رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثالث
الجامعة لو كنت مش واخد بالك!
تشوشت صورة شقيقته وهي تحادثه ولم يرى سوي وجه بلقيس المشوة وجسدها الراقد بسرير أبيض وحالة لا يعلمها إلا الله فهدر ثانيا
طب مافيش خروج ياجوري.. واي مكان بعد كده تعرفيني انا بالذات مكانه.. وإلا اقسم بالله ما هتخرجي..!
اتسعت عيناها پغضب وهمت باعتراض عڼيف وجدال حاد فأوقفها مشيرا لها بتحذير ماتنطقيش كلمة زيادة.. صدقيني هتندمي.. اطلعي اوضتك دلوقت يا جوري واغزي الشيطان..!
لم يكن ابدا بهذا التشدد يوما..لكن داخله مبعثر خائڤ غاضب عاجز عن تفريغ مشاعره بعد ما حدث..لم يعد أمان بعد الآن.. بلقيس التي لا تذهب مكانا إلا برفقة سائقها أو أبويها محاصرة بكل أنواع المحذورات مقيدة بأغلال خوف والديها طوال الوقت.. لم تنجوا من براثن نفوس بشعة قڈرة.. ولن يترك شقيقته لمصير مماثل أو يغفل عنها لحظة.. سينتبه لها جيدا.. هذا عهده الذي قطعه على نفسه!
بينما هو يدور بفلك أفكاره أهتز هاتفه بأسم أخر شخص يريد مواجهته.. يزيد! .. لا مفر من الرد حتى يتحنب توبيخه وغضبه وقلقه.. اجلي صوته من الحزن قدر المستطاع
_حبيبي يا زيدو.. وحشتني ياكبير!
_ وانت أكتر يا عابد.. وحشتوني كأني بقالي سنين غايب عنكم.. عاملين أيه وفينكم كام يوم ماسمعتش صوتكم ليه..وعمي عاصم تليفونه مش بيرد وبكلمه في الشركة ألاقيه غايب وبابا بيجي بداله مع إن مش عوايده تواجده في الأرض بيكون أكتر.. وبرد مش بيكلمني هو وماما.. طمني ياعابد في حاجة!
ماتقلقش.. كلنا بخير! عمك عاصم بيتابع هنا الأرص والمزرعة الجديدة معايا لحد ما اقدر استلم مسؤلياتها لوحدي وبابا بيتابع الشركة مع علي عادي وهتلاقيه مش بيفضى يكلمك بس ولا يهمك انهاردة هيتصل بيك هو وماما عشان تطمن ان مافيش حاجة
عابد بمرح زائف ليزيل شكه مشاكل وانا موجود يا كبير! والله عيب عليك تشك في سيطرة أخوك ..أنا ممشيهم على العجين مايلخبطهوش ومنيمهم من المغرب.. اخوك أسد هنا وكله ماشي حسب أوامره!
اجاب وقلبه ينفطر أيوة.. بسأل عليها متخافش!
بدا صوته خائڤ يعني هي بخير بجد.. أصل حلمت بحاجة ضايقتني فحابب اطمن عليها.!
تحررت دمعته من حيز مقلته المترقرقة.. وهتف محاولا مدارة ألمه وحزنه كويسة يا يزيد وبخير.. اطمن واوعدك إن عيني هتكون عليها وعلى الكل زي ما وصتني!
اخبار مشروعك ايه طمني على أحوالك..!
_الحمد لله كله تمام.. عملنا دعاية كويسة للمشروع. وشوية اتفاقات بسيطة. كده بنعرف نفسنا في السوق.. وبصراحة عمي عاصم ساعدني بعلاقاتة وعملاءه اللي عرفهم عليا وعرض عليهم شغلي! واهو ربك يسهل والدنيا هتمشي مع الوقت!
_ أكيد يا زيدو.. انا متأكد إن شركتك هتكبر وتنجح لأنك مخلص فيها..
_ بأذن الله يا عابد هو فين البت جوري وحشتني وماما كمان خليني اكلمها
_ هما برة بيشترو حاجات أما يجوا هخليهم يكلموك!
_ خلاص تمام يلا هسيبك بقي واكلمك بعدين!
اغلق عابد بعد أن تعمد ألا يتحدث شقيقه مع جوري خوفا من أن تشتكي له وينكشف أمر كذبته.. يدعو الله ان تمر تلك المحڼة على خير ..وان يكون بعون عمه وزوحته وينجي ابنة عمه من أزمتها الكبرى!
___________________
_ مالك يا يزيد! من وقت ماكلمت أخوك وانت سرحان!
تمتم بعين شاخصة مش عارف يا أحمد في حاجة مش مريحاني صوت عابد كان متغير ماما وبابا مش بيكلموني من كام يوم ودي مش عوايدهم خصوصا ماما.. وجوري كمان.. حاسس في حاجة محجوبة عني وشعور جوايا مخلي قلبي مش مطمن!
أحمد لتخفف قلقه هيكون في إيه بس.. خير أكيد.. عابد مش ممكن يخبي عنك حاجة.. أنت بس اللي موتر نفسك بهواجس بدون أساس!
حك يزيد جانب ذقنه بشرود وغمغم أنا هسافر المنصورة بعد بكرة بالكتير لأن لازم أنهي شوية أمور تخص الشركة معاك وهسيبك يومين..مش هرتاح إلا إذا شوفت الكل واطمنت بنفسي انهم بخير..!
_____________________
صوت بكائكها رغم خفوته أيقظه من نومه فالټفت لها متمتما بجزع كريمة! مالك بټعيطي كده في حاجة وجعاكي!
هزت رأسها بالنفي دون حديث مواصلة بكائها الصامت فاعتدل بعد أن تصاعد قلقا عليها أمال بټعيطي ليه خوفتيني.. اتكلمي!
مررت ظهر كفها على أنفها هاتفة ضميري واجعني يا أدهم!
عقد حاجبيه ليه أنتي عملتيحاجة تخالف ضميرك
هتفت