السبت 21 ديسمبر 2024

الزوجة الأولى بقلم شيراز

انت في الصفحة 8 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


الحافله
اثناء خروجهم من باب العماره قابلو فتاة شابه تقول بتوتر وحزن
اعذرني سيد سامر لقد درست لوقت متأخر ونمت ولم استطع الاستيقاظ أبكر انا حقا اسفه
وقف حينها سامر يلوح لأطفاله في الباص ليقول مبتسما
هوني عليك يا اسماء لقد أعددت لهم الطعام وهيام اهتمت بتيم كما ترين فلا داعي لكل هذا التوتر اذاهبة الي الجامعة اليوم

اجابته
لالقد نسيت ان يوم السبت ليس عطله في مدرسة تيم وهيام وقد اتيت بموعد عملي للبقاء معهم ولم اتذكر انها الدراسه سوي وانا في الطريق فكرت ان اصنع لهم الطعام والذهاب الي البيت مجددا لموعد خروجهم ثم آتي من جديد
ابتسم لها سامر ليقول
حسنا لا بأس تعالي معي اوصلك في طريقي الي بيتك
اسماء طالبة في اخر سنه من كلية التربيه كانت جارته في الحي القديم وحين عرفت انه بحاجة الي مربية لأطفاله تقدمت لتلك الوظيفه وقد وافق سامر سريعا عليها لأنها وعائلته دائما ما كاتو يهتمون بأطفاله في غيابه أولاده يحبونها وتعلمهم القيم والأخلاق وكل ما تستطيع زرعه داخلهم من خصال طيبه لذلك هو مرتاح لتعاملها مع أبنائه حتي ان معها نسخة من مفاتيح البيت لتأت حين تشاء وتذهب حين تشاء ايضا
اوصلها ثم اتجه نحو مقر عمله الذي بناه بدم والدموع طيلة الأعوام الماضيه شركة صغيره للحراسات الخاصه لازالت في بدايتها واعمالهم محدوده لكنها كافية بالنسبة اليه حمدا لله قد اصبع مستواه المعيشي افضل من السابق وأصبح ميسورا عن ذي قبل ذاغ بصره علي تلك العصي التي يستند عليها الان تساعده علي السير فأسودت عيناه پألم قبل ان يستغفر ربه مكملا طريقه نحو الداخل !
اهلا بك أكرم كيف حالك 
قالتها السيده صفيه لأخيها وهي تحتضنه ليجيب الاخر بسعاده
انا بخير ياحبيبتي اشتقت لكم كثيرا ثلاث سنوات ياصفيه خارج البلاد !
ابتسمت ببعض الحزن لتقول
تعلم جيدا لماذا ذهبنا لكن حمدا لله لقد اتي الامر ثماره تحسنت نبيله قليلا
اومأ لها بهدوء ليقاطعهم دلوف السيد حلمي وهو يصافح الاخر فخرجت صفيه لتخبر نبيله ان خالها اتي لرؤيتهم
انا لا اصدق انك لم تخبر نبيله بالامر!!
قالها أكرم پغضب ليقول والد نبيله
وما عساي افعل ! لقد رأيت بنفسك حالتها كيف كانت وقد أخبرنا الطبيب بإبعادها عن كل ما يزعجها
قال الاول پغضب لم ينطفي
سبب حالتها انها تعتقد أن سامر قد خاض بعرضها لكن ما حدث هو العكس! حين اصاب حسن تأنيب الضمير لما حدث لسامر بسبب ما جري ليخبرني ان سامر ضړب رائف بهذا الشكل بسبب وصف رائف المشين لنبيله
اقترب أكرم من حلمي اكثر ليقول بحزن وڠضب متأجج
لقد اتهمه رائف بالزور ورغم ذلك لم ينطق بالكلمات القذره التي قالها هذا القذر حتي لا يسيء اليك والي ابنتك اكثر لقد استقال من عمله وتم طرده من الشركه بتوصية من رائف عرفت من بعض جيرانه القدامي انه كان يأت عليه الوقت الذي لم يكن لديه في بيته ما يسد رمقه ! ليس هذا وحسب لقد ارسل رائف اليه عصابة قامو بضربه بغية اصابته بتاع مستديمه لكنه نجي بصعوبة والان يسير بعكاز ! حاولت أن اساعده اكثر من مرة لكنه عزيز النفس ابي
حتي ىم يطلب مساعدة من عائلته الا يستحق بعد كل ما عرفته سابقا وعرفته الان ان تحترمه علي الاقل ! ان تحاول تعويضه عن ما تدمر بداخله ! الا تستحق تلك المسكينه ان تعرف ان سامر كان مظلوما وانه ارادها حقا وليس لأي سبب تافه اخبرتها به لتبتعد عنه! الا تستحق ابنتك ان تحيا سعيدة مع رجل يحبها ! لقد كبرنا ياحلمي ولن نعيش لاولادنا الي اخر الزمان
