نوفيلا ميراث الۏجع بقلم ډفنا عمر الفصل الثاني
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
عيالك قادر يا كريم.
شملها بنظرة طويلة وهو يميل ليرتشف من نعيمها قبسا حتى أكتمل بينهما لقاء زوجي هاديء بدا لها مختلفا نغزة صدر أصابتها لكنها تغاضت.. ما الداعي للقلق وهو هنا بين يديها وبصمته الحلال مطبوعة فوق جسدها بعد طول غياب.. أحتضنته بقوة وسريعا ما غفت بأمان على صدره.
مازال الدوار يجتاح رأسه بشراسة لا يدري لما أخرج دفتره الورقي من درج الكومود جواره وراح يخط كلمات بعد أن قرأها تعجب منها.. ما الذي يدفعه لذلك لا يدري.. حقا لا يدري.. طوي الورقة ووضعها تحت وسادته وقام ليغتسل ويصلي الفجر ثم عاد يرقد جوار زوجته بسلام وشفتيه تردد أذكاره دون كلل حتى ارتخت جفناه لتنسدل ويسقط بنومة يحتاجها كأنه لم ينم في حياته ساعة واحدة.
انتعشت بعد أخذ حمام دافيء ووقفت أمام المرآة تصفف شعرها المبتل وهي تنظر بهيام إلي زوجها النائم متذكرة ليلتهما بالامس.
_ هيما.. يلا كفاية نوم.. قوم خد حمام وصلي على ما احضرلكم احلى فطار وهنادي حماتي تفطر معانا.
_هيما هو انت عديت علي والدتك قبل ما تطلعلي يعني هي عرفت انك جيت
_ ابراهيم قولي تحب تتغدا ايه انهاردة.. بص انا هظبطك وهطبخلك بط وحمام أكيد مشتاق لأكلي.. صحيح كنت بتاكل ازاي هناك كله جاهز طبعا.. لعلمك مفيش شغل في محافظة بعيد تاني اللي عايزك يجي لحد عندك.
استدارت وخافقها يكاد يرتد خارح صدرها وهي تقترب منه.. كلما اقتربت تأكدت من ثبات جسده.. مدت يدها المرتعشة لتمسك كفه لتشهق بړعب وهي تتبين برودتها حد الثلج.. انتقلت لوجهه وراحت تهزه پعنف اختلذ لجنون من فقد إدراكه ابراهيم انت بارد كده ليه.. انت تعبان.. اجيبلك دكتور.. رد عليا عشان خاطري.. ابراهيم أوعي تكون!!!
الكلمات متعلثمة وثقيلة كأنها جبال لا تتزحزح.. دموعها تسيل من عين ترفض ان تصدق.. تأبى أن تستوعب..هو لم يرحل.. لم يتركها.
لم يعد ليذيقها أخر ليلة بين ذراعيه ليرحل.
كابوس.
نعم هو كذلك
كابوس يعتقلها داخله.
كل شيء تراه وتشعره الآن ليس حقيقيا.
بل واقع يواجهها بقسۏة.
تصلقت بأناملها كل إنش في وجهه كأنها
كأنها تودعه.
تحركت يديها لتلمس أصابع قدمه الباردة.
سقطت بعد أن فقدت كل قدرتها علي الوقوف.
وزعت النظرات الرائغة حولها ثم عتدت أليه لتبصره.
نوفيلاميراثالۏجعبقلمډفناعمر
أجفلها سقوط كاسة
الحليب من يدها وتناثر الزجاج نظرت له پخوف كأن قلبها من تفتت..تستشعر بحدسها غيامة سوداء تلوح في الأفق أما عاد خليلها إبراهيم واطمأنت عليه بالأمس لما هذا الشيء المبهم يجثم على صدرها هكذا
جلست خديجة أرضا وعيناها تائهة ترفض فكرة أنها لن تراه ثانيا..
لن يطل عليها كما كان يفعل..
لن يطرق بابها محملا بالخير وابتسامته الدافئة تشع منه فتضاهي ضوء القمر في السماء.
منذ اللحظة أنمحى بريق الألوان من عالمها.
وما بقي لها غير ظلمة الأسود.
غافلها خليلها وسبقها وغادر دنياها.. كانت تظن دائما أن هو وأخيه من سينصبا لها سرادق العزاء.. لكنه خالف ظنها ورحل مبكرا.. مازال مذاق حبات الرمان المشبعة بحنانه بشفتيها..كأنه كان يذيقها بره وعطفه بسخاء في أيامه الأخيرة قبل أن يرحل عنها ليترك لها رصيد زاخرا من الذكرايات تتزود بها بأيامها الأصعب دونه.. أبنها البار وحبيبها الذي كانت تترقب خطواته علي الدرج قبل أن يطرق بابها كل ليلة..الآن تركها.. مهما استرقت السمع.. مهما انتظرت.. لن تسمع صوت خطواته العزيزة مجددا.. لقد ابتعد إبراهيم.. ابتعد كثيرا گ بعد السماء عن الأرض..
ويا ويلها من صباح لا يبدأ بمجيئه
وشفتيه تقبل كفها بتقدير
يا ويلها من مساء لا ينتهي بمزاحه وأحاديثه الشيقة.
يا ويلها من أيام فقدت بهجتها بغياب ضحكاته.
حرام عليها الفرح بعده حتى تلقاه.