غيبيات تمر بالعشق كاملة حتى الفصل الاخير بقلم مروة البطراوي
تقف بجانب والداتها لا تختلف عنها مطلقا ...التقط أنفاسه بقسۏة وجمود وبدت تعابير وجهه صلبه وعيونه التي لا ترف مسلطه عليها لينهر نفسه علي اعتبارها مختلفه...فمثل هذا المكان لا أحد يجبر علي الدخول اليه...حتي ولو كانت والداتها تحديدا...حدث نفسه وهو مازال مسلط عينيه عليها قائلا
ليلتك سوده يا ريحانه الزفت.
وجدها تتحرك مع والداتها نحو باب الخروج ومع ذلك الشاب الذي تحدث عنه أمير ليقوم بخطي مسرعه ويصل اليهم قبل أن تفر هاربه منه
ريحانه حبيبتي ...كويس انك جيتي ومش طنشتيني ...أنا تعبانه أوى يا ريحانه وعايزاكي تروحي معايا...لأحسن أموت في البيت وأنا قاعده لوحدي.
مكنش ليه لزوم خروج وسهر يا ماما...انتي مش صغيرة..ومش كفايه اللي بيحصل في البيت...جايه تكملي هنا...ربنا يستر ميبقاش عليكي ديون.
ردت شمس وهي متوجهه نحو سيارة المدعو زاهر ابن صديقتها لتنظر اليها ريحانه بتوجس وتكاد أن تسألها ماذا تفعل لتتصنع شمس التعب قائله
اركبي يا ريحانه..ده زاهر ابن نعمات...وبعدين انتي عايزانا لسه نستني تاكسي وأنا في حالتي دي...أنا مش هقدر ...ممكن أقع منك...
مش هيحصلك حاجه يا ماما...بلاش الحركات دي لو سمحتي...أنا هتصل بنورا تيجي تاخدنا بعربيتها وفرصه أجيب لبسي من عندها.
حاولت ريحانه الهروب ولكن دون جدوى فقد قامت شمس بسياسه الضغط عليها قائله
اركبي بقا يا ريحانه أنا تعبت...ده مسافه السكه زاهر مش هيعضنا...ده لطيف خالص...وبالمرة هيفوت علي السوبر ماركت يجيبلنا أكل.
اااه....ايدي....دمممم
التتفت و هي تتحسس يدها والډماء تتدفق منها لتجحظ بعينيهاحيث وجدته يقف أمامها بعيونه اللتي تملأها الشرار قائلا وهو ينظر الي زاهر وشمس الذي استغربت وجوده لتخرج من السيارة مسرعه كأنها ليست بمريضه لتهتف پعنف قائله
تلجلج زاهر پخوف فهو يعلم من زيدان ومدي سطوه ليرتبك قائلا
طب ما نحلها ودي...يعني أكيد زيدان باشا ميقصدش...اتفضل يا باشا العربيه تحت أمرك أي خدمه...شمس هانم صديقة والداتي وتعبانه.
ابتعدت ريحانه تتوجع بيدها وتأن لتقوم بالاتصال بنورا لتنقذها من هذا الموقف لتحدثها قائله
نورا الحقيني...ماما كانت تعبانه وجيت أخدها من نادي القماړ وكانت مرتبه أروح معاها ومع زاهر في عربيته...زيدان طلعلي من تحت الأرض.
لم تستطع سماع رد نورا حيث أخذ الهاتف من يدها الأخرى وأغلقه ثائرا وهو يجز علي أسنانه
تاني غلط ليكي النهارده...الأول وجودك في مكان قذر وانتي عملالي فيها شريفه وراحه تركبي مع البيه ...علي أساس الهانم مش بيهمها الفلوس..
واستطرد وهو يرفع اصبعيه السبابه والوسطي قائلا پغضب
.والتاني الهروب...اللي مش مسموح يحصل وأنا موجود.
ارتعدت ونظرت حولها فلم تجد سيارة زاهر ووجدت والداتها تجلس بسيارة زيدان تزفر بحنق قائله بصوت همجي عالي
لا بقا...انت مشيته علشان تقفوا تسايروا...خلصوني من أم الليله الهباب دي...وانتي يا ريحانه ابقي فهمي زيدان باشا ان زاهر في حكم خطيبك.
لتنظر ريحانه علي الفور الي وجهه الذي كساه الڠضب وتذهب الي السيارة وتجلس وهي ممسكه يدها تتحسسها لتجده يتناول علبه الاسعافات الأوليه ويرميها علي قدميها كي تحقن دمائها ويتوقف الڼزيف المتسبب فيه وهي تائهه فيما حدث وعنفه وقسوته في التعامل لتنتبه علي حديث شمس وهي تستكمل خبثها قائله
انتي روحتي فين ...مش كنتي تفهمي البيه قريب طليقك ...ان زاهر اتقدم ليكي وراضي بعيبك...ومستعد يعيشك في جنه...لأنه بيحبك أوى يا ريحانه.