بهت وجه حلمي ليقول مصډوما
ما الذي تقوله! انا لم اكن أعلم سوي ان سامر كان مظلوما وانه استقال واختفي من محيطنا لم اعلم ان رائف قد اذاه يا الهي ما هذا شيطان في هيئة بشړي !
لكنه عاد ليقول
استمع الي يا أكرم! لقد انتهي الامر وانت اخبرتني انه يعمل الان وحياته الي حد ما ميسره وابنتي قد نسيته لذا اغلق هذا الموضوع !
بهذه السهولة ابي ! يغلق الموضوع!
الټفت الاثنان بقلق وهم يشاهدون نبيله تقف وهي تطالعهم پصدمة وبكاء مما سمعته وبجانبها صفيه التي وضعت يدها علي فمها وهي لا تصدق ما سمعته
قال حلمي بسرعه وهو يحاول ان يجعلها هادئة ولا تنتكس مجددا
حبيبتي اهدأي وسوف أخبرك بكل شيء فقط اهدئي
قالت هي بصوت منخفض من بين شهادتها
وكيف لي أن اهدأ كنت تراني وانا اتعذب لكوني تم خداعي تراني وانا اكتوي بڼار الحزن والڠضب لماذا لم تخبرني بما حدث! اكل هذا عاناه وحيدا بسببي وانا كنت في الخارج استجم لتتحسن حالتي النفسيه!
اصبحت تتحدث كمن يهذي وهي تنظر للمكان بشرود
هذا الرجل الذي تتحدثون عنه الان وعن ما حدث له طيلة المدة الماضيه الوحيد الذي كان يدفعني نحو الامام لم اري منه يوما ما يسيء الي
نظرت لأبيها بحزن لتكمل
لقد صدقتك ولم اصدقه ! ل لقد جرحته واخبرته بأشياء ما كان علي النطق بها ك كان يحبني كما لو انني الوحيده علي ظهر الارض ! كيف لي أن أحيا الان بعدما عرفت انني من ظلمته وليس هو! ل لقد ضاع عمري اتدرك هذا! كان من الممكن أن أكون زوجته الان منذ سنوات أحيا حياة طبيعيه سعيده لكنك لكنك حرمتني من هذه الفرصة ابي
قال هو ملتاعا علي منظرها ذاك برجاء
اقسم انني لم اكن أعلم سوي انه مظلوم وانه رحل لم أعرف ان رائف قد يصبح منحطا الي هذه الدرجه لم أعرف كل ذلك سوي الان
لم تجد ما تقوله فإبتعدت عنهم بتخازل نحو غرفتها لټنهار باكية علي ما فاتهم وما حدث لكلا منهما ستذهب اليه وتراه بأي ثمن كان وستعتذر منه حتي يصفح عنها ستعوضه عن كل ما حدث معه
قامت وهي تمحو دموعها پعنف غسلت وجهها واخذت حقيبتها وغادرت المنزل بعدما اخبرت امها انها ستخرج قليلا
تقف مكانها كالصنم هكذا منذ خمس دقائق تقريبا ولا تستطيع أن تخطو نحوه اكثر !
لقد كان متواجدا في مكانه المعتاد امام البحر وامامه ذات كوب الشاي وطبق الكعك المصري رافعا وجهه للسماء مغمضا عيناه بحالة سكون راقبتها هي بشوق لكنها خجلت من ان تتقدم منه فعادت ادراجها تجر
ذيول الخيبة نحو سيارتها لتبتعد بها قبل ان يلمحها
عادت الي منزلها فوجدت ابيها وامها يطالعانها بقلق فنظرت لهم بهدوء تلقي عليهم التحية قبل ان تتوجه نحو الاعلي
نظر والداها الي بعضهم بقلق علب حالتها لكنهما قررا أنهما سيتركانها تفعل ما تشاء ويراقبونها فقط كي لا ټتأذي
في اليوم التالي وجدت هاتفها يرن بإسم نها التي بادرتها بصوت متحمس
نبيله حبيبتي كيف حالك يافتاة لا لا انا اشعر بالحزن حقا قد وصلت مصر منذ ايام ولم تخبرينني ياخائنه!
وصلها صوت نبيله المرهق وهي تقول
عذرا يانها لقد انشغلت كثيرا انا بخير كيف حالك انت!
قالت نها بقلق
لا يبدي صوتك بخير ابدا هل بك شيء ما ! سأنتهي من عملي في المدرسة وامر عليك لرؤيتك
لقد كان مظلوما
 

انت في الصفحة 8 من 18 صفحات