الخميس 05 ديسمبر 2024

قصة للكاتبة ولاء رفعت

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

أنا زي ما عرفتي أبقي صاحب مهاب وشغالين مع بعض في شركة ميكرو للبرمجة و إعادة تصنيع الكمبيوتر من الألف للياء و اليومين دول بحضر أفتح شركة خاصة بيا و مستني شحنة معدات و أجهزة هاتوصل قريب إن شاء الله.
أومأت له و علقت بإقتضاب 
بالتوفيق.
عاد بظهره إلي الوراء و عينيه تتفحص كل إنش بها ملامحها ذات الجمال الناعم و الهادئ منذ أن رآها في الحفل و علم عنها كل شئ أنجذب إليها لا سيما أخبره صاحبه إنها صعب أن توافق علي الزواج فهي مرتبطة بوالدتها وشقيقتها بشدة ولا تريد الزواج و تركهم فكانت بالنسبة إليه تحدي و يجب عليه أن يظفر بموافقتها.
أنا عندي ٣٣ سنة مليش أخوات عايش مع والدي بس مش مقيم معاه لأنه عايش في البلد مع أخواته و بياخد باله من الأراضي هناك أصله يبقي كبير العيلة بعد جدي الله يرحمه.
تناول كأس العصير الذي وضعه النادل أمامه للتو أرتشف منه قليلا ثم سألها 
تحبي تحكي لي عن نفسك شوية لو مفيش مانع!
تناولت كأس العصير الذي أمامها و كأنه منقذها من الإجابة تشعر بثقل يجثو علي صدرها لم تكن مستعدة إلي ذلك اللقاء و لم تفكر يوما بتلك الأمور فكل شاغلها الشاغل هو عملها و والدتها و شقيقتها فقط.
تركت الكأس و تناولت محرمة ورقية مسحت أثر العصير من شفتيها و قالت 
أنا حياتي عملية جدا أتخرجت من الكلية بتقدير الحمدلله خلاني حصلت علي وظيفتي مهندسة في شركة عقارات و بإذن الله بسعي عشان أوصل و يكون عندي شركة خاصة بيا و أحقق حلم بابا الل
أستنتجت من تعابير وجهه و كلماته حول المرأة إنه مثله مثل أبناء جنسه و هم أنصار أن المرأة خلقت للزواج و الإنجاب وتربية الأولاد و كأن النجاح في أي مجال قد أنحصر علي رجال آدم فقط!.
بغض النظر إن مش بتفق معاك في كل الي ذكرته لأني مؤمنة إن الست زيها زي الراجل يمكن مسئوليتها بقت أكتر منه في وقتنا الحالي لكن هاكلمك عن ظروفي الشخصية و هي أنا مسئولة عن أختي لحد ما تتجوز وماينفعش أتجوز و أسيب ماما يعني لازم أكون معاها أنا الي بفهمها من مجرد نظرة عينيها و بعتني بيها في كل حاجة أكل وعلاج ماما ليها ظروف خاصة و بتهيألي مفيش راجل 
ألقت كلماتها و ترقبت تعليقه التي تتوقعه لكنه أخفق توقعها و أخبرها بما
جعل الصدمة تغزو ملامح وجهها 
أنا عارف كل ظروفك و موافق أن مامتك وأختك يعيشو معانا أهلك هيبقو أهلي.
عاد من الخارج فوجد والده ينتظره في الردهة أعتلت ثغره إبتسامة يشوبها القلق من ملامح والده المتجهمة 
حمدالله علي السلامة يا بابا حضرتك جيت أمتي
أجاب الأخر بإقتضاب 
من الصبح.
ترك الأخر متعلقاته علي المنضدة و جلس بجوار والده قائلا 
منور يا حاج أعمامي و عماتي وعيالهم عاملين أي
أخبره الأخر بنبرة صارمة لا رجعة فيها 
عمك عبدالعليم مستنيك تيجي عشان تقرأ فاتحتك علي سهام بنته.
قهقه عاصم بتهكم علي كلمات والده التي يكررها كلما أتي إليه توقف فجاءة عندما صاح والده بصوت هادر 
و عشان قلة أدبك و أنت بتضحك و بتسخر من كلامي لتقوم ترجع معايا علي البلد و تعمل الي قولتلك عليه.
نهض و أبتعد قليلا في مواجهة والده يخبره برفض تام 
و أنا بقول لحضرتك مش موافق وعمري ما هاتجوز بطريقة حضرتك و قولتلك يوم ما هاتجوز هاتجوز واحدة أنا الي هختارها سهام لسه عيلة في ثانوي و أنا كبير عليها.
دك والده عصاه الأبنوسية في الأرض و قال 
و أي يعني فرق العمر ما أمك أتجوزتها و هي عيلة عندها ١٥ سنة وأنا كنت ٣٠.
إبتسم بتهكم و عقب علي حديث والده 
يا بابا ده كان زمان دلوقتي الدنيا أتغيرت وبصراحة أنا كنت هاكلمك علي أي

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات