الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الثامن

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

بابتسامة رائقة لتتسمر عيناه علي حسناءه التي أطلت عليه فأذابت روحه بساطة ثوبها الرقيق بلونه الأخضر تعارض مع فخامة جمالها المهلك لرجل يعشق أدق تفاصيلها ملامحها العابسة لم تطفيء بريق عيناها التي ټحتضنها أهداب سوداء كأنها تحرصها من كل عين حاسدة.
عبرت أشرقت أمامه دون ان تصافحه ليفيق من سكرة رؤيتها مغمغما بترحيب وابتسامته الدافئة تتحدي صقيع مشاعرها ولجت للداخل خلف عائلتها مستقرة فوق إحدى الأرائك دون أن تعيره اهتماما عيناها تطوف كل التفاصيل بفضول متذكرة المرة السابقة التي رأت المنزل حين أتت تغيث الصغير وتعقم جرحه لم تنتبه لشيء حولها عكس تمعنها الأن بكل ما تطاله عيناها البيت بدا شديد البساطة ويد الترتيب واضحة يبدو انه بذل مجهود ليجعله بهذا الشكل.
_ لحظة اجيب حاجة نشربها. 
قالها رضا مختفيا بزاوية قريبة توصل للمطبخ لتميل الخالة علي أذن أشرقت هامسة بتحذير 
بت يا أشرقت افردي وشك ده وإياكي تعملي أي حاجة تضايقي بيها الراجل في بيته خليكي عاقلة كده فاهمة ولا لأ
زفرت بحنق خلاص بقا ياخالتي عرفنا انا مش عيلة يعني هتنطط علي الكراسي وأكسر الكوبايات. 
خالتها ساخرة بس مچنونة وعايزة تحرجيه زي ما عملتي المرة اللي فاتت. 
_ وانا عملت ايه يا خالتي مش انا عروسة يبقا من حقي اقول شروطي واتجوز علي عفش جديد وغالي لو مش عاجبه والله محدش جبره وضربه علي إيده. 
سارة متدخلة لتهدئهما خلاص يا ماما انتي وأشرقت رضا جاي بالعصير وممكن يسمعكم مايصحش.
أتاهم متمتما بحرارة صادقة 
والله يا جماعة البيت نور بيكم أنهاردة.
العم سلامة بنورك يا رضا يا ابني. 
الخالة بعد نظرة راضية حولها شقتك حلوة أوي يا رضا. 
ثم رمقت أشرقت بنظرة جانبية ربنا يباركلك فيها وعقبال ما تتملي بعيالك أنت وأشرقت يا ابني.
زفرت الأخيرة بضجر واضح لم تخفيه وهي تشيح بوجهها عن خالتها بعبوس ليهتف رضا متغاضيا عن رد فعلها البركة حلت بزيارتكم انهاردة.
_ مش هتتفرجي علي الشقة يا أشرقت عشان تشوفي ناقصها ايه قومي مع رضا عشان تشوفيها. 
بغيظ شديد حدجت سارة لتدعم الخالة ابنتها وهي تدفعها لتنهض متجولة مع رضا بكل زاوية بالمنزل.
البيت بدا لها مريح ودافيء مرتب وكل شيء في موضعه تماما أكثر شيء أعجبها الشرفة الكبيرة والتي تطل علي الشارع الرئيسي من الجهة الخلفية للبناية لم يكن لديها شرفة كبيرة ورائعة گهذه من قبل الأرض المغطاه بموكيت النجيلة الخضراء التي أعطتها مظهر مريح للأعصاب مع لمسات ورود جانبية لتشعر أنك بحديقة صغيرة وبزاوية من الشرفة رأت طاولة صغيرة من الخوص خيوطها متضافرة ببراعة يحوطها مقعدان صغيران من نفس الشكل
لوهلة انفصلت عن العالم گعادتها كلما تمنت شيء تخيلت كأنها تتزوج برغبتها وكان هذا بيت تحبه تري ماذا ينقص تلك الشرفة
عصفوران! 
من ضمن أمانيها أن تمتلك مثلهما لتناجيهما كل صباح.
شطحات رومانسية أخذتها بعيدا عن ذاك الذي لم يحيد بعيناه عنها وهو يتشرب ملامحها عن قرب فسعادته الأن لا توصف ولا تساويها شيء أشرقت في بيته عيناها الجميلة تطل علي كل ركن به لتضع لمستها التي ينتظرها بشغف ولهفة لا يصدق أنه مر معها بكل غرفة وهو يثرثر وحدقتاه ترصد رد فعلها النافر بصبر شديد عبوس حبينها يثير به رغبة عارمة ليمسه بشفتيه ويفك انعقاده ويخبرها همسا بأحاديث ربما تشعل وجنتاها الحبيبة وكم يطوق لهذا وېموت شوقا لتلك اللحظات بينهما.
قربها أعطاه مجالا لخيالات خاصة تؤججه وهو الذي يصمد أمامها بأعجوبة رغبته بضمھا تقتله وألف عائق يحول بينهما لكن يوما ما لن يمنع طوفان مشاعره الجارفة هذه شيء سيحررها ويفجر كل ينابيع عشقه ليغرقان معا وينجرفان بتيارها المچنون گعشقه.
_ نورتي بيتك يا أشرقت. 
أخترقها همسه شديد الخفوت والدفء لتتلفت حولها بحذر مطمئنة أن لا أحد سوف يسمعها لتهمس له بتحدي لسه مبقاش بيتي علي فكرة مش يمكن متقدرش تنفذ طلباتي ونفض الموضوع كله من أصله!
حدجها بتسلية رافعا إحدي حاجبيه قبل أن يميل قليلا نحوها ليهمس لها بمكر مش هديكي الفرصة دي ابدا هنفذ كل طلباتك وهيبقي البيت اللي انتي فيه دلوقت بيتك. 
ليواصل همسه بحرارة أكبر
قريب أوي هتكوني مراتي وفي حضني يا أشرقت.
أهتز قلبها رغما عنها للحظات تأثيرا بصوته وكلماته لتعود وټقاومه نافضة ذاك الشعور عنها وهي ترمقه بغيظ مكتوم زافرة بضيق همت بالرحيل لتقابلها سارة حاملة قدحان من الشاي مع قولها المرح أنا قلت البلكونة الحلوة دي لازم يتشرب فيها شاي بمزاج عملت للكل وماما قالتلي أجيبلكم الشاي بتاعكم هنا تشربو براحتكم.
رمق رضا الخالة بنظرة ممتنة وهي علي مدي بصره فكم يقدر داخله تلك المرأة الحنون التي تدعمه وتصنع له معها الفرص ليتقرب إليها حتما تشعر كم يطوق لصحبة حبيبته العنيدة أطول وقت ممكن ويوما ما سيشكر الخالة الطيبة علي صنيعها معه.
استطردت سارة بثرثرة محببة علي فكرة يارضا مطبخ بيتك يجنن واسع وحلو اوي ويشجع الواحدة تقف تطبخ وتبدع فيه يا بختك يابنت

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات