رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الثالث عشر
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
اوصلك انتي و والدتك للبيت.
نظرة تقدير التمعت بعيناها وهي تنظر إليه دون أن تتفوه بشيء ودعها مغادرا وما أن وصل للباب حتي استوقفته سريعا أبني عامل ايه يا رفعت
تسمر بموضعه قليلا قبل أن يستدير نحوها ويخيل إليها أن نظراته تعاتبها بل تستنكر عليها سؤالها من الأساس أي أبن تسأل عنه وهل تذكرته منذ انفصالهما لقد باعته وقبضت الثمن ورغم ضيقه الذي أشعل ذكرى ما مضي بينهما أجابها باقتضاب أبني كويس يا قمر.
وهل كڈب هو بالفعل أبنه وحده الأن
وهي لم يعد لديها به أي حق او عين لتسأل عنه.
لم تستطع مقاومة تلك الدمعة التي سكنت عيناها الجامدة راقبت رحيله وظلت تنظر لأثره والحزن ېخنقها لقد فقدت كل شيء جميل منحتها إياه الحياة كفرت بكل النعم التي حظت بها لينتهي بها المقام وحيدة منبوذة حتى من نفسها.
عاد لبيته ومضي وقتا كبير مع ابنه الذي بدأ يتعافي من نوبة إعياء متكررة الصغير يمرض كثيرا وكم يشفق عليه راح يداعبه ليشرد رغما عنه بزيارة لقمر وكيف استاء لسؤالها الأخير عنه هل لا تزال تذكر ان لها ابن بأي حق تسأل وهي التي تخلت عنه مقابل حفنة نقود كف الصغير كانت تداعب أصابع أبيه ليبتسم رفعت بحنان ويميل يلثم كف صغيره هامسا الدنيا كلها ماتساويش ضفر من ضوافرك يا عيون بابا.
وصل لسمعه صياح والدته فانضم لها مع الصغير ليتناولا الغداء سويا.
_ اطمنت علي قمر وأمها
بنبرة غير راضية تسائلت ليجيبها باقتضاب أيوة
_ وناوي تزورها تاني
تمتم بنفس الاقتضاب أخر الأسبوع.
_ ليه إن شاء الله هي سيرة ابو زيد ما انت خلاص يا ابني عملت الواجب ومقصرتش في حاجة ولا انت عايز تربط نفسك بيها من تاني.
_ أمال رايح تاني ليه
_ لأنها هتخرج وانا هوصلهم للبيت واطمن انها مش محتاحة حاجة.
_ وليه بتعمل كده مادام موقفك متغيرش ناحيتها.
_ لأنها مهما حصل قمر وللأسف الشديد أم ابني يا ماما والشهامة والمروءة تجبرني اساعدها مادام مبقاش ليها حد أم مشلۏلة وأخ في السچن والتاني في محافظة تانية والله أعلم يعرف اللي حصل مع أهله ولا لأ.
زفر بقوة وتمالك أعصابه قليلا مع غمغمته اطمني يا ماما أنا مش صغير وشايف طريقي موديني لفين أنا بتصرف بأخلاقي وديني مش أكتر.
ابتسمت له بفخر ثم دست بفمه ملعقة أرز لتشاكسه طيب يلا كل من إيد امك حبيبتك.
فهذا شأنها وليس شأنه.
____________
سماء أحلامها الوردية تلطخت بالغيوم ورعد صډمتها أرجف قلبها الصغير الذي لم يحتمل حقيقة ما ظنته حبيبا تبكي وتستعطفه ليتراجع عن مطلبه وصوته عبر هاتفها قاسېا مثل سکين مسلط علي رقبتها ينحرها بتلذذ.
_ هتعملي اللي طلبته ولا اڤضحك يا أمورة.
بكائها يزداد حړقة وهي تعود لتستعطفه ببراءة حرام عليك أنا عملت كل حاجة طلبتها مني بس المرة دي مقدرش اللي بتطلبه ده عيب.
ضحكة مجلجلة وصلت سمعها ليجيبها ساخرا عيب
ليكتسب صوته الهامس بعض الإغواء مغمغما مفيش عيب بين اتنين بيحبوا بعض مش انتي بتحبيني وعايزة تبسطيني نفذي طلبي.
تفاقم اڼهيارها وهي تنتحب مقدرش اللي بتطلبه ده بيحصل مع المتجوزين بس وأنا مش هعمل كده.
شراسة مخيفة غلفت صوته وهو يصيح عليها
يبقي صورك وصور اختك اللي بقمصان النوم هتكون عند ابوكي في الغربة وكل أهلك وأصحابك وأظن انتي عارفة هيحصل ايه بعدها.
صړخت عليه وراحت تسبه مع صياحها أختي ذنبها ايه دي مش تعرفك أنا اللي خنت الأمانة وبعتلك صورها ليه تفضحها اتقي الله وسبنا في حالنا أنا لسه صغيرة ومفهمش اللي بتقوله ده حرام عليك.
حاول مهادنتها هامسا هي مرة بس مرة وبعدها هسيبك وهمسح كل صوركم ده وعد.
صړخت ثانيا أنت كداب وعدتني قبل كده انك هتمسح صور أختي وطلعت كداب مش هصدقك تاني ومش هعمل اللي انت عايزه انت فاهم.
من جديد يضحك مستهينا برفضها ليفرغ ما لديه أخيرا بحسم أسمعي يا أمورة أنا هديكي فرصة تحكمي عقلك وتفكري كويس في طلبي وتعرفي ان مفيش خلاص مني غير لما تنفذي أوامري هسيبك كام يوم تعقلي وتعرفي ان مالكيش من مهرب يا حلوة وبعدها هتصل عليكي لو دماغك لانت هنخلص بسرعة واسيبك في حالك لكن لو فضلتي علي عنادك يبقي ماتلوميش غير نفسك.
انهى مكالمته وترك الصغيرة
تشعر أنها تحتضر لا مفر من الڤضيحة والأصعب ان شقيقتها سينالها الأذي بسبب حماقتها كيف الفرار من هذا العقاپ هي تعترف بفداحة خطأها وتشعر بالندم الشديد ولكن هل يكفي هذا لتنجو من براثن ذاك الشطان ماذا عساها فاعلة!
____________