الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر الفصل السابع

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

تفقدت مطبخها فوجدت أشيائها مبعثرة وطناجرها محترقة.. يد الإهمال تسيطر بقوة على كل شيء.. أسندت ظهرها على الجدار واغمضت عيناها وهي تأنب روحها أنا أسفة ياعصام .. سايباك لوحدك محتاس وغرقانة في مشاكلي.. سامحني!
جففت دموعها ونحت ضيقها جانبا.. فلا وقت لديها للنواح يجب أن تفعل له شيئا..!
بدأت بترتيب البيت وتنظيفه وأعداد طعام كثير حتى يتناوله حين يأتي من عمله..ويكفيه لأيام أخرى.!
أنتهت من كل الغرف والمطبخ ولم يبقى سوى غرفتها.. أصابها الحنين لها ولفراشها الذي يضمها هي وزوجها.. ورائحة المعطر الذي كان يحب نثره بفضاء الغرفة.. لم لا تشمه الآن! كم اشتاقته واشتاقت زوجها.. بدأت بنفض الفراش وتغيره بملاية وردية وراحت تهندم كل شيء.. والتقط لحاف الفراش لتضعه على سور الشرفة حتى يتشرب من الشمس ولا تكون رائحته سيئة!
وما أن عبرت حتى شهقت فزعا من وجود عصام جالسا فوق مقعده مغيبا بنومه.. فتفقدته وهي تهز جسده.
_عصام .. عصام أيه اللي نيمك هنا عصام فوق وادخل نام جوه عصام!!!! 
أختل توزنه ومال بشكل خطېر وكاد يسقط فأسندته سريعا وشهقت بهلع بعد أن تيقنت أنه فاقدا للوعي وليس غافي!!!
فراحت تهزه پبكاء عصاام... عصااااام فوق ياحبيبي عصااااااام! 
هرولت تطرق باب الجيران لتستغيث بهم! 
وتحمد الله أنها وجدت من ساعدها وأحضر طبيبا اخبرها أن زوجها مصاپ بحمى شديدة لتعرض جسده للبرد طوال الليل!!! 
أعطاه دوائا عن طريق الوريد وأوصى بمتابعة حالته وأخذ دوائه بالمواعيد المحددة حتى يتحسن سريعا..!
عايدة شوفتي الخيبة اللي أحنا فيها أهي أمه اخدت في عياها اللي ورانا والل قدامنا حتى دهبنا أجوازنا باعوه وبقينا على الحديدة!
رجاء نصيب بقى وبعدين ماهو بيني وبينك كان صعب يسيبوها العملية كانت لازم تتعمل.. واتحطوا في موقف وكان لازم يسدوا فيه..!
عايدة باستنكار وذنب عيالنا أيه ده كان ناقصهم حاجات ياما.. والعيشة ضاقت علينا أكتر.. حتي القرشين اللي صمدتهم من ورى الكركوبة جدتهم أضطريت اصرفهم في البيت..!
رجاء بنفاذ صبر بطلي ندب بقى عايدة قلنا موقف والرجالة اتحطوا فيه وكان لازم يتصرفوا.. ولا عايزة الناس تاكل وشهم ويقولوا سابوا امهم من غير مايعالجوها..!
عايدة أنا ملاحظة إنك بقيتي ملاك فجأة.. رجاء إحنا دافنينه سوا ياحبيبتي.. ماترسميش دور البريئة الطيبة وتطلعي زرابيني عليكي.. ده انتي اللي خلتيني اتجرأ. أمد إيدي على حاجة الوليه فاطمة وقلتي ده حقنا..!
رجاء دي حاجة ودي حاجة تاني يا امو مخ ضلم.. فاطمة جدتهم وعيالها كانوا أولى بيها مننا.. يراعوها ويتكفلوا بيها.. إنما فريال تبقي أم رجالتنا يا فالحة يعني مسؤلة منهم ويتعابوا ويبقوا لبانة في بق الخلق لو اهملوها..يارب تكون البعيدة فهمت..!
عايدة بتهكم فهمت ياحنينة ياعاقلة.. روحي ياختي شوفي حالك وخليني أنزل لحماتك أخدمها.. ماهو مرار طافح ومولد مش هينفض نخلص من الجدة نتبلي بالعقربة بنتها..! 
في محل الصايغ جواهرجي!
_صباح الخير ياعم حلمي! 
_ صباحك قشطة يا ست الكل! 
_ أنا معايا خاتم وعايزة ابيعه أصلي في ضيقة وقلت هو عن حلمي اللي هيراعيني في المصنعية ويبحبحها معايا..! 
_ تحت أمرك يا ست الكل.. هاتي أوزنه واشوف يجيب كام.. ومش هظلمك!
ناولته خاتمها المسروق الذي ادخرته لذاك الوقت دون بيعه.. فأخذه الصايغ وراح يعاينه بشكل اوجسها فقالت في حاجة يا عم حلمي ده دهب والله أنت شاكك فيه ولا أيه!
أجاب ومازالت عيناه تتفحص قلب الخاتم 
لا ابدا هو دهب أكيد.. ثواني هوزنه! 
وبعد ظهور الوزن أجاب ده حوالي سبع جرامات وتمنهن هيكون ...... ..!
فقالت طب حلال عليك.. قبضني تمنه عشان يدوب أمشي اروح لحماتي.. وواصلت أصلها ياكبدي عاملة عملية صعبة ومابتقدرش تتحرك إلا بمساعده!
أومأ العم حلمي برأسه الله يشفيها..!
ثم رمقها بنظرة متفحصة ويديكي على قد نيتك!
لا تعرف لما قرأت بعيناه شيء اقلقها فهتفت 
طب يلا الله لا يسئك هات تمن الخاتم خليني أمشي! 
أجاب سامحيني السيولة دلوقت مش معايا لأني حاسبت على حاجات للمحل ولسه بقول ياهادي خدي الخاتم وعدي عليا يكون تمنه جاهز.. وعشان أنتي تبع الحبايب.. مش هخصم. منك مصنعية زي الغريب!
ألتمعت عيناها بطمع بجد! كتر خيرك أنا قلت مافيش غير عم حلمي الأمير اللي هيراعيني ومش هيظلمني ابدا
فرمقها بنظرة ثاقبة أوعدك أني مش هظلمك! 
وهم بإعطائها خاتمها فوفع دون انتباه فتمتم 
أسف ثواني هشوفه وكمان هحطهولك في كيس

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات