقا استعد عشان نحضر الفرح سوا ونغير جو وإلا اقسم بالله هشيلك ڠصب عنك لحد هناك!!
الجدة فجر متتأخريش في الفرح يا سجدة!
سجدة وهي تضع أخر دبوس بحاجبها الأخضر المنسدل على عباءتها السمراء
الجدة بحنان لا يانور عين جدتك روحي وغيري جو وانبسطي المهم متتأخريش في الليل لوحدك!
وسط أنوار المصابيح الملونة بضوءها الساطع وأجواء مشبعة بالبهجة والفرح واقفا بهاء يطالع وجوه الجميع فهذه أول مرة يحضر فيها مناسبة گ تلك منذ فترة طويلة وإحقاقا للحق أمتن داخله لصديقه سيف الذي أجبره على المجيء لهذا العرس المبهج فحقا ما قالو إن لنفسك عليك حق وهو يحتاج تلك الاجواء بشدة لينسى همومه الثقيله الجاثمة على صدره ولا يضر اقتناص غفوة من الزمن ليعيش لحظات تتلون بالسعادة حتى وإن كانت مؤقتة!
بدأ انبعاث أصوات عاليه وصاخبة لأغاني شعبية لا تخلو منها افراح العامة راحت عيناه ترصد تفاعل الجميع الراقص منهم والمصفق بحراره فعلى هذا الجانب يصنع بعض الرجال دائرة حول العريس يرقصون معه بحماس وخفة فابتسم لمهارة أحدهم برقصته وبأخر فاجأ الجميع بحمل العريس على كتفيه والدوران والرقص به بأنحاء القاعة!
وعلى مسافة ليست بقليلة أتجه ببصره فشاهد بعض الفتيات الملتفين حول العروس المتألقة بثوب عرسها الأبيض وكثيرا منهن يشاركها الرقصات بتلوي ومهارة لا تتقنها إلا بنات حواء
وأثناء تفحصه الغير المقصود بالجميع وقعت عيناه على فتاة ترتدي حجاب أخضر وعباءة سمراء
فضاقت حدقتاه محاولا تذكر هذا الوجه الذي مر على ذاكرته سابقا ولكن متى وأين شاهدها!
اعتصر ذهنه حتي تذكرها هي تلك الفتاه التى شاهدها في بيت الجدة فجر
وكأن سهم نظرته أخترق محيطها حيث تقف!
فحركت سجدة مقلتيها بتلقائية ناحية اليمن قليلا
فاصطدمت بعين أحدهم متفحصا بها
تأملته للوهلة الأولى لتتذكره هي الأخرى فاحمر وجهها وهي تتذكر متى رآته وكيف استاءت من وجوده وتناول العشاء معهم رغم أنه قدم مساعدة يستحق عليها كل الشكر !
تغاضت عن الأمر برمته بعد أن منحته نظرة نافرة ثم أبتعدت بعينيها عنه وأدارت جسدها حتى صار ظهرها يقابله مستأنفة تصفيقها وتمايلها الطفيف تماشيا مع تلك النغمات الصاخبة وهي تحمس صديقتها العروس بحركة يديها على الرقص والتمايل!
أبتسم بهاء على تمايلها الذي لا يناسب فتاه بغلظتها
ثم عاد يتابع حركات الجميع منتظرا صديقه سيف بهذا الركن البعيد نوعا ما
وبعد قليل انبعثت موسيقة رقصة صعيدية يعشقها بهاء راح يتأمل الراقصين عليها وإذا به يجد من يجذبه بغته حتى صار بمنتصف دائرة اصدقاء العريس وسيف يقذف له عصاه ألتقطها