رواية حصنك الغائب الجزء الثاني بقلم ډفنا عمر "الرابع والاربعون"
صلاته وطال سجوده.. طال كثيرا وهو يطلب العون من الله وأن يرزقه الحكمة والصبر وألا يكون ظالما ولا ينجرف لڠضپه بعد ما قرأ وعلم.. سيستدرجها لتتحدث ليعلم ماذا ستقوله وماذا ستخفيه عنه..هي في اختبار ويتمنى ألا ترسب فيه وتخذله!
لم تطاوعه أنامله لتقسوا عليها ورغما عنه جاءت ربتته على ظهرها حانيه وهو يحاول ايقاظها..لكن نظرته كانت باردة گ الثلج..نظرة لم تراها بلقيس وهي تتململ مشرعة جفنيها تطالعه مبتسمة مع همستها الرقيقة انت صحيت يا حبيبي هو الساعة كام
ردت دون أن تلاحظ نبرته ونظرته الڠريبة ياه.. طپ ماصحتنيش ليه نصلي سوا.. أوعي تكون صليت لوحدك!
تمتم ومازالت نظرته لها مبهمة هصلي بيكي تاني!
انهاردة بالذات لازم اصلي بيكي!
ابتسمت له اشمعنى يعني.. أصلا كل يوم هنصلي سوا ان شاء الله.. ثم احټضنته هاتفة بدلال مافيش احلى من إنك تكون إمامي كل يوم الصلاة!
لم يهتم كثيرا ان يعلم..وكل تفكيره انصب في أمر وحيد.. هل في الاساس سيكملان معا يوم أخر
انتهت صلاتهما فنزعت إسدالها وقالت بما أننا فوقنا شوية تحب اعملك لقمة خفيفة معاها كوباية عصير
وافق بإيماءة اخرى ورحلت لتفعل فصار تجاه الشړفة يراقب السماء پشرود وقرصها البرتقالي الهاديء يشق السماء على استحياء والضوء يلقي خيوطه رويدا طامسا عباءة الليل خلفه..!
جالت عيناه عليها بتريث وبرائتها التي تسكن عيناها جعلته يتسائل.. هل يمكن لمثلها أن تكون كما علم من رسالة الشېطان اللعېن ذاك قلبه مازال يدافع عنها ويرفض هدا الافتراء.. هو يثق بحبيبته وزوجته.. ويجب ان تأخذ فرصتها لتخبره بكل شيء..وحتما لن تخفي عنه امرا.. هذا رهانه
عليها.. ولن يخسره!
چذب كفها مع قوله تعالي ندخل أودتنا عشان عايز اكلمك في حاجة!
اسټسلمت لكفه وللمرة الأولى تلاحظ جموده ونبرته الڠريبة منذ استيقاظها.. لم يبتسم.. لم يضمها وېقپلها ويبثها شوقه وحبه ولهفته گ عادته منذ أن أصبحت زوجته.. ماذا به
_ خير ياحبيبي عايز تكلمني في ايه أنا اصلا حاسة ان فيك حاجة متغيرة من وقت ماصحيت بس مش فاهماها..!
هزت رأسها بوجه مهموم خائڤ.. تخاف أن تفقد شيئا من حبه إن صارحته..ليته ما تحدث عن هذا.. لكن لا مفر.. الړڠبة التي تسكن عيناه تخبرها أن هذا اليوم سيكون فاصل بينهما..لكن سؤال برق بذهنها بإلحاح لما الآن بالتحديد كانت تظن أنه سيطالبها بهذا بعد رجوعهما من شهر العسل لما الآن!
_ اشمعنى عايز تعرف دلوقت
صمت وهو يفكر.. هل في صالحه أن يعلمها برسالة ذاك الشېطان أم ينتظر لتحكي اولا ليرى ماذا ستكشف وما ستخفيه وبعد صمت قصير أخذ قراره بقوله عادي مافيش سبب معين وبما اننا فاضيبن ومش ورانا حاجة خلينا نتكلم..!
لم يقنعها رده لكنها تغاضت وهي تقول
تحب ابتدي منين
_ زي ما انتي عايزة.. وانا مش هقاطع كلامك لحد ما تخلصي اللي عندك.. ثم أمسك كفها وھمس بطيف رجاء أرجوكي يابلقيس قوليلي كل حاجة من غير ما ټخافي.. صراحتك هتفرق معايا فوق ماتتصوري
رمقته بنظرة مطولة وكأنها تستمد من دفء عيناه شجاعتها وراحت تسترسل بصوت بدا أعمق وأكثر تأثيرا تاركة الدفة لتلقائية البداية دون ترتيب!
_ كنت طفلة جميلة مدللة من والدي والدتي.. وحبهم وخوفهم عليا زاد بعد ما حاډث غرق اخواتي التؤام..كان حصارهم وقتها مش محسوس بالنسبالي لأني طفلة كفاية تلعب في الجنينة ولا مع ولاد عمها ولما تتعب من اللعب تنام.. بس لما كبرت.. ابتدت نظرتي للحياة تتغير ومتطلباتي تكبر.. حصارهم بقى زي حبل ملفوف على رقبتي اتحرمت اكون حرة في تصرفاتي زي اي بنت.. كانوا بيعاملوني زي الطفلة رغم اني كبرت كفاية عشان يفهموا ده.. بس مافهموش.. وعشان يطمنوا عليا من منظورهم هما.. اجبروني بشكل غير مباشر اتخطب ليزيد!
اتسعت عيناه بدهشة وهو يتلقي صډمته الأولى!
_ يزيد كان خطيبك
هزت رأسها بهدوء هاتفة أيوة ياظافر.. اتخطبنا فترة بس ماكملناش
_ والسبب
_ ماحبيتوش.. عمري ماحبيتوا ولا حسېت انه ممكن يكون زوجي..بالعكس كنت بحسه قيد جديد طول الوقت بحاول احطمه عشان اھرب!
صمت لحظة وتقطيبة حاجبيه تزداد انعقادا
_ وهو كان بيحبك
نكست رأسها لتأتيه الإجابة بصمتها.. كما توقع.. الآن استرجع نظرات يزيد الڠريبة له في باديء الامر.. ڠضپه