رواية جسار وشمس بقلم ډفنا عمر الجزء الاخير
مين ويحبوا مين.. واحنا ما علينا غير نبارك حياتهم نقول مبروك.
نظرت شمس لصغارها بحنان طاغي وقالت بعاطفة جياشة صح ياطنط.. خليهم هما يقرروا حياتهم هتكون ازاي لما يكبروا.
بعد ست سنوات في فيلا أمين الرشيدي.
_ ريحانة حاسبي تقعي يا حبيبتي.
_ مش تخاف يا بابا مش تخاف.
يوسف برجولة مبكرة أنا واخد بالي من اختي هي ونادر اخويا يا بابا.
شمس جسار شوف اخويا حمزة فين عايزين نبدأ عيد الميلاد بتاع الولاد.
_حاضر هتصل اهو.
أنت فين ياحمزة اتأخرتوا ليه
أجابه الأخير عبر الهاتف انا بالظبط عشر دقايق واكون وصلت يا جسار.
_ خلاص منتظرك..والولاد يا سيدي بيقولوا مش هنطفي الشمع غير لما خالو حمزة يجي..
_ حبايب خالو اللي وحشوني.
_حاضر رايح ارحب بيهم
ذهب ليستقبل جمعيهم فتسائل توفيق
_ فين بابا ياجسار اصله جالك من بدرى ومأخدش علاجه
_جدي هناك اهو مع بابا وعمي رضوان..لو ماتقلقش اخد علاجه كله انا خليته ياخده قدامي..
أشار لها هناك بيلعبوا مع الولاد خدي طارق ابنك واخوه يلعبوا معاهم على ما نبدأ الأحتفال.
ابتسمت إلهام كل سنة وولادك طيبين ياجسار..
غمغم بتهذيب وحضرتك طيبة اتفضلي هناك مع خالتو وطنط صابرين..وحضرتك روح عند جدو وبابا وعمي قاعدين في الناحية التانية.
ثم حدث أخيه قائلا تعالي معايا يا رائف عايزك في حاجة.
راقبهما توفيق بعين غائمة و يبدو عليه الشرود لتلاحظه زوجته متسائلة
_ مالك سرحان في ايه
غمغم بتنهيدة قوية سبقت قوله بتعجب من حال الدنيا يا إلهام الطفل الرضيع اللي أهملناه ولفظناه من حياتنا سنين طويلة ومقدرناش نحسسه لحظة واحدة بحنان الأم والأب وعاش محروم وبيعاني بسببي انا انتي.. هو دلوقت اللي بيسأل علينا و واخد ابننا الوحيد تحت جناحه وعمله عزوة وبقت عيلة جسار الكبيرة واللي تشرف دي عيلة لأبننا ولأحفادنا حتى بابا.. كل أهل جسار بيحبوه و يسألوا عنه و بيوقروه و بقي كبيرهم.. بابا أكتر واحد حصد نتيجه تربيته لجسار يا إلهام عيونه بتلمع من السعادة والراحة وسط العيلة الطيبة والأصيلة دي وانا واكلني تأنيب ضميري وخجلي كل اما اشوف كرم جسار واهتمامه بينا ولد قلبه ابيض ونسي كل حاجة وافتكر بس تربية بابا له وطمرت فيه.
زحفت دموعها فوق خديها فازالها مع قوله
بس تعرفي إن لسه في حاجة حلوة نتمسك بيها احنا ندمنا أنا وانتي و حاولنا نعوضه يا إلهام كنا ممكن فضلنا زي ما احنا قاسين وبعاد عنه يمكن عشان كده ابننا رائف سعيد وهو فرد وسط الناس دي ودي عبرة أخيرة تنضاف للعبر الكتير اللي أخدناها من حكاية الطفل اليتيم جسار اللي بعد حرمانه من الضنا ربنا كرمه بولاد وماحرموش من العزوة.
ايه ياجماعة واقفين بعيد ليه اتفضلوا
التفتوا لجمانة خالة جسار التي واصلت وهي ترحب بهما نورتونا والله.. جمعتنا مابقيتش تكمل من غيركم.. اتفضلوا..
تبادل توفيق وزوجته نظرة أخيرة قبل أن يتبعوا السيدة حيث تتجمع بقية العائلة.
اقترب سريعا حين لمح جسار ضيفاه قائلا بترحيب
يا أهلا بأستاذ حسن ومدام ياسمين نورتونا. ثم رمق الصغيرة بحنان أبوي حقيقي ازيك يا دارين عاملة ايه يا حبيبتي بقيتي عروسة ما شاء الله
حسن بفخر واضح لا وبنتنا متفوقة كمان يا استاذ جسار.
الأخير بامتنان غمر صوته ده بفضل ربنا ثم انتم يا أستاذ حسن اكيد وفرتوا لدارين الأجواء المناسبة عشان تتفوق.
واستطرد بترحيب اتفضلوا الكل منتظركم هناك وانتي يا دارين روحي لاخواتك في الدار هناك بيلعبو مع ولادي.
تمتمت ياسمين بعد ذهاب الطفلة عندنا ليك خبر حلو يا استاذ جسار.
حسن مؤكدا على قول زوجته فعلا عندنا خبر هيفرحك