وضع يده علي المقود وانطلق مسرعا حتي أن ريحانه استشعرت أنه يقودهم الي المۏت ولا يهمها يا ليته يقودها الي المۏت لكي ترتاح أما شمس فابتسمت وهي تنظر اليه في المرأة بخبث وبمكر لأنها فهمت ما يجول برأسه جيدا.
مروة محمد حصرى لموكا ممنوع النقل
غيبيات تمر بالعشق
مروة محمد مورو
الفصل الرابع
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ظلت أصوات صرير سيارته وهو يقودها تتردد في أذنها طوال الليل كأنها لحن جنائزى بحت ومنمق كأنه يتفنن في تعذيبها ... حيث كان يقودهم بسيارته كمن يقودهم الي الهلاك...ازدادت ڠضبا من جبروته الجامح حينما تذكرت غلقه لباب سيارة زاهر علي قبضة يدها ..اندهشت من الهلع والخۏف الذي بات بأعين زاهر لمجرد رؤيته...لم تكن متوقعه ظهوره في هذا المكان تحديدا...كان يصدر من عينيه موجات ڠضب وشرار...ظل مستمرا علي حالته الي أن تم توصيلهم..فهبطت شمس وصفعت الباب كأنها لم تكن مريضه...لتختطف ريحانه نظره سريعه اليه و تسأله بتوجس سؤال لا اجابه له
منين عرفت اني في النادي...ومنين تعرف زاهر
رده عليها كان باردا متمثلا في فتح الباب المجوار لمقعدها والاشارة لها أن تهبط من سيارته بصمت...وبالفعل رفعت أنفها شموخا وهبطت من السيارة وأدارت ظهرها ليدوى في أذنها صوت صرير سيارته أثناء رحيله الثائر.
غيبيات تمر بالعشق بقلمي مروة محمد
صعدت ريحانه الي شقة والداتها وبحثت عنها وجدتها نائمه بملابسها فهي مخمورة لدرجه كبيرة...ذهبت الي الغرفه الأخرى وجلست علي فراشها تنظر الي الفراغ بشرود حتي تعالي صوت هاتفها لتنتفض وتجده رقم نورا....لتجيبها ريحانه بنعم ... فتتنهد نورا بارتياح قائله
ريحانه..ايه اللي حصل ...موبايلك فصل منك ليه. ...أنا تفكيرى اټشل مبقتش عارفه أعمل ايه...ونسيت أخد منك عنوان النادي...وايه اللي جاب زيدان عندك.
ردت عليها ريحانه بحنق شديد
كنت رايحه أجيب أمي العظيمه من نادي القماړ...و ألاقيها مرتبه لسهرة ليا أنا و الزفت زاهر...بصراحه كنت عايزة أخلص منهم بأي
طريقه
..
سألتها نورا بتوجس قائله
طب وانتي اتصلتي بزيدان يجي يخلصك صح...طب كويس جدا برافو عليكي...بس جبتي رقمه منين...وليه مرجعتيش لحد دلوقتي...
هزت ريحانه رأسها بيأس علي فهم نورا الخاطئ وردت باستهجان قائله
يعني أنا حتي لو معايا رقمه يا نورا هتصل بيه علشان ينقذني من زاهر...لا طبعا ... سيادتك أنا قلت هركب معاهم لغايه ما أوصلها البيت وهركب تاكسي وهرجعلك.
خبطت نورا يدها برأسها قائله
عندك حق...بس انتي قاعده عندك بتعملي ايه...ومين اللي وصلك بيت مامتك...وبرضه مقولتليش...هو زيدان بيراقبك يا ريحانه.......
استشعرت ريحانه فضول نورا فأرادت اراحتها قائله
ايه اللي انتي بتقوليه ده يا نورا ...أنا مين علشان واحد
زيه يراقبني ...أنا لغايه دلوقتي معرفش ده طلع منين...يمكن كان رايح يلعب...ما هو اللي زيه مش مظبوط.
لوت نورا شفتيها قائله
ولما هو يا أوختي مش مظبوط...ليه صابر لغايه دلوقتي و مأخدش حقه من الزفت
قصي...نفسي أعرف دماغه دي بترتب لايه...وبيلف حواليكي ليه.
ڠضبت ريحانه واحتد ڠضبها قائله
نورا بقولك ايه ...مش كل شويه تحسسيني ان في مصېبه داخله عليا...جايز يكون معدي صدفه...وحظى الزفت وقعني في طريقه...بكره في المصنع لازم أواجهه وأعرف هو كان عايز ايه باللي عمله ده.
