كاليندا بقلم ولاء رفعت
اللي ها تتجوزه يبقي يوريني إزاي هايتجوزها بعد ما علمت له عليها.
_إيه ياض الجبروت اللي أنت فيه ده! أنت مستهون باللي عملته! ضيعت شرف البت المسكينة وكمان بتتباهي بوساختك.
رفع زاوية شفتيه بتهكم
_ مسكينة! الله يرحم لما كنتي بتقطعي في فروتها و علي يدك كنت ومازالت لحد ما قبل أعمل عملتي فيها كنت رايدها في الحلال لكن هي اللي رفضتني وراحت لحتة الواد المعفن اللي أخره يشتغل صبي عند أبويا في الهايبر بتاعه.
_ أنا مكنتش طيقاها ولا طايقه أمها بس عمري ما أتمنيت ليها حاجة زي كده أنا عندي بنت و الدنيا دواره مخوفتش لتتردلك فيا ولا في أختك
صاح پغضب
_ ده اللي يفكر يبص لأختي أدبحه ولو نايم في حضڼ أمه.
_ يالهوي ياهدي علي اللي هيجرالك من تحت راس إبنك الصايع الفاجر بكرة البلد كلها هتتقلب عليك وعلي أبوك وعلينا كلنا و يا خۏفي لو زينب و محمد خدوا بنتهم وقدموا فيك بلاغ ده تبقي مصېبة.
_ يبلغوا عشان بنتهم تتفضح في كل مكان ما تقلقيش مش هايقدروا يعملوا حاجة هيخافوا علي سمعة بنتهم وأظن بعد اللي حصل مش هيعتبوا خطوة بره بيتهم سواء هم ولا جيران الهنا.
أتسعت عينيها ووقفت أمامه
_ ناوي تعمل إيه تاني يا إبن ال...
أنتبه لنبرتها الجادة والغاضبة فقال بتأفف
_ بقولك إيه أنا تعبان وعايز أخد لي دش وأنام يلا أطلعي برة وخدي الباب في إيدك.
حادة وقاټلة فقالت قبل أن تغادر
_ ربنا يبعد عنك شيطانك يا ابن بطني.
وبعد أن غادرت نهض مسرعا ليمسك بالهاتف وبعد أن تفاجئ إنه ليس بهاتفه بل هاتفها وتذكر إن الواقعة سجلت عليه صوت وصورة وأرسل نسخة منها إلي هاتفه قبل أن يفقده.
ضغط علي جهاز توزيع الأنترنت ثم نقر في الهاتف علي الرقم السري الخاص بجهازه حتي أصبح الهاتف متصل بشبكة الإنترنت نقر علي علامة برنامج الدردشة
ضغط إرسال...
الفصل الثالث
بعد أن عاد إلي منزله مكث في غرفته لينعم بهدوء وراحة بعد شقاء عمل طوال النهار يفكر في أيامه القادمة والتي يتحمل من أجلها أي تعب يهون كل شيء في سبيل امتلاك شمسه.
أمسك بالهاتف وكعادته كل ليلة قبل النوم يفتح الملف الممتلئ بصورها و ضحكتها الخجولة التي يعشقها تنهد بحرارة وقال تفعيل خدمة الإنترنت من شبكة هاتفه وبمجرد أن أتصل بالإنترنت صدح رنين رسالة واردة و اسمها يعلوها كانت الابتسامة تكسو ملامحه.
أنا خليتها لا تنفعك ولا تنفع لغيرك يا عريس الغفلة
هكذا كانت تفاصيل الکابوس المخيف الملازم لها منذ الحاډث تستيقظ علي صړخة دوي صداها في
_ أعوذب بالله من الشيطان الرجيم إهدي يا حبيبتي ده كابوس وراح لحاله ما تخافيش.
_ قومي يا شمس قومي تعالي أغسلك وشك وهاروح أحضرلك هدوم عقبال ماتخدي لك دش أكون حضرت لك الفطار.
أجابت شمس بصوت يخرج بصعوبة
_ مش عايزة أكل.
_ ما ينفعش يا عين أمك أنتي علي لحم بطنك من إمبارح ولما لاقيتك روحتي في النوم قولت أسيبك براحتك يمكن ترتاحي.
بدأت الأخرى في وصلة بكاء جديدة بصوت ذو بحة
_ أرتاح! فين الراحة يا ماما ما خلاص خلاص.
عانقتها والدتها بقوة وقالت بحزم
_ أقسم بالله لنجيب لك حقك وأفضحه وأفضح أهله كفاية بقي بكێ يابنتي قومي أعملي اللي قولت لك عليه وأتوضي وصلي عايزه أشوف شمس بنتي القوية.
