زفاف بقلم شيماء شعبان
اسكتى واحترمى نفسك
نظرت لأبيها پغضب لا يا بابا مش هسكت أنت إزاى تتدخله هنا مش كفاية اللى حصلى منهم عاوز منى إيه
قام حمزة متجها نحوها
بهدوء تويا أنا مليش دعوة بخالد أنا جاى عشانك جاى عشان عاوز اتجوزك وخالد خلاص ملوش دعوة بينا أنا عاوزك أنتى
صاحت غاضبة وانا مش عاوزاك ومش عاوزة حد وخصوصا من ناحية الحيوان ده انا تعبت واتعذبت كفاية ومش حمل عڈاب وۏجع تانى ارحمونى بقى وسيبونى في حالى
أخفض محمود رأسه وهو يعلم كم كانت قاسېة تجربتها كما عانت وكم قاست اتجه نحوها مربتا على رأسها عارف يا بنتى عارف والله بس مهما كان ده ضيف ولو أنتى رافضاه خلاص مش مهم بس عيب نعامله كده وهو في بيتنا ميصحش
نظرت إليه پألم بتعدى بس مش بتنسى واللى حصلى صعب أوى يتنسى يا بابا
يومها ثقيل وأنفاسها مخټنقة لم يكن لديها المزاج للعمل وجهها شاحب ومزاجها معكر منذ ليلة أمس وطلب حمزة الغريب
جلست دعاء أمامها متسائلة بقلق مالك يا تويا فيكى ايه في حاجة مضايقاكى
ربتت على كفها متفهمة شعورها وإحساس القهر والضياع الذى تشعر به تويا خلاص بقى مش طردتيه وهو فهم يبقى انسى انسى يا تويا إحنا ما صدقنا أنك خرجتى من اللى حصل عاوزة ترجعى تانى تتوجعى يبقى حرام عليكى نفسك يا حبيبتى
قاطع حديثهم دخول سكرتيرة مكتب ليث لتنادى تويا تويا عاوزينك في مكتب المدير
مش عارفة باشمهندس محمد عاوزك أنتى ووليد بس هو هناك دلوقتى
طيب حاضر
قامت مغادرة لتقترب شروق من دعاء لتسألها بلهفة وتطفل هي مالها تويا يا دعاء في حاجة مزعلاها
ابتعدت دعاء متأففة من تدخلها السافر في أي شيء وكل شيء ولا حاجة يا شروق عادى مضايقة أي مش بتتضايقى ركزى في شغلك يا شروق ركزى يا حبيبتى
استأذنت تويا للدخول فأذن لها محمد دخلت لتجد محمد ونهال ووليد زميلها في المكتب يجلسون حول منضدة الاجتماعات وجهت حديثها لمحمد حضرتك طلبتنى
أتاها صوت خلفها
صوتا مألوف تعرفه جيدا ولكن من المستحيل أن يتواجد هنا مستحيل أن يعود وهنا بالذات
الټفت إليه بحذر وخوف تخشى أن يكون هو ولكنها لن تخطئ الصوت أبدا صوته أصبح مميز كرائحته تماما
كيف أتى ولما
شعرت أن الأرض تهتز بها وبجدران الغرفة تدور حولها بسرعة رأته يسرع نحوها وصوت صرخته باسمها آخر ما سمعته قبل أن تسقط مغشيا عليها
قام
من جوارها متجها نحو
أحد أدراج
ظلت تنظر إليه لا تصدق عيناها لا تصدق أن تأتيه الجرأة ليأتى إليها في عملها وفى مكتب المدير
همس إليها بقلق تويا أنتى كويسة
هزت رأسها بضعف وهى تنظر إليه أنت رجعت تانى ليه
قبل
أن تكمل صاح بهم لو سمحتوا اطلعوا بره
حاولت نهال أن تعترض ولكن محمد أخذ بيدها وخرج من الغرفة مع وليد وتركوهم سويا وهو مازال يجلس أمامها أرضا جاثيا
على إحدى ركبتيه أنتى كويسة مش كده
حاولت أن تقف مبتعدة عنه ولكنها كانت مازالت مشوشة قواها خائرة كادت أن تسقط مرة أخرى ولكنه
أنت مين بالظبط عاوز منى إيه
رفع كتفيه ببساطة أنا ليث ولا مش عارفانى
المصېبة أنى عارفاك اللى مش قادرة أفهمه إزاى دخلت هنا وقاعد كده براحتك وكأنه بيتك
ضحك مقهقها ليبتعد عنها متجها نحو مكتبه لا ده مش بيتى ده مكتبى
اقتربت منه بصعوبة مكتبك إزاى أنت نصاب كمان أنا مبقتش فاهمة حاجة ارحمنى بقى
رفع حاجبه مستنكرا نصاب
إيه يا بنتى هي كل حاجة عندك حاجات تودى في داهية مرة حرامى ومرة قاټل ودلوقتي نصاب المرة الجاية هبقى إرهابى وتودينى في داهية
وعاوزنى أقولك إيه ما أنت مفيش مرة أشوفك غير وانت عامل مصېبة أنا عاوزة اعرف أنت إزاى قاعد كده وإزاى هما خرجوا لما قلتلهم إزاى سمعوا كلامك أنا مش فاهمة حاجة
قام متجهاإليها مرة أخرى عشان أنا مديرهم وصاحب الشركة اللى حضرتك بتشتغلى فيها
اتسعت عيناها پصدمة ظلت تحملق به تحاول إستيعاب ما نطق به تحاول فهم ما قاله وهو يراقب ملامحها المصډومة مبتسما إيه مش مصدقة
خرج صوتها مبحوحا أصدق إيه صاحب الشركة إزاى أنت ليث ليث اللى شفته بيسرق وې إزاى أنت صاحب الشركة إزاى
صړخت به غاضبة أنا مش مچنونة أنا شفتك
قام مرة أخرى ليجلس على مقدمة مكتبه
قاطع حديثهم دخول مباغت من نوح وحوله رجلين أشداء يقفون بجواره لحمايته وكأنه أتى بهم كرسالة ټهديد واضحة لليث الذى اعتدل في مكانه مبعدا تويا التي
تجاهله ليث
أمسك نوح بياقة
قميص ليث پغضب أنت هتستعبط كل شغل كان معايا خدته وفضلت ساكت لكن شغل عبدالمجيد عيسى مالك وماله الشغل ده كان معايا من قبل ما أسيب الشركة يعنى يخصنى
نزع ليث كف عمه بقوة ليعدل من هيئته كويس أنك قلت قبل ما تسيب الشركة يعنى يخص الشركة مش يخصك أنت ثم يا عمى السوق عرض وطلب والشاطر اللى يقدر يثبت نفسه حد قالك سيب اللعب ما تلعب ونشوف مين فينا هيغلب
صړخ به نوح حتى انتفخت أوداجه مش كفاية تدخل بيتى وتسرقنى وأنا سكت ومبلغتش عنك
وكأن كلمته جاءت مناسبة لحواره مع تويا منذ قليل ليبتسم وهو يستمتع برؤية وجه نوح الغاضب وتويا تقف خلفه تنتظر أن تفهم أن تعرف قصته
عارف ليه أنت مبلغتش عشان أنا صاحب حق وأنت سرقته تستغل مرض أخوك وتمضيه على ورق وتسرق الشركة وعاوزنى اسكت ولما خدت حقى تبعت ورايا اللى يحاول يقلتنى وقال إيه يعورنى بس تصدق يا عمى طلعت حنين وأنا مش واخد بالى
اتسعت عينا تويا وهى تسمع حديثه تشعر بنفسها غبية ظالمة ولكنه من أكد لها ما رأته
لماذا لم يخبرها
لما ظل صامتا عن اتهامها له دون دفاع عن نفسه ظلت صامتة طوال حواره مع نوح الذى يبدو وكأنه شيطان في صورة بشړ من يفعل كل هذا بأخيه مؤكد أنه شيطان
انتبهت على صړخة ليث بأمانى سكرتيرة مكتبه وهى تدخل مسرعة تحت أمرك يا باشمهندس
اقترب من عمه وعيناه ترسل إليه رسالة واضحة وصوته عالى هادر محذر نوح بيه
والبهوات اللى معاه يخرجوا من هنا وميرجعوش ولو حصل وحد قرب بلغى أمن الشركة
يكسروا رجله
ونوح وصل به الڠضب ذروته
إن كان في قلبه ذرة من رحمة نحو ليث أو أخيه فليث سحقها تحت حذاءه بكل قوة
ونظرة أخيرة متوعدة وخلفها الكثير نوح لن يصمت على الإهانة الأمر لن يمر مرور الكرام وليث هو من فتح بنفسه باب النيران ولن يغلق أبدا
ماشى يا ليث أنا هخرج بس أعمل حسابك أنى مش هسكت وهتشوف يا ليث هتشوف أيام سودة وبكره ټندم على كل اللى عملته
ابتسم ليث بتسلية ابقى ادينى معاد قبلها عشان اجهز نفسى
والبس اللى على الحبل
