نوفيلا حارة رمضان بقلم ډفنا عمر الفصل السادس والأخير
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
كل موقف وكلمة تبادلاها يوما..والده محق.. كان أحمق وأخطأ لكن لن يفت الآوان بعد لتصحيح خطئه.
مش موافقة!
قالتها معاندة قلبها لترد له الصاع صاعين أمام أبيها فابتسم بحلم وتفهم ومد يده لوالدها بثقة وثبات أذهلها مادام انت موافق نقرا الفاتحة ياعم كامل.
حملقت بهما ببلاهة وهما يتمان قراءتها وكأنها سراب وهارون يختم قوله شهرين اجدد الشقة اللي فوق شقتي وأمنية تختار العفش اللي يعجبها ونتمم الجواز علي طول..ولا ايه ياعم كامل
_ ايه يا بابا في ايه هو انا معزة وسطيكم ثم نظرت للأخر بحنق هو أنا مش قلت مش موافقة ياجدع انت هو بالعافية ولا بالعافية
رمقها هارون بنظرة غير مكترثة ثم صوب اهتمامه لأبيها قدامك شهرين اللي تقدر تجيبه هاته.. أنا شاري ياعم كامل وعارف انا واخد ايه وشكليات الجهاز دي متهمنيش.. أمنية لوحدها عندي تساوي الدنيا وما فيها.
_ بقولك ايه انا مايضحكش عليا بكلام البنات ده.. أنا قلت مش موافقة يعني مش موافقة.
وقف مشرفا عليها بطول وهو أخيرا يوليها أهتمامه ويزرع بحدقتيها السوداء نظرة أنبتت في روحها بساتين من الزهور.. كل زهرة قصت لها قبسا من مشاعره التي يحجمها لوقت معلوم.
بقوة خرافية أخفت توترها وناطحته بنظرة شرسة عنيدة راقته ماشي مادام انت عايزها ڤضيحة بجلاجل.. اعملوا اللي انتوا عايزينوا.. وابقوا قابلوني يوم الفرح.
وركضت وهو يتابعها مبتسما بتسلية ثم الټفت لأبيها مستأنفا حديث أكثر جدية لما سوف يكون.
بعد خمس سنوات!
_ ماما شوفتي بابا جابلي ايه
تلقفت أمنية طفلها الأول بين ذراعيها بحنان
الله فانوس حلو خالص.. كل عام وانت بخير يا حبيبي..فين اخواتك طارق وعلاء
ثم نظر حوله بانبهار انتي علقتي زينة رمضان لوحدك كنت عايز اعلقها معاكي يا ماما.
قبلت خده قلت
اتسلي علي ما تيجو ابقي علق زينة الشارع مع طارق وولاد الحارة..
نظرت لصغيرها مبتسمة وهو يركض بعيدا بفرحة ثم تحسست بطنها المنتفخ قليلا بعد انتصاف شهرها الرابع..ما أسرع الأيام.. لا تصدق حالها بعد هذه السنوات.. تزوجت رجلا وجدت فيه أب وزوج ورفيق وكل ما طمحت له وأكثر أهداها محل صغير يجاور محله تماما لتبيع به بضاعتها أمام عينه وتساعد أبيها وأخواتها كما كانت وهي تحت جناحه تحتمي به من الجميع..صنعت له عائلة جميلة وانجبت طفلان وهاهي تنتظر الثالث بعد أشهر قليلة.
_ مش قولتلك ماتعمليش الزينة لوحدك
ألتفتت له واستقبلته گ الطفلة جيت امتى
حالا ثم عاتبها برفق مابتسمعيش الكلام ليه يا أمنية افرضي دوختي واحنا برة كنت هساعدك انا والعيال في كل حاجة أما نرجع.
ابتسمت متخافش عليا يا سيد الرجالة.. أنا بخير ولو حسيت بتعب كنت استنيتكم.
ثم ربتت علي موضع جنينها بحنان ده انا هخاف عليها أكتر منك ومستنياها بفارغ الصبر.
ثم مازحته أهي علي الأقل تنصرني في حزب الرجالة اللي وقعت فيه ده.. هتبقي بنتي حبيبتي.
_ أمنية الصغيرة.
همسها بحب شديد جعلها تبتسم له بجد هتسميها أمنية
_ أه والله.. أمنية هارون شوكت.
ضحكت مع قولها طب افرض حيت تنادي علي حد فينا وجرينا عليك احنا الاتنين هتعمل ايه
اقترب وهامسا ساعتها هاخدكم انتوا الاتنين . تأملته بهيام عاجزة عن قول كلمة تنصفه ثم تذكرت شيء فصاحت وهي تنظر حولها بغتة هو انت مجبتش ليا حاجة معاك
_ حاجة ايه أنا اشتريت للولاد الفوانيس اللي اختاروها وشحنت شوية بضاعة جديدة وجيت.
لوت شفتيها بإحباط بس
_ ايوة واستأنف بقولك ايه انا هاخد حمام عشان نازل تاني طلعيلي طقم البسه احسن اللي عليا ده عرق من الطريق.
قالت دون حماس ماشي.
ذهبت بضيق تحضر له شيء لتشهق وهي تفتح ضلفتي خزانته هاتفة بوجي وطمطم
ضحك وهو يراقبها عند عتبة باب غرفتهما اول ما دخلت لقيتك سرحانة خبيتهم هنا عشان تشوفيهم وتتفاجئي كده.
نسيت حملها وهرولت بفرحة حماسية مثل الطفلة صائحة كنت هزعل أوي لو نسيتني.
ابتسم بحنان طاغي أنا اقدر برضو.. عارف ازاي بتحبيهم وبتستني كل سنة اجيبلك ليهم شكل جديد
ثم قبل جبينها وقال كل عام وانتي وولادنا ماليين عليا الدنيا يا أمنية.
ردت عليه بسخاء وهي تطوق عنقه وتستكين علي كتفه وكل عام وانت دايما سندنا يا هارون.
ثم همست بدعائها
اللهم بلغنا رمضان أعوام وأعوام
لا فاقدين ولا مفقودين.
تمت بحمد الله.