رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر الفصل الرابع
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
ذبذبته عبر الهاتف
قولتلك يافريال أنا قاعدة شوية مع ماما يعني ماتحمليش هم مجيتك. وقت ماتخلصي اللي وراكي ابقي عدي عليا وشوفيها حبيت بس اعرفك!
شعرت فريال أن شقيقتها ربما تعاني هم كبير ينضح من صوتها مالك ياهند حصل حاجة بينك أنتي وجوزك!!
لا تريد حديثا أو شكوى لغير الله فأجابت باقتضاب
مافيش .. أمور عادية ماتشغليش بالك.. يلا هسيبك. عشان جه وقت علاج ماما وفطارها..!
مالك ياماما فريال وشك مضايق من وقت ما اتكلمتي في التليفون أنا سمعتك بتكلمي اختك حصل حاجة
أجابت بعين غائمة معرفش بس هند هتفضل هي مع ماما وبتقول مافيش داعي إني أجي!
فرحة أصابت قلب رجاء ولكن تداركت أمرها متمتمة بضيق مصطنع ليه كده بس! ده أنا قلت هحضر نفسي عشان اروح أخد مكانك واعتني بجدتي فاطمة!
اعمليلي شاي يا رجاء حاسة دماغي مش مظبوطة!
بلهفة كاذبة يالهوي سلامتك يا أمي.. من عيني هعملك أحلى كوباية شاي!!!
عايدة أنتي بتتكلمي جد يابت يارجاء! يعني خلاص اترحمنا من تمريض الكركوبة أمهم وهناخد إفراج من تمريضها!
أجابت بقولك سمعاها بودني بتقولها في التليفون كده وسألتها واتأكدت! بس صعبان عليا الحاجات اللي كنا بناخدها ونستفيد منها.. ده انا وفرت قرشين حلوين ودخلت جمعية وقربت اقبضها..!
_ على رأيك يا عايدة.. اخيرا هنلاقي وقت وانزاحت مسؤليتها عننا..!
_انت جننت .. طلقت مراتك ياعصام
_ هي السبب يا ماما اهملتني واهملت البيت والولاد ومش بقيت الاقيها غير تعبانة أو نايمة .. نسيت إن ليها راجل محتاج مراته تهتم بيه وبطلباته!
_ وانتي ليه بتدافعي عنها وانا ذنبي أيه في كل ده.. انا ماقولتش ماتروحش بس الضغط كله عليها اختها فريال بتستعبط وتتمارض .. وكتير هي بتاخد يومها
_ طب دلوقتي هتعمل أيه هتسيبها من غير ماتحاول تصلح اللي عملته
_ معرفش يا أمي أنا مصډوم كان لازم ماتنزلش من البيت وتكسر كلامي لكن دي كأنها ماصدقت انطقها واخدت بعضها ونزلت وباعتني!
طب هتعمل أيه مع ولادك محمد وحنان! دول لسه صغيرين ومحتاجين امهم تراعيهم كان لازم تفكر فيهم قبل ما تتهور بالشكل ده!
تمتم بحنق وهي ليه مافكرتش فيهم قبل ما تكسر كلامي وتسيب البيت!
_ أنت الراجل والقرار في ايدك كان لازم تتحكم في لسانك وماتقولش كلمة تهدم بيها بيتك يا ابني!
نهايته اللي حصل حصل .. يمكن تكونوا محتاجين البعد شوية وكل واحد فيكم يعيد حساباته من تاني!!
_عملتلك عشا خفيف وكوباية لبن.. أنت ما أكلتش حاجة طول اليوم يا أحمد!
_ ماليش نفس يا يمنى!
أحتوت كفه بيديها هاتفة فهمني بس حصل أيه معاك وليه ماجبتش والدتك زي ما قلت فضفض وماتكتمش جواك يا أحمد أنا مراتك وأكتر واحدة هتخفف عنك بس أشركني في همك!
ثم اغرورقت عيناها ما تبعدنيش كده كأني غريبة عنك أنا معملتش حاجة تزعلك ومش قادرة اشوفك مهموم وحتى مش عارفة السبب!!
لم يحتمل بكائها فضمھا إليه وأراح رأسه على كتفيها مربتا على ظهرها دون حديث فبادلته العناق بصمت لتعطيه هو مبادرة المصارحة بما يخفيه فغمغم بصوت خفيض سامحيني يا يمنى عشان اتعصبت عليكي قبل ما اخرج!
ابتسمت بحنان وهي تداعب خصلات شعره ولا يهمك لو أنا مش هتحملك وقت ضيقك مين يتحملك!
صمت مرة أخرى ثم تفوه قائلا حاسس إني قصرت مع أمي يا يمنى.. كان لازم تفضل قصاد عيني و اراعيها أكتر من كده! وما اسمحش بحد يأذيها ابدا
فتسائلت ومين أذاها يا أحمد كلكم
بتراعوها أنت وهند وفريال..!
لم يتفوه بشيء ولن يفعل! ماذا يقول وكيف!!
سيصبر حتى تعود هند لبيتها وينفذ قراره! والدته ستحيا في كنفه هو ولن يتركها لأحد.. ولولا رفض هند لمجيئها لبيته وإصرارها على المكوث معها ورعايتها هناك.. ما كان تركها.. ولكن ربما لم يحين الوقت بعد!!