رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني عشر
كل اللي قولته إن في نقط بنا هتتحدد لما ترجع
_ وقلت تحديدا في علاقتي ببلقيس.. صح
_ صح.. بس اظاهر اني اتسرعت.. كان لازم انتظر لما ترجع!
_ وانا مش هقدر انتظر يا عاصم عشان افهم اللي بتفكر فيه بالظبط.. ارجوك تكلمني بصراحة وتطمني.. في حاجة حصلت مع بلقيس معرفهاش
نظر لزوجته الغافية وخاف إزعاجها فانتقل لمكان أخر وقال اسمعني ياظافر.. أنا يا ابني مقدر شهامتك ومساعدتك لبنتي في محنتها طول الفترة اللي فاتت وانك كنت راجل ومقصرتش ولا ادخرت جهد انك تخليها تتعافى ده معروف عمري ما هنساه لحد ما اموت.. وبما ان بلقيس الحمد لله بقيت افضل واستجمعت نفسها تاني واشتغلت وابتديت تعيش حياتها بشكل طبيعي فأنا...
كأنه غرز خنجرا بقلبه الذي تألم وكاد يتآوه..لم يتصور ابدا أن يشغل تفكيره طريقة ارتباطه الأولى.. ظن أن نيته وصدق رغبته لا تحتاج توضيح وتأكيد.. لكنه كان مخطيء..ووجب عليه إعادة تشكيل الصورة له بشكل أدق وحاسم.. قطع صمته تساؤل عاصم انت معايا ياظافر
لم يجد غضاضة. بتلبيه طلبه فأضاء الغرفة وحول المكالمة لاتصال فيديو فطالعه نظرة ظافر القوية له وهو يقول
_تفتكر ياعمي كنت هكمل مع بلقيس الفترة دي كلها لو كان اللي جوايا ناحيتها مجرد شفقه وعطف ازاي حضرتك بتفكر كده..
_ امال عايزني افكر ازاي ياظافر.. مش ممكن انسى ابدا انك اتجبرت تخطبها باقتراح من طبيبها.. من حقي اخاڤ على بنتي..أنا ماصدقت قدرت تلملم روحها وترجع زي ما كانت.. وانا كل يوم بشوف تعلقها بيك بخاف عليها أكتر.. عشان كده بقولك لو ناوي تسيبها يبقي دلوقتي أفصل بعدين!
هدر بها بقوة واستأنف بلقيس حته من روحي ازاي ابعد واتخلى عنها وكون اني ما وضحتش موقفي قبل كده.. ده لأني كنت معتقد حضرتك شايف بنفسك انا بتعامل ازاي ومصدقني.. أنا لو ناوي اسيبها كنت عملت كده من زمان ياعاصم بيه.. لكن بالعكس.. كل يوم بقرب منها وبحبها أكتر.. بلقيس هي حياتي.. ولو هترتاح لو طلبتها منك تاني.. هطلبها تاني وعاشر ولحد ما تكتفي..المهم تطمن من ناحيتي!
خليك معايا دقيقة هوريك حاجة!
وغاب بضع ثواني واحتل ثانيا محيط الكاميرا التي سلطها علي فستان أنيق ورقيق والأخير يغمغم من يومين شوفت الفستان ده في إحدى دور الأزياء المعروفة هنا.. وقفت أتأمله ولقيتني بتخيل بلقيس وهي لابساه وايدها في إيدي.. وكنت ناوي افاتح حضرتك في رغبتي اني أعقد قراني عليها اول ما ارجع.. وطلبت من والدتي تستعد لتجهيز الجناح اللي هعيش فيه أنا وبلقيس بعد جوازنا..لأن مافيش حاجة تخليني انتظر أكتر من كده.. قولي عايز دليل أكتر من كده ايه عشان تآمن اني بحب بنتك وعايزها انهاردة قبل بكره يا عاصم بيه
_ أرفع راسك وكلمني وقولي ان خلاص مافيش قلق جواك.. قولي انك وافقت اننا نرتب لزواجنا مجرد ما ارجع.. صدقني انا مش هقدر اصبر علي بعدها أكتر من كده!
مسح على وجهه بكفيه وأخذ نفسا عميقا ثم زفره وغمغم بهدوء قدر موقفي يا ابني أنا أب.. لو مش هخاف على بنتي الوحيدة.. أخاف على مين
ابتسم له وأردف قبل ما اديك رأيي عايز منك وعد أخير يا ظافر واتمني تتعهد بتنفيذه!
_ اتفضل.. ايه هو الوعد اللي هيطمنك
تردد قليلا ثم قال الحاډث بتاع بنتي للاسف كان أول تجاربها القاسېة في الدنيا لما فكرت تبعد وتجرب مغامرة بسيطة وعادية بس حصل اللي حصل.. اوعى في يوم تعايرها بيه.. أو تنسى ان بنتي كانت في الڼار ومع كده كانت قوية وقدرت تحمي نفسها.. اوعدني عمر ثقتك فيها ما تتهز ياظافر.. اوعدني تستوعب خۏفها لو خاڤت في موقف معين بعد ما يجمعكم مصير واحد.. أوعدني عمرك ماتقسى عليها ولا تتخلى عنها وتكون سندها بعد ربنا وبعدي لما ربنا ياخد أمانته!
كم رائع هذا الأب وكبر بعيناه الآن..استماته أن يحفظ كرامة ابنته ويأخذ كل الضمانات التي تصونها جعله يفتخر انه سهره.. وزار خياله بتلك اللحظة إيلاف التي يضعها بمثابة الابنة وليست الشقيقة.. خوفه وحرصه عليها يشبه شعور السيد عاصم وأكثر..سيمنحه وعدا لن يخلفه ما حيا وبقى له من عمر..!
_ أوعدك اني عمري ما هجرحها ولا قيمتها تقل في نظري ولا احملها فوق طاقتها.. أوعدك أكون ليها السند والعون وقت ما تحتاجني.. واكون ليها