رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الحادي عشر
أختبرت أخلاق الصغار تحب رضا أكثر هما أخذوا نفحة من روحه هما خلاصة رقته وحنانه وطيبته وإنسانيته
_ يلا يا مازن أصحي بقا هنتأخر
هكذا صاحت رحمة لتوقظ شقيقها الذي استجاب بصعوبة وهو يفرك عيناه لتتلقفه أشرقت بعناق مقبلة خده الثمين هاتفة صباح الخير يا ميزو يلا صحصح كده عشان تفطر وتستعد لمدرستك
ثم صاحت بحماس مش انهاردة الخميس ايه رأيكم نعمل كيك وبيتزا سوا لما ترجعوا
تفاعلوا معها بذات الحماس ومازن يصيح أيوة انا بحبهم وعايز الكيك بالشيكولاتة
رحمة لا أنا بحب الكيكة اللي لونها أبيض
ضحكت تغمرها السعادة لتفاعلهم معها قائلة ماتقلقوش هنعمل الاتنين والبيتزا هنتعشى بيها كلنا
ولجت غرفتها لتجده لا يزال نائم أرضا متلحف بغطاء خفيف ظلت تطالعه بحزن مشفقة عليه من نومة متعبة كهذه ربما تؤلمه عظامه أو يصيبه البرد دنت إليه وجلست أمامه كالقرفصاء ومدت يدها تربت علي خده هامسة
رضا أصحي الساعة عدت ستة
بدأ يستجيب قليلا وهو يعتدل وعيناه لا تزال مقفولة ثم ابتسمت وهي تراه يستسلم للنوم ثانيا فانحنت تلثم جانب وجهه هامسة بأذنيه رضا يلا أصحى الولاد هتتأخر علي مدرستها
قرب أنفاسها وعبقها مع قبلتها الناعمة أخترق مداركه سريعا ليفتح عيناه بنظرة كاملة شمل بها تفاصيل وجهها القريب تفرسها مليا برمقة مطولة وهي بهذا القرب مما أغراها بالأمل أنه سيفعل شيئا لتتفاجأ به يبتعد عنها ثم راقبته وهو يقف ويرفع طبقات الفراش الذي كان ينام عليه ثم طواها وأقحمها في الخزانة و ألتقط له غيار داخلي ودلف لمرحاض غرفته دون أن يحدثها او يلتفت لها
انتهي من صلاته وغادر غرفته ليجد طاولة الطعام عامرة ومكتظة بالخيراتوصغاره ينتظرونه معها كي يتناولوا إفطاوهمالشكل يفتح الشهية حقا ومع هذا أعرض عنه و لم يشأ حتى لمسه
ألقي تحيته للصغار دونها
صباح الخير يا ولاد عاملين ايه
ردوا الصغار تحيته ليصيح مازن يلا يا آبيه عشان أنا جعان
رحمة أيوة مستنينك من بدري
جلس معهم متجنبا المقعد الذي يجاورها لتبتلع هي غصتها وتتجاهل ضيقها بصبر لاحظت أنه لا يأكل شيئا فقط سكب لنفسه كوب شاي بالحليب وراح يرتشفه وهو يتصفح هاتفه باهتمام
تسائلت ليجيبها وعيناه لا تحيد عن الهاتف
مش جعان هاكل بعدين
عزوفه عن تناول طعامها أثار حنقها فنهضت محدثة الصغار كملوا فطاركم يا ولاد ومتنسوش تاخدوا السندويتشات بتاعتكم
أومأت لها الصغيرة حاضر يا طنط
توجهت لغرفتها بعبوس دون أن تنظر نحوه وداخلها يهتف بسخط ما دخل الطعام في الخصام و الڠضب لما لا يأكل طعامها حسنا سوف تحذوا حذوه لن تتناول شيء
شخصت عيناه بعبوس وهو يراها تترك المائدة دون تناول إفطارها رغم انه حذرها ألا تهمل في صحتها لأجل طفله خاصتا مع ضعفها الكبير الذي أشارت له الطبيبة
الټفت للصغيرة وبقايا الشرود تسكن عيناه طيب يا رحمة روحي هاتي شنطتك انتي واخوكي وحطي أكلكم فيها علي ما اجي
قالها وهو يلتقط بعض الطعام من المائدة ويرصها بصينية صغيرة متوجها لغرفة زوجته دلف ليجدها جالسة عاقدة ذراعيها النحيلة حول ركبتيها تنظر للفراغ بعبوس شارد اقترب ووضع صينية الطعام جوارها أمرا إياها ببرود أفطري عشان تاخدي علاجك والفيتامين بتاعك
رفعت عيناها نحوه ترمقه بحزن ثم عادت تتجاهله وتنظر بعيدا ليعيد عليها قوله بفظاظة أظن أحنا اتفقنا تهتمي بصحتك ودواكي عشان اللي في بطنك
هنا رفعت وجهها نحوه ليري عيناها المغرورقة تعاتبه وتشكوه قسوته أين حنانه أين رقته وملاطفته لها وهو يحدثها صار يصب كل أهتمامه علي طفله الذي بأحشائها فقط دون أن يمنحها أي شيءهل حقا نضبت خزائنه من حبها وفقدت كل رصيدها لديه لا تصدق انه يكرهها لا ولن تصدق
لم تشعر انها بخضم شرودها كانت تبكي بصمت ودموعها تزحف علي خديها دموعها التي تنخر بعناد جدار صموده وتؤلمه وتفطر قلبه كم يود لو مد أصابعه وكفكفها لها كم يود لو يعانقها ويخفيها بين ذراعيه ويربت علي رأسها كم يشتهي تقبيلها حتي يرتويلكن ما عاد في إمكانه فعل أي شيء لقد وعد ألا يقترب منهاولن يخالف وعده أو يضعف مهما كانت الإغراءت
_ أنا هروح أوصل الولاد وهتصل عليكي تعرفيني انك فطرتي واخدتي الدوا وبحذرك تخالفي اللي قولته يا أشرقتاللي في بطنك ده أمانة ومحتاج غذى واهتمام
لا تزال ترمقه بذات النظرة العاتبة ليهرب من أمامها كي لا يفقد مقاومته عادت تنظر للطعام بحزن بعد مغادرته لتزيحه بعيدا وتعتدل لتنامفلا شهية لديها
ولج لبيته وبحث عنها كعادته حتي وجدها تتمدد غافية علي فراشها وبطنها بدا يظهر بروزه قليلا فاقترب فيصل