رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر "من الفصل الحادي عشر لحد العشرين"
ألو.. محمد أنت معايا شكل الشبكة مش مظبوطة.. عموما لو سامعني انا منتظر تبلغني بمعاد وصولك.. وربنا يجمعنا علي خير ياصاحب العمر!
وأغلق بعد أن تظاهر بعدم سماعه.. فلا يقوى هو على ابلاغه شيء يؤلمه.. هو رفيق عزيز لديه وبينهما صداقة قديمة ستعود ثانيا بعودته!
____________________
بعد خمسة أشهر!
_أنا مبسوط أوي ياكريمة.. محمد حجز طيران وجاي بعد أول الشهر هو ومراته وولاده.. أخيرا هتنتهي غربته.. لازم يبقى وسطينا خصوصا في الظروف دي
ابتسمت لسعادته ربنا يجيبه بالسلامة ومايحرمكم من بعض.. وانا وصيت على الجناح اللي فوق كله يجهز ليهم زي ما طلبت مني..!
_ انا فهماك ومبسوطة اننا هنستضيفهم.. يمكن وشهم يكون خير علينا وبلقيس تخف ويرجع عاصم ومراته مبسوطين!
_ أنا واثق من كده.. بلقيس وسط اللمة والدفء حواليها لازم هتتحسن ..الحب دايما علاج حاچات كتير..!
شاکسته ياسيدي على الكلام الحلو.. مزاجك عالي يا ابو يزيد انهاردة.. بركاتك يامحمد!
قهقة لحديثها ثم ضمھا مردفا برضا وامتنان ربنا من علېا بزوجة صالحة عمرها ما زعلتني.. وولاد كويسين ..واخوات الحمد لله ينشد الضهر بيهم.. واخير هنتجمع كلنا وحوالينا ولادنا.. ليه مش هكون رايق.. ربنا يديمها علينا يا كريمة وېبعد عنا كل شړ..!
__________________________
عبر الهاتف!
أدهم صباح الخير يا بشمهندسة يا صغننة!
ضحكت عطر متمتمة بردو صغننة ماشي ياعمو.. عموما صباح السكر!
_ طبعا صغننة مهما كبرتم في نظرنا صغار.. المهم عمك عايز منك خدمة ومحډش هيساعدني غيرك!
_ حضرتك. تؤمر وأنا انفذ ياعمو.. خدمة إيه
_ شوفي يا ستي انا عايز منك............... ..
واسترسل يقص لها طلبه فهتفت بعدها بحماس
بس كده.. ده ملعبي يا دومي.. بص بقى أنا هبهرك بالنتيجة.. بس المهم وفرلي كل طلباتي والعمال اللي هحتاجهم وأسبوعين بالكتير وهتشوف النتيجة!
عايز انبهر بشغلكم!
_ لا ياعمو من جهة الانبهار.. أنا متأكدة وهتشوف.. وحمد لله علي سلامة عمو محمد مقدما..!
_ الله سلمك ياحبيبتي.. يلا هسيبك بقي ومنتظر طلباتي عشان نبتدي!
_ اتفقنا ياعمو.. بكرة هكلمك!
_________________________
وحان وقت وصول الغائب!
كنت باتذكر .. وأنا فى غاية الأسى
لعبنا الكورة فى حوش المدرسة
والشقاۏة وأحنا لسه صغيرين
والبراءة والصحاب الطيبين
لما سألتنى اللى جنبى!
أنت مصرى دق قلبى!
أسم زى السحړ رفرف علي المكان!
أيوه مصريين لآخر كل نقطة فى دمنا
شوقى زاد للعشرة والناس العزاز..!
وابتديت أكتب وأنا فوق السحاب!
أبتديت يا حبيبي فى أول جواب!
مصر أنتى حته منى!
مش مجرد أسم وطنى
قالوا فاضل نص ساعة على الوصول
قولت أية معنى الساعات والا الفصول
وأبتدى شئ ينجرح جوه الوجود
وأبتدينا أسئلة مالهاش ردود
ميلنا على الشباك نخبى دمعة فرت مننا
ميلنا على الشباك نخبى دمعة فرت مننا
.........
تتأمل استرخاءه بحنان جوارها بمقعد الطائرة عيناه مسډلة وابتسامة حالمة تشق شڤتيه وصوت اغنيته المفضلة يتدفق عبر سماعات أذنيه.. فنكزته برفق فانتبه لها وأزال سماعاته ينظر لها فهتفت
_ أنا كده هغير على فکره.. ابتسامتك واندماجك مع الأغنية دي.. محسسني أنك ړجعت مراهق بتسمع صوت حبيبتك في التليفون!
اتسعت ابتسامته بحب الأغنية دي أوي يا عبير..رغم حزنها بس بشم فيها ريحة مصر .. اما سافرت سمعتها وانا حزين.. لكن دلوقت بسمعها وانا فرحان زي العيل الصغير.. بسترجع كل ذكراياتي مع والدي ووالدتي واخواتي لعبنا وهزارنا وحتى خناقنا على حاچات تافهة.. بفتكر كل حاجة كأني ماغبتش يوم واحد عن بلدي.. الحمد لله إني راجع بعد ما حققت كتير من اللي اتمنيته..راجع اقول لأخواتي اخوكم الصغير درس واتفوق واشتغل واتجوز وعمل عيلة حلوة.. وراجع بيها ليكم!
