رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الواحد وعشرون
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل الواحد وعشرون
بحذر اختبئت قمر بغرفتها وبحوزتها جهاز لاب توب جديد دفعها ضرغام لشرائه وعلمها كيفية استخدامه ليتحدثا من خلاله صوت وصورة.. راحت ترمقه براحة وكأنه سوف يصبح بوابتها الدائمة للسعادة حبيبها لا يكتفي بلقائتهما القليلة و يشتهي رؤيتها أكثر تنهدت بهيام وإعلان شوقه الدائم لها يشعرها بنشوة خاصة.. هي تحتاج هذا الشعور بالذات وسط مشاحناتها المستمرة بينها وبين عزت واستنزافه المستمر لها..فتحت إحدي برامج الأتصال وضغطت علي ذر مكالمة مرئية ليملأ وجهه الحبيب الشاشة كاملة وهو يتفرسها بعيناه هامسا وحشتيني يا قمري.. مش مصدق أني خلاص اقدر اشوفك واملي عيوني منك كل اما أشتاقلك.
تنهد بلوعة يااااه يا قمري.. ده أنا بمۏت من شوقي كل لحظة وانتي غايبة عني وتقلانة عليا.
قالت برقة وهي تداعب اسوارتها أديك هتشوفني دايما.
_ طب ممكن طلب لحبيبك.
_ طلب ايه
_ عايز أشوف شعرك يا قمري.
اعترضت بقولها لا يا ضرغام مايصحش أنت لسه مش جوزي.
_ لأ.
غمغم بحزن ماشي ياقمر براحتك طيب أنا هقفل دلوقت سلام.
صاحت بلهفة ضرغام استني اوعي تقفل هو أحنا لحقنا نتكلم أمال انا اشتريت البتاع ده ليه مش عشان نبقي سوا
_ ما انتي اللي رافضة تبقي معايا وتصبريني بحاجة فيها ايه لو شوفت شعرك
_ انتي للدرجة دي مش واثقة فيا يا قمر خاېفة علي نفسك من ضرغام وفاكراني هأذيكي
_ أنا مش قصدي بس.
أنهي المكالمة المرئية بغتة وتركها تشعر بالحنق والحزن معا لإغضابه تعلقها بضرغام صار گ المړض الذي تملك منها لم تعد تقوي علي بعده عنها.. تريده دائما يغذيها بتلك المشاعر و يصبرها علي ما تحياه.
دوامة الصمت الصاخبة بأفكاره أبتلعته لوقت لم يحصي ساعاته سيوف مشاعره نحوها تتصارع داخله مع ذكراياته معها وصډمته بما قالته..صرير المبارزة يزداد قوة فيحتد عليه الألم..تارة ينتصر قلبه ومشاعره ليتراجع أمام غضبه مما جرحت ذاك القلب والذكرايات بينهما ضعيفة لا تقوي علي المنافسة ورصيدها لا يكفي لتنتصر علي إحداهما.. أي ذكرايات يمكن أن تقوي على المجابهة وهو لم يلقي منها سوا الجفاء والبعد منذ تزوجها.. أعطاها الكثير والكثير من حبه وحنانه وهي قابلت جميعهم بالتجاهل والقسۏة..من يدافع عنها الأن من يطيب خاطره الذي تفتت مرارا علي يديها ويرمم كرامته المخدوشة وهو يسمع همسها الرافض لطفله الذي لم يأتي بعد ذاك الطفل الذي فرح به كفرحة هلال العيد بعد طول صيام..گ دعوة استجاب لها ربه بعد صلاة وقيام.. لتنكسر فرحته بهمسها القاټل مش عايزاه.
_ أنت كويس يا أستاذ
أومأ له رضا ولا يزال مأخوذا بما كاد ان يحدث.. شبح المۏت كان قريبا منه كثيرا.
ليمر بعقله أطياف خاطفة لأخوته الصغار.
وهي.!
_ الله يسامحك في حد يعدي وهو سرحان كده.
أخيرا وجد رضا صوته قائلا بخفوت أنا أسف.
ربت الرجل علي كتفه ولا يهمك يا ابني قدر ولطف.. تعالي اوصلك مكان ما انت رايح.
نهض رضا وهو ينفض ثيابه ويشكره باقتضاب شكرا.
ثم مضي والرجل يصيح خلفه طب خد بالك وانت معدي الطريق.
_ آبيه لسه مجاش يا طنط
بقلق تسائلت الصغير لتجيبها أشرقت بقلب منقبض مجاش يا رحمة وقلبي مش مرتاح خاېفة يكون..
هنا أنتبهوا لصوت المزلاج يتحرك وأعقبه دخول رضا فهرولت الصغيرة نحوه وتعلقت بخصره هاتفة وهي تبكي أخويا حبيبي كنت فين خۏفت عليك أوي
أشفق عليها وهو يربت علي رأسها أنا بخير يا حبيبتي معلش مروحتيش المدرسة انهاردة انتي ومازن بسببي.
_ مش مهم يا آبيه أهم حاجة انك رجعت وشوفتك أصلي حلمت بكابوس وحش اوي وخۏفت خالص بس فضلت أستعيذ من الشيطان زي ما علمتني.
تراقبه بلوعة وهو يحدث صغيرته دون أن يرفع عيناه إليها أو يكترث لها وكأنها غدت أمامه سراب لتنتبه بغته لمظهر ثيابه المتسخ بالثرى وذاك الخدش الذي امتد بطول ساعده لتصيح بجزع