رواية "أنت لي" بقلم ډفنا عمر السادس الأول للتاسع
تافهة اوي أخري العب طاولة على القهوة!
الحاجة خديجة الحمد لله ياحبيبي إن ربنا صلح حالك و هداك وعرفت ازاي تستغل وقتك وتجيب قرشك بعرق جبينك والأحلى أنك بطلت السجاير اللي كانت واخدة صحتك دي!
تمتم بضميره متهكما هي كانت سجاير بس ! أنتي طيبة أوي يا عمتي !
مالت العمة تقبل مقدمة رأسه
كنت عارفة إن جواك حاجة حلوة هتطلع في يوم وانك مش وحش يا بهاء وإنك هتاخد طباع ابوك حسن اللي من صغره شال المسؤولية وعافر مع الدنيا
ثم اكملت بصوت اكثر تفائل
بكرة كمان أما تتجوز وتخلف وتعي
قاطعتها بهاء بحدة
وبعدين ياعمتي تاني موضوع الجواز والخلفه !
الحاجة خديجة باستنكار وده مين اللي هيسيبك علي الحال ده وماتتجوزش وتخلف ليه!!
ناقص أيد ولا رجل يا ابن حسن!
بهاء بصوت يغرقه الحزن والآلم
ناقص كتير ياعمتي أنا انسان مشوه من جوايا مليان خطايا ذنوبي زي جبل هفضل شايله على ضهري وماشي بيه كل حياتي طول الوقت مستني عقاپ ربنا وقصاصه فيا عايزاني ازاي اعيش حياتي عادي وأنا بالنفسية دي الراحة مش مخلوقة ليا!
ترقرقت عيناها بتأثر لمعاناته هي غير غافلة عن وجعه ومن غيرها يعلم! وهي بكل ليلة تلبي استغاثته من عز نومه حين تهاجمه الكوابيس المفزعة ولكن ألا يعلم أن خير الخطائين التوابين!!
أنا مش هقولك كلام من عندي يا ابني يصبرك
انا هرد عليك بكلام رب الكون الغفور الرحيم بعباده لما قال سبحانه وتعالي
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا الزمر 53
وبحديث صحيح
لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم صحيح مسلم 4936
ثم استطردت حديثها
رحلتنا يابني في الدنيا دي كلها اختبارات وابتلاءات ومشاكل ومطبات بنوقع فيها بس بنرجع نقف تاني! عشان لازم نكمل لحد النهاية بدون اختيار!
هبط حديثها على قلبه گ قطعة ثلج اطفأت ڼار فؤاده گ تعويذة سحرية اراحت قلبه المعذب فلم يشعر بنفسه الا وهو يحتضنها گ طفل يختبئ من شيئا ما هاتفا
كلامك ريحني اوي يا عمتي حسيت بالأمل إن ممكن ربنا يغفرلي لكن اتمنى أيامي في الدنيا تكفي ندمي واستغفاري وتوبتي اللي معرفش هتتقبل مني أو لأ !
ثم التقت عيناه بعيناها المغرورقة لأجله
هو ممكن تحصل معجزة واسمعها تاني بتكلمتي وتقول انها مسمحاني!أنا تعبان اوي ياعمتي نفسي ارتاح نفسي أعرف أنام!! نفسي اعرف اعيش!
لم تحتمل العمة خديجة كل هذا الۏجع الذي بثه إياها فاحتوته بذراعيها باكية فبكى صامتا مثلها! لعل الدموع تطهره وتغسل خطاياه وتقبل توبته وندمه !
فدينه كبير وذنبه عظيم ولا فرار من سداده كاملا!
ما بين صمت وذهول تجلس أروى وبيسان
والأخيرة تمعن بقراءة الكلمات المخطوطة بكارت أنيق وجذاب والتي أصابتها بالحيرة وهي تعيد قرأتها
وهبتك قلبي منذ زمن ولن أرضى عن قلبك بديل !
بينما تصوب أروى عينيها بذهول تطالع هذا الدب الضخم بلونيه الأبيض والأحمر ثم نقلت بصرها لتلك العلبة الصغيرة التي وجدتها ملتصقة بصدر الدب وما أن فتحتها حتى وجدت سلسال ذهبي يتدلى منه قلب صغير فراحت تتأمل القلب متمتمة بعين غائمة شاردة
تعرفي يابيسان أنا شوفت الدب ده من يومين في محل هدايا وعجبني وقلت لرغد نفسي في هدية زي ده!
أنعقد حاجبي بيسان واضيقت حدقتاها
معقول حد بيراقبك! عارف يوم ميلادك ورقم تليفونك وعنوانك! طب مين ماهو لو مثلا معجب ما يكلمك بشكل مباشر أيه لازمة الغموض ده كله!
أروى بقلق طب هنعمل أيه يا بيسان أنا خاېفة جدا
بيسان وهي تطوي ذلك الكارت الصغير
_طب هاتي كدة السلسلة دي!
وراحت تدير القلب بين يديها وكأنها تبحث عن شيئ
فلم تجد فغامت عيناها بشرود وعقلها يتسأل عن صاحب الهدية وغموضه وطبيعة نيته واثناء شرودها وأصابعها تضغط على القلب صدر منه صوتا وانفصل طرفيه فأنتبهت إلي ذلك التجويف بداخل القلب!
فتحت طرفي القلب فوجدته فارغ دققت النظر أكثر فلمحت به نقش دقيق لحرفين واضحين أمامها AB منقوشين بالإنجليزية وأسف الحرفين تاريخ قديم! قرأته فأصابتها الدهشة!
حيث أن التاريخ المذكور يعود بها للوراء حيث كانت شقيقتها أروى طفلة بالصف الرابع الابتدائي !حين تختار لك أرضا لتكون لك المأوى يجب عليك إحاطتها بسياج عشقك الأبدي لمنع كل مقتحم يريد الأستيطان بها فحينما يدق ناقوس الحړب