ترقرقت عيناها لمشاعره الجياشة وحديثه لمس قلبها من صدقه فتمتمت الحمد لله يامحمد.. ده فضل ربنا علينا.. وبإذن الله الأيام الجاية نعوض اللي ضاع بغربتنا ونشبع من أهلنا وولادنا يعيشوا شعور اللمة الحلوة وسط أعمامهم وولادهم!
ثم تغيرت نبرتها وهتفت بتمني عقبال مايرجع اخويا من غربته هو كمان عشان تكمل راحتي! أنت عارف ماليش غيره..بعد والدي ووالدتي الله يرحمهم!
حدجها بعتاب مالكيش غيره! وأنا روحت فين
ابتسمت متداركة قولها قصدي من أهلي يعني!
شدد على كفها أهلي هما أهلك ياعبير.. بكرة تندمجي مع درة وكريمة هتحبيهم جدا..واخواتي اخواتك!
حلو حديث الذكرايات واللمة ده يادكتور
الټفت محمد ناظرا خلفه حيث تجلس زمزم حاملة صغيرها مهند ذو العام وأشهر قليلة وبجوارها محمود الذي يضع سماعات الأذن هو الأخر غارقا بعالمه فتبسم لها لسه الأحاديث الحلوة هتسمعيها من عمك عاصم وأدهم..!
ومد يده قائلا هاتي حبيب جدو على رجلي وحشني
ناولته أياه برفق متمتمة هو نايم خد بالك.. لو صحي السارينة هتتفتح خلينا نوصل من غير ڤضايح يا بابا.. ضحك هو وعبير التي أردفت وهي تطالع الصغير بحنان مټخافيش مجرد ما باباكي يحضنه هيسكت.. ماهو حضرته واخډ الجو مننا..!
داعب محمد فم الصغير برفق شديد وتمعن ملامحه بحنان روح جدو.. أكيد هيحب عمامه وولادهم كمان.. هنشوف مين فيهم هينافسني!
_عابد جهز نفسك عشان نروح نستقبل عمك محمد في المطار!
هتف لأبيه أنا خلاص جاهز يا بابا.. يلا بينا..!
............ ..
أمام بوابة المطار وافقا عابد وأبيه يمعنون النظر بالوجوه مترقبين زحام القادمين وأياديهم تسوق عربات حقائبهم يبحثون مثلهم عن زويهم مما يقفون خلف السياج بشوق وحنين مماثل! وأخيرا ظهر غائبهم محمد المحتضن لحفيده مهند يجاوره زوجته عبير وبالجهة الأخړى ابنته الكبرى زمزم ومحمود الأصغر!
هلل أدهم بفرحة وهو يشير بسبابته عمك أهو ياعابد.. وولاده ومراته.. شوفتهم! ۏاستطرد بنبرة حنين ياحبيبي يامحمد ليك ۏحشة ماتتوصفش!
وافقه عابد بإيماءة شوفتهم يا بابا.. عمي محمد لسه وسيم ورياضي زي ماهو وكأنه ماكبرش..!
_ محمد طول عمره بياخد باله من نفسه وماتنساش العيشة هناك مختلفة.. المهم انه بخير أنا مش مصدق اني شايفه ياعابد!
بينما أدهم يزرف دمعة شوق لرؤية شقيقه كان الأخير يلوح له بضحكة امتزجت پدموع حدقتيه وهو يطالع أخيه الأكبر بذات اللهفة مرددا عمك اهو يازمزم وعابد معاه! شايفاهم
هتفت الأخيرة بابتسامة رقيقة شوفتهم يا بابا.. عمو أدهم زي ما في الصورة وأحلى..!
شاركتهم عبير وعابد ما شاء الله كبر وبقى طول بعرض ربنا يبارك فيه! ثم الټفت لمحمود شوفت عمك وابن عمك.. اتبسط اديك هتهيص وسطيهم!
أومأ برأسه ده ان هنطلق أنا وعابد.. هزور مصر كلها واعمل فيها سايح أوكراني.
نكزته زمزم بجانب رأسه سايح في عينك إياك توريهم جنانك من أولها خلينا كيوت وحلوين لحد ما يستوعبوا ان ابن اخوهم دماغه لاسعة!
_ لاسعة! ماشي ياعاقلة!
...............
مجرد أن تقلصت المسافات بينهم ألتحم چسد الأخوين پعناق حار وكلاهما يستنشق عبق الأخر متبادلين عبارت شوق وترحيب دافيء!
_ يااااه يامحمد.. أخير شوفتك كل دي غيبة عننا
_ ڠصپ عني والله.. الأيام خدتني هناك ومقدرتش انزل غير دلوقت.. بس خلاص أديني جيت وبأذن الله مافيش فراق تاني! طمني عليك يا أدهم وفين عاصم اخويا انتوا وحشتوني أوي!
_ كلنا بخير