رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني عشر
وتتصلق وجهه ليشعر بأنفاسها وهي تميل لتطبع قبلة علي خده قبل ان تنهض للمرحاض..حسب علمه أن كثرة التبول دائما ما تصاحب السيدة الحامل.
شعر بها تغادر المرحاض متوجهة لفراشها وأنات ألم تصدر منها ربما تأذت من نومة الأرض جواره.. ابتسم بحنان داخله وشعور جميل بدأ يغمره نحوها كأن حياتهما جديلة تتضافر من جديد بقوة فلا تنفك أطرافها ابدا..لم تعد حبيبته تكسوها قشور القسۏة وصار حنانها نبعا رائقا تمنحه للجميع عن طيب خاطر..صغاره يحبونها الأن..ومشاعر الصغار هنا لا زيف بها ولا خداع.. نجحت بكسب ودهم وها هي في طريقها إليه تزحف بمشاعرها نحوه دون كلل أو ملل.. إصرار يثير إعجابه وينعش عشقه من تابوت قلبه بعد رقاده.
عبست وهي تجده يفترش الأرض وتذكرت كم أتعبها النوم عليها فقالت بتذمر رضا تعالى نام مكانك مش هسيبك تنام على الأرض تاني.
غمغم ببرود مالكيش دعوة.
هتفت فاقدة حذرها لأ منا مش هنام على الأرض تاني أنا تعبت.
ضاقت عيناه وهو يرمقها بتساؤل لتتدارك أمرها سريعا
قصدي يعني ان انت اللي تعبت أكيد من النومة دي.
أخفي ابتسامته بأعجوبة وعاندها بتسلية قائلا بردو مالكيش دعوة.. أنا مرتاح كده.
راقبته بحنق لتأخذ قرارها بحسم وهي تنهض لتستلقي جواره ليلتفت نحوها بدهشة مواريا داخله إعجابه بما تفعل ايه ده بقا ان شاء الله!
أشار لها بصرامه مع قوله أرجعي نامي مكانك.
هزت رأسها بعناد أكبر لأ.. مش هرجع غير لو انت نمت هناك.
رمقها لبرهة حانقا ثم زفر بضجر ونهض يلملم طبقات فراشه ثم سحب الوسادة عنوة من أسفلها بغيظ لتصطدم رأسها بالأرض فتئن قائلة آآه..حرام عليك هتجبلي ارتجاج.
وجدته يضجع علي فراشهما لتنهض مبتسمة بانتصار ثم وقفت أمام المرآة تمشط شعرها الطويل وتعدل وضع قميصها علي قدها وهي تحدثه تعرف يا رضا خالتي دي شكلها كانت شقية أوي.. أختارتلي حبة قمصان نوم يجننوا.
عتابه المستتر جعل عيناها تغيم بسحابة حزن متذكرة تقصيرها بحقه ليشعر رضا بندم حقيقي مشفقا عليها من هذا اللوم بعد برهة اقتربت مستلقية جواره لتجده يفصل بينهم بوسادة طويلة كأنه يصنع حاجز نظرت للوسادة مليا قبل أن تلتقطها بهدوء وتلقيها أرضا ثم دنت إليه وفعلت ما فعلته مرارا وهو نائم لا يدري عنها فردت ذراعه ومالت برأسها عليه محيطة خصره القوي بذراعها الحر هامسة قرب صدره مش هسمح تكون في بيني وبينك حواجز تاني يا رضا.
لترفع عيناها ناظرة إليه بعمق مواصلة همسها وإصبعها يداعب أهدابه برفق
ثم ارتفعت بجسدها وشفتيها تتولى الأمر وترفرف فوق جبينه هامسة أشرقت في عقلك.
لتقترب أخيرا لموضع خافقه وتطوف فوقه بإصبعها بلمسات ساحرة هامسة وعيناها لا تزال تنظر لعيناه
أشرقت في قلبك.
حائط مقاومته بدأ ينهار تحت وطأة هجومها العاطفي.
الذي بقدر ما أذهله أرضى رجولته.
وهي تستقطبه نحوها بكل الطرق.
والصدق ينضح من مقلتاها التي دمعت وسقط لؤلؤها فوق قلبه ذاك القلب الذي لم يخفق لسواها ولم يثور إلا لأجلها ولم ينكوي إلا بعشقها عشق لمع بعيناه وهو يقطع أخيرا المسافة بينهما ويندفع بقبلته التي أغتنمت شفتيها بنهم
الشوق كان ممزوجا بحنانه المعهود فتسربت سيول مشاعره لجدولها العذبة فبادلته طوفانة الحاني دون مقاومة.
كأن وطنها عاد إليها بعد طول أغتراب فأصبح لها وطن.
قبلته ضخت الحياة بروحها فانتفض الجسد بعودة الروح إليه.
طال والوقت ولا يشعر أحدهما إلا بعناق صاحبه.
لم يوقفه إلا دموعها التي تذوق ملوحتها ليبتعد فيراها تبكي.
ظنها تأذت من اندفاعه لتباغته بانغماسها بصدره كأنها لا تتنفس بعيدا عنه لا تصدق أنه استجاب لها.. لا تصدق ان جليده ذاب بين يديها وعاد الدفء لعلاقتهما.
تبكي بفرحة.. تبكي شكرا لله أنها نالت رضا زوجها عليها.
تبكي والدموع تغسل روحها بعد ان غبر ثرى الحزن قلبها كثيرا.
دموعها الأن تسيل بفرحة لكنه لم يفهم كل ما تمر به تلك اللحظة وهو يتسائل بقلق پتبكي ليه هو أنا .
أسكتته بكفها علي شفتيه لتهمس له
ببكي عشان وحشتني وحشني حنانك وقربك.. مش مصدقة انك رجعتني لجنة حضنك من تاني..مش مصدقة إن عيونك رجعت تبصلي بحب وحنان زي ما كانت.. ببكي من كتر فرحتي بيك..أنت فرحة العمر اللي ربنا عوضني بيها يا رضا.
جذبها بعناق جارف وهو يتمتم بنبرته الأسرة
لو كنت أعرف ان خصامنا هيخليكي تحسي بيا كده وتخرجي مشاعرك من القمقم اللي كانت فيه كنت خاصمتك من زمان.
برقت عينيها بحب قائلة أوعدك يا رضا مفيش حاجة هعزها عنك تاني..كل حاجة فيا بقيت ملكك انت وأولهم قلبي.
مش هحب حد أكتر منك حتى..
صمتت لتتحسس موضع جنينها بحنان هامسة حتي ابننا.
نظر هو الأخر بحنان عفوي لموضع طفلهما رابتا علي بطنها برفق هامسا منتظره بفارغ الصبر.
ورغم شفافية البوح التي سالت من شفتيها