رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء العاشر
فلاحظتها بدون قصد..وليه بتبصلك تقدر حضرتك تروح تسألها وتطمن عليها بالمرة...ووسعلي بقى خليني ارجع أشوف ابني.....!
وتركته محدقا بأثرها مآخوذا ونفحة أمل أخيرا تشرق على قلبه..فهل ما رآه الآن يدخل في طيات الغيرة!
أتت متحفزة ان يحاول الحديث معها مرة أخرى..هذه المرة ستخبر يزيد..لكن الغريب انه لم يظهر على الإطلاق والمفروض تواجده كصاحب مكان مثل ظافر..زفرت وهاتفت نفسها احسن..يارب ما يورينى وشه لحد مانمشى..وبعد قولها تفاجأت بطفل صغير يقذف فوق ركبتها مغلفا ثم هرول بعيدا..فغمغمت بدهشة ايه لعب العيال ده..نظرت للمغلف بحيرة..ممن وجدت ان فتحه الآن ربما يلاحظها احدا..فاستأذنت لتذهب للمرحاض..وبزاوية محتجبة فتحت المغلف لتجد ورقة مطوية يرافقها ورقة نقدية تفوح منها رائحة ذكية جذبتها وبتلقائية تشممتها متمتمة الله البرفان ده ريحته تجنن ثم فردت الورقة المطوية وراحت تقرأ من خط بها
زفرت بعد أن انهت قراءة رسالته المعطرة والتفتت حولها ولا تعرف لما شعرت انه يراقبها..وصدق حدسها وهو يتجلى عليها من خلف إحدى الجدران مبتسما..فكتفت ساعديها وهتفت ساخرة طب وبعدين الموال بتاعك ده هيخلص امتى
_مش هسامح حد وبطل حركاتك دي احسلك عيب انت كبير ومش صغير للتصرفات دي!
وهمت بتركه وهى تقذفه عليه مغلفه بما يحويه فاوقفها بعد أن تلقفه سريعا انتى ناسية انى مديون ليكى بفلوس اول مرة..ال 200 جنية دول منهم..يعنى سداد دين!
التفتت إليه فواصل الفلوس دي حقك ولا هتسيبى نصاب زيي ياخد فلوسك!
فناداها ثانيا
_جورى دعتيلى امبارح في ليلة القدر
استدارت له متهكمة ودى حاجة تفوتنى بردو
ابتسم ببلاهة فاستطردت دعيت تبعد عنى وماشوفش وشك تانى!
عبس واقترب منها خطوتين حتى صار جوارها وهمس بأذنيها ان شاء الله ربنا مش هيستجيب منك..وهيستجبلى انا دعوتى بيكى!
سخرت منه وده إن دل على شيء فيدل على غبائك لأنك مش بتتوقع منى نفس الحركة يا ذكى!
وتركته فهتف قبل ان تبتعد مسيرى اخلص تارى منك لما يبقى ليا كلمة عليكى..ووقتها هعلقك من لسانك في العربية!
صاحت دون تستدير او تتوقف ده في أحلامك ياخفيف!
عادت لطاولة العائلة واحتلت مقعدها بذهن شارد..لا تدري لما أخذت عديته وخطابه! وتصنعت اقتناع زائف أنها نقودها..لكن داخلها يكذبها..مشاعرها منقسمة بين سعادتها بما فعل ..حالتها غريبة ولا تدري ما سيؤل إليه الأمر معه..لكنه بكل الأحوال هو يستحق عقابها..!
ألقى عليها تحية بوجه مبتسم ولم يحاول مضايقتها بعد ان استاءت منه المرة السابقة..يكفى ان الحظ يجود عليه بسخاء وهاهو يراها للمرة الثالثة ويتوقع المزيد بفضل صلة النسب بين عمه وأخيها ظافر.. ورغم تظاهره بعدم الاهتمام بوجودها يسترق النظر خلسة لعيناها وكأنه يريد اختراق رقائق اللينسز المزيفة لينفذ لعيناها الحقيقية..ويحتار داخله لما تخبئها عن الجميع
أما هى فتعجبت لتغيره بعد أن ألقى تحية عليها فور قدومه كما فعل مع البقية وتجنبها تماما..يبدو أن توبيخها له سابقا أوقفه عند حده..وهذا افضل ولن يشغلها الأمر اكثر من ذلك ولتهتم بإفطارها الشهى وفرحتها بهذا التجمع .هم عائلة جميلة بحق..كم صارت علاقتها ببلقيس اكثر قربا وسعيدة بنيا أخيها تلك الفتاة المنيزة في كل شيء..تنهدت وداخلها يدعوا اللهم ديم نعمتك عليهم وأسعد اخى بينهم!
انتهى الإفطار وانشغل الجميع بالثرثرة وهم يتناولون مشروبات متنوعة.. اما هو فتنحى بها في مكان اخر من المطعم!..وبحذر راح يسرد لها ما عنده!
_من فترة قدمت في مسابقة توب شيف اللى بتتعمل على مستوى الدول العربية ومقرها لبنان..ومن حظي اتقبلت وصلنى استدعاء انى اسافر عشان اشارك في التصفيات الأولى!
طغت على ملامحها الصدمة وهى تغمغم
_هتسافر وتسيبنى
حدثها بهدوء عازما اقناعها بلقيس.. المسابقة دي خطوة مهمة جدا في حياتي ولو ربنا وقفني وفوزت بأسم بلدي هتنقل لمكان تانى خالص في شغلي وهلاقي دعم أكتر وشهرة أسرع..!
غمغمت بحزن جعلها لا تستوعب حديثه بس انت ماجبتش سيرتها معايا ولا مرة.. هو لازم تشارك فيها ما انت ماشاء الله مطعمك والكافية ماشين ممتاز وراقيين جدا وبقيت مشهور بدرجة كبيرة عايز ايه تانى
تنهد ثم ابتسم وقال برفق بلقيس انا طموحى في مهنتى مش مجرد كافية ولا مطعم مشهور في القاهرة لأ..أنا بحلم اوصل للعالمية واخد أسم يكون بصمة بعد كده..والمسابقة دي خطوة في تحقيق حلمى.. فهماني!
لم تجد شيئا تقول بعد سرد أماله التى يشيدها على تلك الخطوة..فهمست مطرقة الرأس رغما عنها فهمت ربنا يوفقك