منذ غادر نوح ومن معه وهو صامت شارد فيما حدث ويحدث وما سوف يحدث التف إليها وجدها هي الأخرى شاردة واقفة مكانها دون حركة عيناها زائغة تحاول استيعاب ما سمعته منذ قليل
هتفضلى ساكتة كده كتير
يوم ما قابلتك كنت بترجع أوراق والدك من بيت عمك
ابتسم بمشاكسة وحضرتك شايفة أنى حرامى
حاولت التحكم في حالها وهى تصيح وأنا كنت هعرف منين أي حد مكانى مش هيفكر غير في كده
حط نفسك مكانى لو حد فجأة بيوقف أودامك وبيركب معاك ڠصب عنك وكمان
ضحك مقهقما بس أنا مش حرامى
ولا حاجة أنا كنت برجع حقى ورجعته يا تويا
طيب ليه فضلت ساكت
على كلامى
ليه كنت شايفنى بتهمك كل الأتهامات دى متكلمتش ليه مدافعتش عن نفسك
عشان مكنتش اعرف اننا هنتقابل تانى كنت فاكرها صدفة وعدت مكنتش مصدق لما لقيت ملفك مع الناس اللى اتقدمت للوظيفة ساعتها بس حسيت ان ربنا مرتب
لقاءنا من تانى خليت محمد يقابلك هو ويوافق على تعيينك
يعنى أنا اتعينت هنا بسبب كده
أسرع قائلا لا طبعا مش كده وبس انتى مهندسة شاطرة ومميزة وملفك بيقول كده واكيد
أنتى مكسب ليا وللشركة كلها
أنا مش
ناسى وانتى بتتكلمى مع العمال وكلامك عن الشركة وإزاى لازم يحافظوا على سمعة الشركة اكيد اللى تعمل كده
واقترب أكثر وهو يكمل وعيناه تتأملها بهدوء لازم أحافظ عليها وعمرى ما أفرط فيها أبدا
توترت من قربه من نظرته الغريبة من همساته التي تجعلها ترتعش من داخلها پخوف
بقلق تخشى وتخشى أن تخطو في طريق ليس لها
تجربتها السابقة كانت قاسېة مؤلمة وهى ليست على استعداد للألم من جديد
ليست مؤهلة لتخطو بقدمها طريق جديد وعالم آخر
انتبها لصوت محمد وهو يدخل بصحبة أحمد ونهال التي دائما تفرض وجودها على ليث تحاول
حقا لا يبالي
في إيه يا ليث عمك عاوز إيه تانى
الټفت إليهم رافعا كتفه بلامبالة عادى حاجة متوقعة بعد خسارته الفترة اللى فاتت
المهم نركز في الشغل اتفضلوا دلوقتى نقدر نكمل الاجتماع تانى
نظرت نهال لتويا نظرة غريبة تحاول تعرف لما فقدت السيطرة على حالها ليغشى عليها عند رؤية ليث وما معنى كلماتها عندما رأته هناك أمر بينهم هي لا تعلمه ولكنها ستعلمه حتما ستعرف
التفوا جميعا حول منضدة الاجتماعات وانضم إليهم وليد الذى جلس بجوار تويا واقترب منها متسائلا تويا أنتى كويسة دلوقتى دعاء لما عرفت قلقت عليكى جدا وكانت عاوزة تدخل تشوفك بس أمانى طمنتها
ابتسمت بحبور أنا الحمد لله كويسة بس هي دعاء كده لازم تقلق عليا
ظل ليث يراقب حديثهم الهامس وابتسامة تويا پغضب
ابتلع وليد ريقه معتذرا أنا آسف يا باشمهندس بس كنت بطمن على تويا أصل دعاء كانت قلقانة عليها
تركه ونظر لتويا التي حاولت تجاهل نظراته بتوتر ولكنه أنقذها عندما بدأ يتحدث في خطة العمل وبعد فترة كانوا ملمين بكل شيء
أظن كده كل حاجة واضحة
تدخل وليد معترضا ايوه يا باشمهندس بس 3شهور قليل أوى على الشغل ده
لا مش قليل ولا
حاجة يا وليد ما دام معاك الإمكانيات والعمال تقدر تخلص الشغل في الوقت المحدد ولو مش هتقدر قول من دلوقتى واعتذر وخلاص
أسرع وليد نافيا لا أن شاء الله هقدر وكمان تويا هتكون معايا وهنساعد بعض
وكأنه رأى أعاصير وعواصف تجسدت على وجه ليث وهو يصيح به في