انتهت المكالمه ونامت ريحانه علي مضض تود أن يأتي الصباح مسرعا لكي تواجهه ..بالفعل حل الصباح وارتدت ملابسها وذهبت قبل أن تستيقظ والداتها...قلقت نورا من مواجهتها له فتحدثت في محاولة اقناعها قائله
ما بلاش يا ريحانه...عادي اعتبري نفسك محصلش حاجه...وبعدين انتي بتقولي خلصك من زاهر وسماجته...هتروحي تحاسبيه و تقوليله انت ايه اللي جابك.
ضړبت ريحانه علي سطح رخامه المعمل بيدها السليمه قائله
لا يا نورا...الحكايه مش حكايه ايه اللي جابك ولا طلعت منين...الحكايه طريقته الزباله لما يخبط ايدي في الباب...ده كان ناقص يضربني بالقلم.
شهقت نورا ووضعت يدها علي شفتيها جاحظه بعينيها تقول
انتي بتقولي ايه ضړبك...ليه ان شاء الله...كنتي مراته وبيغير عليكي لا تركبي في عربيه غيره. ..ده لو قصي شافك حاليا مش هيتجرأ يعمل معاكي كده.
وكأن نورا تطرقت لجمله مهمه واستحضرتها جيدا لترفض ريحانه ذلك التعبير قائله
مش للدرجه دي يا نورا...بلاش خيالاتك دي...يمكن حس فعلا اني في ورطه وحب يساعدني...وأنا مش مضايقه أنه ساعدني ... أنا مضايقه من أسلوبه.
ضحكت نورا قائله
مش بقولك عبيطه و هتفضلي طول عمرك كده...زمان قصي ضحك عليكي باسم الحب...ودلوقتي التاني اللي طالع في البخت...قال يساعدك قال.
نظرت ريحانه الي الفراغ بحزن قائله
كنت مفكرة اني استقويت بعد اللي عمله فيا قصي...بس باين اخيبيت أوى...أنا غلطانه ان نزلت اشتغلت أساسا بس كنت هعمل ايه يعني
ربتت نورا علي يدها قائله
اللي حصل مش بايدك يا ريحانه...مامتك مسبتش فرصه الا لما سدتها في وشك...وأهي لسه بتحاول تجوزك ننوس عين أمه...كل ده علشانه شوال فلوس.
شردت ريحانه قائله لنورا
نفسي بجد أهرب من البلد دي و أنسي كل اللي حصل من أهلي ومن قصي وأهله...معرفش أنا قلبي مقبوض ليه ومش مرتاحه للي جاي.
هتفت نورا بلوم مصطنع قائله
وتهربي مني يا حبعمرى.
أحسوا بحركه خارج المعمل لتذهب الي شرفه المعمل و تجد سيارته مصفوفه لتفهم أنه جاء أعلمت نورا أنها ذاهبه اليه و بالرغم من اعتراض نورا الا أنها صممت لتقوم بفتح باب المعمل وتخرج منه لتتفاجئ بوجود سمر أمامها تنظر اليها باستحقار وتبتسم بخبث قائله
ايه ده انتي هنا...أنا قلت مش هتيجي النهارده بعد سهرتك امبارح في نادي القماړ أصل زيدان قالي أجي أخد الشغل من نورا...علشانك سهرتي امبارح.
كلمات سمر أعطت اشارات لعقلها أنه كاذب عندما أعلمها انه لم يعلم أحد بعمله وها هو الأن أخبر سمر بذهابها للنادي ولكن مهلا ابتسمت اليها ريحانه بسماجه قائله
أهلا يا سمر...وحشتيني...لا متقلقيش أنا جامده جدا...بسهر أه...لكن كله الا شغلي...ده لعبي الأول والأخير...وأنا بحب ألعب أوى...وأشطر منك كمان.
اغتاظت سمر من ردها وكادت أن ترد عليها لتقاطعها نورا قائله
اه والله يا سمورة الدكتورة ريحانه دي...أجدع مننا كلنا..فضلت مسهراني لوش الفجر ونمت منها في التليفون و أجي هنا الصبح ألاقيها جت قبلي.
لوت سمر شفتيها قائله
دكتورة ! والله زمان...طيب يا ست الدكتورة سواء جيتي ولا مجتيش زيدان عايز أخر النتائج...وعايزني أنا اللي أسلمهم مش انتي...فهاتيهم خلينا نخلص.
موكا سحر الروايات رواية غيبيات تمر بالعشق
جزت ريحانه علي أسنانها وقامت باعطائها نتائج قديمه حتي تريهم من هي ريحانه وبالفعل طارت سمر من سعادتها وأخذت النتائج ودلفت الي زيدان الذي أفاق من شروده وتغيرت ملامح وجهه عندما وجد الملف بيد سمر وليس ريحانه فتح