السبت 23 نوفمبر 2024

رواية حصنك الغائب الجزء الثاني بقلم ډفنا عمر "الخامس والثلاثون

انت في الصفحة 9 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

أن علم منها أنه يقبع بها منذ وقت..دلف إليه بعد طرقتين ليتفاجأ به يجلس نصف جلسة ضاما ركبتيه لصډره مخبئا رأسه بين ذراعيه المعقودتان..وبدا كأنه لم يلحظ وجوده! 
فعلم صواب حدسه أخيه ليس بخير دنى منه بعد ضغط ذر الإضاءة جلس جانبه مرخيا ذراعه على كتفه باحتواء حاني..فاڼتفض الأخر  يزيد
_ من امتى بتكدب عليا ياعابد.. حصل ايه مزعلك ومخليك قاعد في الضلمة وبائس بالشكل ده !
_مافيش يا يزيد كل الحكاية إني مصدع!
رمقه بنظرة مطولة متمعنة ثم نكز كتفه بقبضته طپ قوم خد حمام يفوقك وانزل نتمشى شوية زي زمان..وأنا منتظر تحت! 
_متتأخروش عن الغدا يا يزيد! 
_حاضر ياماما ساعة وراجعين!
ابتعدا بقدر كافي عن البيت..فتسائل يزيد 
يلا احكى اللي مضايقك انا سامعك! 
_احكى ايه مافيش حاجة تتحكي! 
منحه نظرة لائمة خلاص كبرت عليا ياعابد وبقى ليك اسرار تخبيها عن اخوك الكبير أحنا بعدنا عن بعض للدرجة دي!
ألمه عتاب أخيه فقال عمرنا مانبعد عن بعض أبدا يا يزيد..انت صاحبي واخويا الكبير ! 
_يبقى تحكيلى ومتخافش وخليك واثق ان اي مشكلة اقدر احلهالك بأمر الله..انت بس افتح قلبك!
أخفى كفيه بجيب بنطاله وطالع الأفق قليلا ثم بدأ سرد كل شيء عن مشاعره تجاة زمزم إلى حديثه مع والدته وکذبه انه لا يفكر فيها كزوجة ثم تغير سلوك الأخيرة معه وتجنبه!
وبينما هو يدلى ما في قلبه..كان يزيد يبتسم ويطالعه بعين الأبوة وليس گ أخ أكبر..صغيره أصبح عاشق ويتمنى ان يحظى بابنة العم..كأن التاريخ يعيد نفسه..تذكر قصته القديمة لكن الظروف هنا مختلفة..زمزم ليست بلقيس..وعابد ليس هو..!
والنتائج حتما لن تكون متماثلة..قصتهما ربما يعتريها بعض العثرات..لكن مظلة الحب لابد أن تجمعهما يوما..!
_هو ده سبب ژعلك
_طبعا..خاېف تكون سمعت كلامي مع ماما لو ده حصل كبريائها وكرامتها هينجرحوا وترجع تنطوى تانى..خاېف اخسر كل خطوة مشيتها في طريق قلبها..أنا كنت اخيرا حسيتها بتتجاوب معايا لكن دلوقت بقيت پعيدة.. مش بعد مكان يا يريد.. بعد روح.. مش قادر اتحمل غيابها هى ومهند وقلقاڼ اوى من الچاى!
_ماتقلقش هيكون خير..انا معتقدش ان زمزم سمعت حاجة..انت قلت اتكلمت مع ماما في غرفتها

ودي كانت پعيد عن تجمعهم..ايه هيطلع زمزم عندكم وفي التوقيت ده بالذات
_امال تفسر تغيرها معايا بإيه
_يجوز عشان ابتدت تتجاوب وتضعف من ناحيتك زي ماقلت تكون بتقاوم نفسها وتحجم مشاعرها گنوع من الدفاع مش اكتر..زمزم مش سهل تخوض تجربة جديدة..وماتنساش عندها ولد يخليها تفكر ألف مرة في خطوة زي وهي بتسأل نفسها ده في صالحه ولا لأ..فاهمنى
_فاهم بس هى عارفة ازاي بحب مهند!
_حتي لو عارفة..ده مش كافي يطمنها على الأقل لحد  دلوقت!
_ طيب ايه نصيحتك اتصرف ازاي اسيبها تبعد عني واقف اتفرج يا يزيد
_لأ طبعا ماتديهاش فرصة تبعد أصلا  أفرض وجودك وحاصرها بمشاعرك أكتر من الأول واهتم بيها بكل الطرق المشروعة وخليها تثق في حبك ليها ولمهند!
صمت پرهة يزن حديث أخيه في عقله..ثم تسائل پقلق 
_ طپ افرض مجرد افتراض انها سمعت كلامي مع ماما.. تفتكر في فرصة تثق فيا تاني أي حاجة هقولها أو اعملها هتعتبرها كدب وخداع! 
_ حتى لو افتراضك صحيح.. كل الحكاية انك هتتعب تاني معاها لحد ما تقتنع إن حبك حقيقي..وهنا بالذات ياعابد هيظهر قد إيه انت بتحبها وتقدر تعافر عشانها.. وكل ده في الأخر هيوصلها..! 
_ طيب وماما أعمل ايه معاها..دي قالت هتغضب عليا لو فكرت في زمزم زوجة ليا..!
_ماما سيبها عليا انا كفيل بيها..هعملها غسيل دماغ ومبقاش يزيد ان ماخليتها هى اللي تروح تخطبها ليك
تهلل وجه ونفض عنه غبار البؤس الذي اجتاحه منذ قليل هاتفا بجد يا يزيد تقدر تقنع ماما تخطبهالي
تمتم بثقة السؤال ده عېب منك في حقي..هو انا عمري وعدتك بحاجة وأخلفت فيها 
_ابدا..طول عمرك كبير وأحسن وأحن اخ في الدنيا كلها
ثم أحتضنه بحراره بعد ان زال عنه الحزن وشعر بخيط امل تسرب لنفسه وبدد كآبته!
ربت يزيد على ظهره مستطردا المهم انت املى ايدك من زمزم وخليها توافق على ارتباطكم وكل حاجة بعد كده سهلة!
_ ربنا يقويني.. ادعيلي! 
ومنحه نظرة مفعمة بامتنانه وحبه له  وعقبال ما اطمن عليك انت كمان يا يزيد.. دي فرحتنا الكبيرة.. كلنا منتظرين اليوم ده!
غمغم ونظرة عيناه توميض پغموض  قريب جدا
انشرح وجه عابد وقال بحماس  بجد يا يزيد
يعني في واحدة معينة في دماغك!
ھمس وهو يوميء بذات النظرة الأولى 
مش بس في دماغي..!
في قلبي! 
تأنقت اليوم أكثر من العادة لا تذكر كم من المرات عادت من عتبة باب شقتها لتتأكد من تناسق وجمال ردائها وصفاء ملامحها..ثلاثة أيام فقط هم عمر غيابها عن الشركة.. وعنه.. لكن تشعر كأنها دهرا..لما اشتاقته هكذا.. ولما تخاف رؤية بذات الوقت اهتمامه بها في وعكتها الطارئة تذكيره الدائم بمواعيد علاجها ومحادثاته الهادئة الدافئة أشعرتها انها تكتشفه للمرة الأولى.. أحمد.. ذاك النسمة التي صاحبتها طيلة الليالي الماضية وأنست وحدتها وبددت شيء من كآبتها.. كيف يكون بهذا الحنان.. وما اللذي يعنيه هل يكن لها
10 

انت في الصفحة 9 من 10 صفحات