أنسحبت من حضڼ والدتها ونظرت لها بعينيها الدامعتين ونظرات قلة حيلة وانكسار.
نهضت زينب و هي تكبت عبراتها لا تريد البكاء أمامها حتي لا تزيدها حزنا وهما وقبل أن تغادر الغرفة قامت بتشغيل المذياع علي إذاعة القرآن الكريم وفتحت جزء من النافذة الخشبية لتسمح بأشعة الشمس الساطعة بالدخول وتجديد هواء الغرفة ثم ذهبت.
_ يلا يابني أخرج الفطار هيبرد أنا عامله لك الطعمية السخنة أم سمسم اللي أنت بتحبها.
قالتها سحر والدته فأجابت إسراء عليها بعد أن خرجت من المرحاض تجفف وجهها بالمنشفة
_ سبيه يا ماما آبيه لسه نايم من شوية وسألته لو عايز حاجة قالي ماحدش يصيحني.
عقدت حاجبيها بتعجب وقالت
_ غريبة أخوكي عمره ما سهر للفجر ده بينام ويصحي يصليه وينام له شويه ويصحي يفطر ويروح علي شغله.
_ مش عارفة بقي يا ماما هو إمبارح راح أطمن علي شمس وقعد عندهم شويه ورجع دخل علي أوضته فضلت أخبط عليه عشان أطمن عليها منه بس ماردش عليا.
_ ليكونوا يا بت مټخانقين ولا حصل حاجة لاء كده يبقي فيه حاجة أنا هادخل أصحيه وأعرف فيه إيه.
وقبل أن تدخل غرفة ابنها سألتها
_ يطمن علي شمس ليه هي جرالها حاجه بعد الشړ
أجابتها الأخري
_ أتأخرت في الدرس إمبارح ومكنتش بترد علي آبيه ولا مامتها وتليفونها فصل بعدها ولما آبيه جه من برة راح أطمن عليها وشوية ورجع كان متضايق و دخل أوضته وقفل علي نفسه.
_ طيب أنا داخله له و أنتي روحي علقي علي براد الشاي لأبوكي.
دلفت سحر بهدوء إلي الداخل وبمجرد دخولها استنشقت رائحة دخان سجائر والمنفضة علي الكومود ممتلئة بأعقاب السچائر شهقت واضعه كفها علي صدرها
_ رجعت للسجاير تاني! عملت فيك بنت زينب عشان ترجع تدخن بعد ما بطلتها بقي لك سنتين.
فتحت النوافذ وقامت بتشغيل المروحة لتطرد تلك الرائحة النفاذة ثم أخذت تربت علي كتفه
_ أصحي يا أحمد يلا عشان
تفطر وتلحق تروح شغلك.
تقلب بتأفف قائلا بصوت يغلبه النعاس
_ سبيني أنام يا أمي مش رايح الشغل.
ردت بإصرار وإلحاح
_ طيب قوم قولي مالك حصل حاجه ما بينك و بين شمس إمبارح
وحين ذكرت اسمها لتصعقه ذاكرته بما جعل النوم يجافيه طوال الليل وقد جن جنونه بدون سابق إنذار نهض كالثور في عنفوانه
_ مفيش حاجة وسيبوني في حالي بقي محدش يكلمني ولا عايز أشوف حد.
هرعت والدته پذعر واتجهت إلي الخارج من صياح نجلها و غضبه الذي ثار كالعاصفة الهوجاء أخذ يلقي كل شيء في الحائط و علي الأرض مما أفزعهم جميعا و ذهبوا ليروا ما حل به وما أن خطت أقدامهم باب الغرفة صفقه في وجوههم.
صاحت والدته غاضبة
_ بقي كده يا أحمد! والله لهروح لها بنفسي و أشوف إيه اللي خلاك زي المچنون كده علينا.
رد عليها زوجها
_ سبيه يا سحر لما هيهدي هيجي يحكي لك كل حاجة.
_ أنت ما شوفتش منظره كان عامل إزاي ده مش أحمد إبني مليون في الميه البت وأهلها عملوا فيه حاجه ولا نكدوا عليه.
أخبرتها ابنتها
_ خليكي يا ماما وأنا هاروح لشمس وأشوف إيه الحكاية وإن شاء الله خير.
و في منزل شمس انتهت والدتها من إعداد الفطار وأخذت تنادي عليها ثم ذهبت إلي غرفتها فوجدتها تقيم فرضها و أنين بكائها وصل لسمعها فنظرت نحوها بآسي وحزن علي حال ابنتها انتبهت إلي رنين جرس المنزل فقالت
_ و مين اللي جاي الساعة دي.
فتحت الباب لتجدها إسراء
_ صباح الخير يا طنط شمس صاحية
ردت بابتسامة مصطنعة تخبئ ما يكسوهم من الحزن والهم
_ صباح النور أدخلي لها هي بتصلي في أوضتها.
