الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الرابع والعشرون

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الرابع والعشرون
عيبنا الكبير أننا نترك حقائب سفرنا فارغة.
نغتر بدنيا فانية ولا ندخر للأخرة الباقية
شيئا تتقوت به أرواحنا تحت الثرى
نمرح في الأرض ونخوض صراعات كأننا بها مخلدون
وننسى أننا جميعا نرتاد نفس الحافلة. 
لكن لن يهبط كلانا بذات المحطة.
يد الفراق تحصد روحا بعد أخرى
ولا أحد يدري متى يحين موعده. 

ايه السبب اللي دفعك لارتكاب جريمتك
الجيران شهدوا انك كنت بتتخانق مع اختك وتاخد فلوسها بالعافية وتشرب بيها..ده دافعك الوحيد لقټلها
الصمت الشارد كان جوابه الوحيد ماذا يقول
هل يخبرهم انه مجرد رجل ثار لشرفه
ضحكة ساخرة دوت بضميره تذبحه بسيف تهكمها
أي شرف هذا لرجل مثله
رجل ذاكرته لن تسعفه لإحصاء من ژنا معهن
رجل اندثرت بقعته البيضاء خلف سواد خطاياه.
فما عاد له بصيص نور يمحي ظلام آثامه.
هسألك تاني ليه قټلت أختك المدعوة قمر عبد السلام
لازم تتكلم السكوت مش في صالحك!
لا يزال المحقق يحاول انتزاع اعتراف كامل منه ربما لديه مبررات لا أحد يدري عنها ليكون صمت عزت هو جوابه الصامد رمقه المحقق بنظرة فاحصة قبل أن يملي كلماته للرجل الذي يكتب خلفه قررنا نحن . بحبس المتهم عزت عبد السلام أربعة أيام علي ذمة التحقيق لحين .
نقرات الباب قاطعت ديباجة المحقق ليندفع إحدي العساكر وهو يقدم. له تقريرا جعل عيناه تتسع قبل ان يكسوها الغموض وهو يعود يطالع عزت الناكس رأسه بصمت شارد
مفجرا قنبلته أظاهر ربنا بيحبك.. أختك لسه عايشة.
جحظ أعين عزت بذهول شديد وهو يردد بصوته الذي يهمس به للمرة الأولى منذ ما حدث عايشة! 
لا يدري هل يفرح لمثل هذا الخبر بنجاتها أم يغضب من خذلان يده التي أخفقت بطعنتها ولم تحصد روحها للأبد
شطر من روحه ينتصر لفرحته بنجاة تلك الصغيرة التي كان يشتري لها الحلوى ذات اليوم ويختار أطواق جدائلها. 
وشطر أخر يغلب عليه القسۏة ثائرا لإنفلاتها من قبضته حية. 
من جديد يشرد والحيرة تتصارع داخله وعين المحقق الخبيرة تسبر أغواره بنظرات ثاقبة عله يستشف شيئا من تلك الانفعالات الجلية لعينه لتتسع هالة الغموض حول ذاك الرجل.
تقرير الطب الشرعي وضح إن الطعڼة اللي في منطقة البطن كانت خطېرة وكفيلة تنهي حياة المجني عليها بالفعل لولا التدخل الطبي والجراحي السريع انقذ حياتها
مط المحقق شفتيه دون تأثر لزميله
عادي يا غيث لسه ليها عمر. 
أومأ الأخير له موافقا قبل ان تلمع عينه بومضة غامضة 
بس عارف مش مقتنع إن سبب محاولة اخوها لقټلها فقط انه كان عايز منها فلوس أشمعني الليلة دي اللي حاول ېقتلها!
حسب كلام الشهود ده حالهم كل يوم ايه اللي خلي الأمر تطور للقتل الليلة دي بالذات 
ليصنع غيث بسبابته دائرة وهمية في الهواء قائلا
في هنا علامة استفهام كبيرة!
زميله مفسرا الأمر ببساطة متنساش إن المدمن بيفقد السيطرة تماما علي عقله وبيكون فعلا غير مدرك للي بيعمله.
غامت عين غيث بشخوص أكبر مفكرا مع تمتمته 
فحص اللاب توب بتاع المجني عليها كان تقريبا مش عليه أي معلومة توصلنا لشخص ما كانت بتكلمه. 
_ أنت شاكك انها. 
قاطعه غيث بحسم چريمة شرف.
_ علي أي أساس بنيت ظنك ده
صمت لبرهة قبل ان يعرض ما لديه 
المجني عليها كانت لابسة قميص نوم وقت وقوع الچريمة. 
_ عادي واحدة المفروض انها في بيتها و أوضتها الخاصة وواخدة راحتها شوية ولابسة شيء مريح. 
صاح غيث جازما لأ نوع القميص مش من النوع اللي يتقعد به.. ده كأنها كانت مع حد بتستعرض فتنتها گ ست قصاده.
ساد بعض الصمت بين المحققان ليقطعه الأخير بقوله 
المشكلة اللاب توب فاضي تماما ومفيش اي خيط لشخص تواصلت معاه وده في حد ذاته يثير الريبة مش معقول مكانش ليها حد بتكلمه أمال شارياه تعمل به ايه.
ليواصل وحالة والدتها للأسف مش هتساعدنا نستجوبها الجلطة قصرت علي مركز النطق عندها وشلت بعض أطرافها. 
_ طبيعي أم فجأة لقيت ابنها بېقتل أخته مفيش ضغط نفسي أو فاجعة أقوي من كده عشان ټنهار ويحصل اللي حصلها.. الله يصبرها.
صمت غيث بضع لحظات دون رد مفكرا بشرود ليستطرد زميله بقوله رغم اني برضو مش مقتنع باتجاه تفكيرك وشايف القصة ابسط من كده بس عهدي بيك إن دايما شكك غالبا بيطلع في محله.
ليستطرد عموما أدينا منتظرين حالة المجني عليها تسمح باستجوابها وقتها أكيد هنمسك طرف خيط ما نمشي وراه.
أكتفي غيث

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات