رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الرابع عشر
وتحصليني فوق على الروف.
_ بس كده من عيوني يا نوجا.
مكالمة هامة جعلت رفعت يهبط الدرج بعيدا عن ضوضاء الصغار انتهى وهم بالصعود ليجد مودة تصعد بين يديها صنية كبيرة عامرة بأكواب الشاي الشهية.
ابتسم بود الله عليكي الشتي جه في وقته.
رمقته بحنان عفوي بالهنا والشفا يا استاذ رفعت
مد يده تلقائيا هاتي عنك يا مودة واطلعي انتي.
تبعته وهي ترمق قامته الممشوقة بحنان وشوق لا تقدر على مقاومته متعجبة من رضوخها بالمجيء رغم قرارها ألا تأتي حضورها لم يكن فقط لأجل والدته التي ترجتها بالمجيء بل لهفتها لتراه وتشاركه تلك المناسبة للمرة الأولى
وتعلم أنها حين تعود لبيتها ستبتلعها الخيبة شردت بأفكارها وهي تتسائل هل أعاد عهده القديم مع طليقته هل يمكن ان يعود لها لأجل طفله من يلومه لو فعل.
في حاجة يا مودة
انتبهت سريعا من شرودها قائلة لا ابدا يا استاذ رفعت م
بترت حديثها فجأة وهي تشهق بړعب بدا له مبالغ به وهي تهرول هابطة الدرج سريعا صائحة صرصار بيطير.
انعقد حاجبي رفعت بدهشة لتفترش ابتسامة شفتيه قبل أن ينفجر ضاحكا مناديا عليها استني هنا بتجري من صرصار يا مودة! ولا عيب علي طولك.
توقفت وهي تنظر حولها بحذر وكأنها مطاردة من لصوص هاتفة بلهاث أنا ..أنا أسفة.. بس أنا عندي فوبيا منه.
_ من الصرصار!
رمقته بلوم حين تبينت سخريته ليضحك رغما عنه فتهتف بضيق لو سمحت يا أستاذ رفعت ماتضحكش عليا أنا فعلا بخاف وده مش بإيدي يعني.
ثم أشار لها ليصعدا للجميع يلا نطلع أحسن أنا سبت الشاي علي السلم ومعرفش مصيره ايه دلوقت.
تسمرت مكانها دون ان تتبعه.
_ ايه يا بنتي مش هتطلعي
هزت رأسها رافضة بصمت ونظرتها الخائڤة أضفت عليها مظهرا طفوليا فابتسم مع قوله الحاني مټخافيش يا مودة زمانه طار في حتة تانية.
أخيرا منحته ابتسامة جزاء لطرفته وكم تخجل مما حدث يحق له لو عاملها گطفلة بعد الأن.
تبعته وهي تتلفت حولها بحذر وهو يرمقها بنظرات جانبية خانقا ضحكته بأعجوبة حتي وصلا لموضع صينية الشاي فحملها مستأنفا صعوده وهي خلفه.
وانت كنت فين ده كله يا رفعت
تساؤل سامي زوج شقيقتها أربكها ولم تدري ماذا تقول خاصتا مع نظرة رفعت الخاطفة نحوها وابتسامته التي يعافر لوئدها.
_ وانت قاعد تعد علينا الثواني ولا ايه ياعم سامي.
استجاب أخيه لسخرية رفعت المازحة وانخرط معه بثرثرة مرحة بينما نظرات والدته الخبيرة بواد أخر وعيناها تحاصرهما بقوة غير غافلة عن تواصلهما البصري الذي حدث كما لاحظت خجل مودة منه واحمرار وجنتاها بشكل لم يغيب عنها تري ما الذي حدث بينهما تلك الدقائق ولما حمل عنها رفعت أكواب الشاي
وبموضعها جلست ټلعن نفسها ألف مرة لما حدث وأظهرها أمامه بهذا العبث سامحك الله يا صرصور بسببك تشوهت صورتي بعينه حتما صار رفعت يراني طفلة حمقاء الأن ولم تدري أنه رأها بشكل غير الذي تظنه خۏفها الشديد وهي تهرول أمامه جعلها شهية بعينه دائما ما يحب الرجل أن يري في المرأة طفلة ضعيفة هشة وكأن رجولته تتغذي وتنتعش أحيانا بهذا الضعف كأنها مسحة رقة شقت عالمه الرجولي القاسې أختلس نحوها نظرة جانبية فوجد وجنتاها مشتعلتان بحمرة محببة وعابسة بشكل شهي يعلم ان ما حدث أخجلها ليته يخبرها انه لم يحدث ما يستحق عبوسها هذا بل ربما لو سنحت الفرصة لأخبرها أنها كانت له اليوم گ نسمة باردة بددت ضيقه وأفكاره المشتتة تلك الفترة.
_ أستأذن أنا يا جماعة عشان الوقت أتأخر.
قالتها مودة متأهبة للرحيل لتترجاها شقيقتها بالمكوث دقائق أخري فتعتذر لها بتهذيب متعللة بحجج زائفة والحقيقة أنها تريد الهروب من نظرات رفعت التي لاحظتها و وترتها كثيرا.
_ وصلها يا رفعت.
صدح صوت والدته وقبل أن تعترض مودة رمقتها الوالدة قائلة بحسم أسمعي الكلام يا مودة رفعت هيوصلك عشان الدنيا بقيت الليل يا بنتي ومايصحش تمشي لوحدك.
_أركبي يا مودة.
وقفت مكانها تشعر بالرهبة وهو يشير لها أن تستقل سيارته وتجلس جواره لم يحدث أن استقلتها معه من قبل.
_ يلا يا مودة أركبي.
تمالكت أمرها هاتفة أستاذ رفعت الطريق لبيتي مش طويل ينفع نتمشى ولا حضرتك مش بتحب تمشي
رمقها مليا غير غائب عنه خجلها من استقلال السيارة معه بمفردها