ولجت إلي الداخل واتجهت إلي غرفة صديقتها فوجدتها ترفع يديها في وضع الدعاء وتبكي بشدة تقول
_ يارب مليش غيرك يارب يارب أمنحني الصبر علي هذا الإبتلاء.
طرقت الباب الموارب
_ شمس
ألتفت إليها وبمجرد أن رأتها أخذت تبكي ركضت الأخرى نحوها وعانقتها وقلبها انتفض من رؤيتها في تلك الحالة البائسة.
_ مالك يا شمس فيكي إيه يا حبيبتي أنا جيت لك أتطمن عليكي وأشوف
حصل إيه آبيه زعلك في حاجة
أشتد بكائها وقالت كلماتها من بين شهيقها
_ أحمد خلاص هايسيبني مش هيطيق يبص في وشي تاني.
سألتها الأخري بقلق وخوف
_ لا حول ولاقوة إلا بالله ليه بتقولي كده
كادت تجيب لتقاطعها والدتها وتنظر لها بتحذير
_ يلا يا شمس هاتي إسراء وتعالوا عشان تفطروا.
طرقت الباب إحدى جارات عائلة السفوري فتحت لها شقيقة حمزة الصغيرة فسألتها
أندهي لي ماما يا حبيبتي قولي لها أم عفاف عايزاكي.
أومأت لها الصغيرة وذهبت إلي الداخل لتبلغ والدتها التي كانت تصرخ و توبخ شقيقها
أنت أتجننت يالاه إزاي جالك قلب وتعمل فيها كده ده لو أبوها معملش حاجة ممكن خطيبها يقطعك حتت.
صاح الأخر
أخذت تردد بنواح
يا خيبتك القوية يا هدي ابنك علي أخر الزمن هيخلي اللي يسوي و مايسواش يجيب في سيرتكم.
نظر إلي والدته بازدراء و قال معقبا
ده كل اللي همك! سيرتكم!
دخلت الصغيرة إليهما لتخبر والدتها
ماما طنط أم عفاف عايزاكي بره.
رمقتها الأخري بنظرة ڼارية وهمست
يا نهار أسود عليكم زمان الولية سمعتنا و دي ما بيتبلش في بوقها فولة.
ركضت إلي الخارج لتلحق بها قبل أن يفتضح أمر ابنها ولكن لم تجد أحد وباب المنزل مفتوحا يبدو إنها قد غادرت.
و بالخارج في الشوارع و الطرقات ارتفعت الهمهمات بين الناس وبدأ القيل والقال والخبر أندلع في القرية بأكملها كاندلاع الڼار في الهشيم وكالعادة السيئة كل من يخبر الآخر يضع لمساته فوق الخبر حتي يزيد الطين بلاء.
لم تنتظر الجارة أن يصل الخبر إلي عائلة أحمد كامل أخذت تطرق الباب حتي فتحت لها سحر
_ خير يا أم عفاف مالك بتخبطي كده ليه علي الصبح
تلتفت السيدة من حولها لتتأكد أن لا يوجد أحد يراها لاسيما من منزل عائلة شمس ولجت إلي الداخل لتخبرها
_ عايزاكي في موضوع مهم أوي يا أم أحمد.
أغلقت الأخرى الباب وأشارت لها بالدخول في غرفة الاستقبال وجلست هي والأخرى التي قالت
_ بصي يا أم أحمد أنتي حبيبتي وربنا يعلم معزتك أنتي و ولادك في قلبي إزاي حتي البت عفاف بنتي بتحبكم أوي.
تنهدت بضيق وقالت
_ ما تقولي يا أم عفاف فيه أي وغوشتي قلبي وأنا مش ناقصة أنا واحدة مريضة ضغط وقلب.
اقتربت منها وأجابت كأنها تروي لها أسرار عسكرية خطېرة
_ كنت لسه في بيت السفوري عشان أخد من أم حمزة الجمعية و سمعتها ماسكه في خناق الولاه أبنها و شكله عامل کاړثة کاړثة إيه قولي مصېبة.
لوت ثغرها و ربتت علي صدغها بشكل تمثيلي ساخر فأردفت
_ ربنا يستر علي ولاينا من الفضايح يارب.
صاحت الأخرى بعد أن نفذ صبرها
_ ما تنجزي يا وليه و أختصري ما هو إيه الجديد في كده علي طول ابنها
جايب لهم المصاېب.
_ ما أنا جاية لك في الكلام أهو بس زي ما هقولك كده ده اللي حصل الموضوع طلع إن الواد حمزة أستغفر الله العظيم غلط مع البت شمس خطيبة ابنك.
نهضت